أكد رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) أمس الأربعاء أن الزوجين اللذين نفذا هجوم كاليفورنيا تبنيا الفكر المتطرف قبل أن يلتقيا واعترف بعجزه عن كشف المتشددين الذين يتأثرون من الخارج عن طريق الانترنت.
وقال جيمس كومي في جلسة استماع في الكونغرس أن سيد فاروق الأميركي من أصل باكستاني وزوجته الباكستانية تافشين مالك وهما مسلمان متشددان استوحيا من "مجموعات إرهابية أجنبية" وناقشا على الانترنت مسألة "الجهاد والشهادة" منذ 2013. وأكد أن "التحقيقات تشير إلى أنهما تطرفا قبل أن يلتقيا عبر شبكة الانترنت".
وأوضح كومي "منذ 2013 كانا يناقشان على الانترنت الجهاد والشهادة، قبل خطوبتهما وزواجهما وقبل أن يعيشا معا في الولايات المتحدة". وبقيت معرفة ما إذا كان زواجهما تم ترتيبه من قبل متشددين استغلوا جنسية الرجل، كما تساءل السناتور ليندسي غراهام احد المرشحين لانتخابات الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية.
ورد كومي إن "معرفة ذلك أمر مهم للغاية".
وفي الواقع عندما وصل الزوجان إلى الولايات المتحدة في يوليو/ تموز 2014، كانت تافشين مالك تحمل تأشيرة من فئة "كي-1" أو ما يسمى "بتأشيرة الخطوبة" التي تسمح لحاملها بالتوجه إلى الولايات المتحدة ليتزوج هناك خلال تسعين يوما.
وبعدما عهدا بابنتهما إلى جدتها، اقتحم الزوجان في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول تجمعا لموظفي هيئة يعمل فيها فاروق بمناسبة عيد الميلاد. وقتل الزوجان بعد ساعات في تبادل كثيف لإطلاق النار.
ويحاول مكتب التحقيقات الفدرالي تحديد ما إذا كان القاتلان لديهم شريك أو أكثر وما إذا كانا ينويان شن هجمات أخرى نظراً لترسانة الأسلحة التي جمعاها وبينها رشاشات هجومية وأسلحة يدوية وآلاف الرصاصات وقنابل يدوية.
كما تسعى الشرطة إلى معرفة أي منهما، المرأة أو الرجل، اثر على الآخر بعد تبادلهما الحديث على الانترنت في البداية.
وذكرت وسائل إعلام أميركية عدة أن الزوجة أعلنت مبايعتها لزعيم تنظيم "داعش" أبوبكر البغدادي باسم مستعار على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". ولم يتبن التنظيم الهجمات بشكل واضح لكنه أشاد بها ووصف منفذيه "بجنود الدولة الإسلامية".
واعترف كومي بان التهديد كبير بوجود قاتلين كانا يعيشان في الولايات المتحدة ولم يكن لديهما على ما يبدو صلات عقائدية مع تنظيم "داعش". وبينما وصف الزوجان من قبل العائلة والمقربين بأنهما بلا مشاكل، اعترف كومي بأنه "من الصعب جداً جداً رصد الذين تشددوا ويستوحون أفكارهم من هذه المجموعات الإرهابية".
وأضاف أن "هذا العجز في كشفهما هو همي الأكبر"، مشيراً إلى "تحدي الذين يتشددون عبر الانترنت ويتقبلون الدعاية الإعلامية ويبقون تحت مراقبتنا". وتابع كومي "رأينا الكثير من الحالات التي يتصل فيها المشتبه بهم عبر الألعاب" الالكترونية وبعضها "مشفر".
واعترف رئيس الـ "اف بي آي" بان مكتب التحقيقات الفدرالي لم يتمكن من قراءة أكثر من 109 رسائل مشفرة متبادلة بين احد منفذي هجوم غارلاند في تكساس الذين استهدفوا مسابقة لرسوم كاريكاتورية للنبي محمد، ومتطرف معروف في الخارج.