دخلت قضية لاعب المنتخب الوطني الأول ونادي الحد عبدالوهاب المالود منعطفاً جديداً أفصحت عنه إدارة ناديه، عبر تفكيرها بدعم لاعبها ونجم فريقها في حال قرر تصعيد موقفه وإيصال قضيته لأروقة المحاكم، بعدما لاقى من تشهير بحسب رؤيته ونظرته لبيان اتحاد الكرة الذي كشف من خلاله بعضاً من جوانبه الشخصية.
القضية لم تكن لتصل إلى هذا المنعطف لو تعامل معها اتحاد الكرة بالصورة المناسبة والمثالية، وخصوصا أنه غض الطرف عن الكثير من الحالات التي سبقت حالة المالود، بل إنه تغاضى عن اتخاذ قرارات كثيرة في حالات مشابهة، إن لم تكن أشد منها من حالات التقاعس أو التهرب من تمثيل الوطن وارتداء قميصه وشعاره.
الحالة الماثلة أمامنا تعبر بصدق عن مدى النقص الإداري الكبير الذي تغلغل في جنبات بيت الكرة البحرينية، على رغم التقدم والتطور «النسبي» الذي حدث له في بعض مفاصل وآليات العمل التنظيمية منها أو الإدارية، ويبدو أننا بحاجة ماسة لتغيير العقلية السائدة والفكر الموجود عبر لوائح مكتوبة تطبق وتنفذ على الجميع.
ووضعت قضية المالود اتحاد الكرة في قفص الاتهام وخصوصا أنه وعلى ما يبدو لم يضع في حساباته مثل هذه الحالات لتنظيم آلية العمل بينه وبين الأندية واللاعبين من خلال اللوائح المنظمة لسير العمل، وكل ما سمعنا به في الفترة الماضية هو لائحة خاصة للاعبي وإداريي المنتخب الأول، وهو ما كشف عنه رئيس اتحاد الكرة الشيخ علي بن خليفة آل خليفة في 4 سبتمبر/ أيلول 2011، وعبر بيان إعلامي عممه اتحاد الكرة على جميع الصحف المحلية.
ويبدو ومن خلال تصريح آخر للشيخ علي بن خليفة آل خليفة صادر بتاريخ 27 أغسطس/ آب الماضي، وعبر حوار مع «الوسط الرياضي»، أبدى من خلاله عدم رضاه واستياءه من وضع غياب لاعبي الأندية عن تدريبات المنتخب مرجعاً السبب وراء هذه الحالة لغياب التنسيق بين الاتحاد والأندية.
وقال رئيس اتحاد الكرة في الحوار: «يتطلب العمل على اتخاذ خطوات تنظيمية ولوائح واضحة تتعلق بهذا الشأن تنظم العلاقة بين الاتحاد والمنتخب والأندية واللاعبين بصورة تحفظ حقوق جميع الأطراف، وسيتم إعداد لائحة خاصة بذلك، وسيتم عرضها للنقاش والتوافق مع الأندية من أجل اعتمادها للسير على آلية معينة وواضحة تتضمن حقوق وواجبات كل طرف وتتضمن حتى العقوبات والإجراءات عند الإخلال بهذه اللائحة سواء من جانب اتحاد الكرة أو الأندية». مضيفا «هذه المشكلة ليست جديدة علينا، وأنا خلال عملي مع المنتخبات طيلة السنوات الـ 10 الماضية صادفتنا مثل هذه المشكلة مرات عدة، وكانت تحل عن طريق العلاقات مع الأندية، وكذلك الجهود الإدارية في تسهيل الأمور».
من خلال حديث الشيخ علي بن خليفة يتضح لنا مدى النقص والقصور الموجود في بيت الكرة البحرينية فيما يتعلق بالعمل داخل المنتخبات، وأنه ليس وليد اللحظة بل انه ممتد لأكثر من 10 سنوات، وبعد مضي أكثر من 3 شهور على حديثه، هل قام اتحاد الكرة باتخاذ خطوات في وضع أسس ومعايير للوائحه الخاصة بالمنتخبات الوطنية؟ فالعمل الناقص ربما ينتج عنه فوضى عارمة.
ونقطة أخيرة في قضية المالود تضرر منها نادي الحد وفريقه الكروي، فما ذنب إدارة وجماهير هذا النادي الساعي لحصد الألقاب من حرمانه وعدم الاستفادة من خدمات لاعبه ونجمه الأول في مسابقاته المحلية؟
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 4839 - الأحد 06 ديسمبر 2015م الموافق 23 صفر 1437هـ