العدد 4840 - الإثنين 07 ديسمبر 2015م الموافق 24 صفر 1437هـ

«الاتحاد العربي للنقل»: الدعم الحكومي لشركات الطيران يثير الاستفهام... ويجب إبعاد السياسة

470 ناقلة وطنية مسجلة لدى «إياتا» مجبرة على تجاوز برنامج «السلامة» لمزاولة أعمالها

قال أمين عام الاتحاد العربي للنقل الجوي عبدالوهاب تفاحة: إن «مسألة الدعم الحكومي لشركات الطيران تعتبر مسألة عليها علامة استفهام كبيرة، ويجب ألا يُفهم الدعم أن الحكومة تملك جزءا من شركة الطيران فإنها تدعمها للأبد، فأكبر شركات الطيران في العالم اليوم وفي المنطقة تحديداً هي غير مدعومة».

وأضاف تفاحة أن «الخطوط التركية على سبيل المثال يتهمها البعض بالدعم، ولا أظن أن هذه المسألة من المناسبة لتكون موضع نقاش حالياً؛ لأن هناك الكثير من مظاهر الدعم موجودة بصورة غير مباشرة»، مستدركاً بأن «دول الشرق الأوسط لاسيما دول الخليج العربي تتوافر لديها إمكانات كبيرة لاستخدام الطيران وتطوير الاقتصاديات المتعلقة به وخلف الوظائف؛ لأنها تتمتع بالعديد من المميزات والبنى التحتية الداعمة لذلك، منها التعددية الثقافية والتاريخية التي تمثل عامل استقطاب، وكذلك اللغات المختلفة، فيما يجب أن نضع حلا للمشكلات السياسية المؤثرة على هذا القطاع».

جاء ذلك خلال جلسة «الإمكانات المطروقة في الأسواق العربية والتحديات الجيوسياسية الراهنة» ضمن أعمال «قمة العرب للطيران والإعلام 2015» أمس الإثنين (7 ديسمبر/ كانون الأول 2015).

هذا وعلق أمين عام الاتحاد العربي للنقل الجوي بأن «المشكلة الكبيرة التي تواجه قطاع الطيران أن الكثير من البلدات مازالت تجهل احتضان هذا القطاع ليكون عاملاً في التنمية، وهو ما يتفق عليه غالبية المشاركين في هذه القمة، فالأرقام تشير إلى أن 13 في المئة على الأكثر هو دخل الطيران في الناتج المحلي كرقم أعلى على الرغم من حجم الحركة والتطور في هذا القطاع».

وتطرق تفاحة إلى أن «نسبة كبيرة من المساحات المخصصة للطيران مغلقة للطيران العسكري، ويوجد قلق في مستوى الأمن، لكن يجب أن نكون مرنين في استخدام المساحات وإعطاء الطيران المدني الكثير من الحرية للتطور، علماً أن الحكومات العربية ركزت على تطوير المطارات ولم تطور إدارات حركات الطيران»، منوهاً إلى أن «حادثة 11 سبتمبر في أميركا خلقت نوعا من الاعمال الأمنية في قطاع الطيران بنوع أكبر، ويجب أن نجعل الطيران أمناً أكثر من قبل. وواقعاً، إن مشكلات الأمن في الطيران هي تتعلق بالعمليات الأرضية وليس الطيران، ويجب أن نكون بمستوى عالي من الشفافية، وأن يراقب ويفحص كل من يقترب من الطائرة، وأنا متأكد أن الجمهور سيكون لديه الثقة في اللجوء إلى الطيران من دون أي تخوف بعدها».

وأعطى تفاحة أملاً لشركات الطيران في الشرق الأوسط، وعلق «إن حرية الدخول لهذه السوق هي أبرز العوامل المساعدة للاستمرار في القطاع، فلا نستطيع من دونها أن نعزز إمكانية السوق، وحين كانت الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا تدفع نحو صورة نمطية بأنها تملك السوق في الطيران، لم يكن يعرفوا أن التناقس خارج أوروبا كان قائماً، واليوم تفاجأوا بالمنافسة في الخليج مثل طيران الخليج وكذلك الطيران التركي والسنغافوري والإماراتي».

وفي تفاصيل أكثر، تحدث تفاحة عن موضوع دعم شركات الطيران في ظل نجاح أخرى غير مدعومة، وعلق «مسألة الدعم هي مسألة عليها علامة استفاهم كبيرة، وعلى سبيل المثال يوجد في الولايات المتحدة الأميركية ما يسمى قانون الإفلاس الذي يحمي أي مؤسسة لمدة سنة ونصف من ألا يقوم أي مقرض باسترداد ديونه، وهذا يعتبر دعما حكوميا في أعين الأميركيين، وفي أوروبا يوجد أيضاً دعم للمطارات وخطوط النقل التي يعتبرونها أساسية، وكذلك دعم آخر جرى لشركات لعشرات السنين، ويجب أن لا يؤخذ الدعم أن الحكومة تملك جزءا من شركة الطيران فإنها تدعمها للأبد، فأكبر شركات الطيران في العالم اليوم وفي المنطقة تحديداً هي غير مدعومة»، مختتماً «الخطوط التركية يتهمها البعض بالدعم، ولا أظن أن مسألة الدعم تكون مناسباً أن تكون موضع نقاش حالياً؛ لأن هناك الكثير من مظاهر الدعم موجودة بصورة غير مباشرة».

من جانبه، قال نائب الرئيس التنفيذي في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حسين دباس: «للأسف أن ليس كل الدول تعتبر الطيران استثماراً ومدخولاً اقتصادياً لها بشكل عام، ونرى أن الطيران يساهم على الأكثر بـ 13 في المئة من الاقتصاد على سبيل المثال حتى في دول خليجية، إلا أن الأخيرة استوعبت حجم هذا القطاع في مدخوله على الدخل القومي ولعبت دورا كبيرا في تنمية هذا الاقتصاد وتنميته مثل الإمارات وقطر وعمان والبحرين، من خلال استقطاب المسافرين والسياح».

وأضاف دباس متحدثاً عن الجانب الأمني في قطاع الطيران، أن «الاتحاد الدولي للنقل الجوي يتضمن 470 ناقلة وطنية مسجلة، وقد طرحنا عدة برامج لتطوير الأمن والسلامة في هذا القطاع، بحيث أن بعض شركات الطيران لا يكون مسموحاً لها بممارسة أعمالها في حال لم تتجاوز الاختبارات والاشتراطات والمعايير الموضوعة».

وحول الإمكانات غير المطروقة في الأسواق العربية والتحديات الجيوسياسية الراهنة وعلاقتها بالطيران، أفاد دباس بأن «كلما كانت الدولة منفتحة في قطاع الطيران كلما حقق عوائد مالية على نفسها من خلال هذا القطاع، فأين ستكون دبي من دون طيران الإمارات، وكذلك سنغافورة وغيرها من البلدان».

ومن جهته، قال مدير عام شركة: «إيرباص» الشرق الأوسط فؤاد عطار: «قمنا بالكثير من المبادرات لجلب الأعمال والمهتمين العاملين في هذا القطاع، ولذلك سعينا لدعم الأطفال والمتقدمين في التعليم لأن يكون قطاع الطيران طموحاً لهم، والمهم هنا أن نؤثر عليهم في أن يخوضوا هذا القطاع. حركة الطيران تتضاعف ولذلك يجب أن نلحقها بحركة مضاعفة عدد العاملين والطائرات والمطارات والبنى التحتية للاستجابة للتحديات والمشكلات».

العدد 4840 - الإثنين 07 ديسمبر 2015م الموافق 24 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً