شارك معهد الشارقة للتراث في ملتقى التراث العمراني الوطني في نسخته الخامسة الذي عقد في مدينة القصيم بالسعودية، خلال الفترة من 30 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 حتى الثالث من ديسمبر / كانون الاول الجاري، بتنظيم من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية، بحضور عربي ودولي كبير، تحت شعار: من الاندثار إلى الازدهار.
وجاءت مشاركة المعهد في ظل حرصه على المشاركة في الأنشطة والبرامج والفعاليات التراثية الهادفة إلى الحفاظ على التراث وصيانته ونقله للأجيال القادمة. وقدم رئيس المعهد، سعادة عبد العزيز المسلم، ورقة عمل مميزة بعنوان: التراث غير المادي في التراث المادي، لاقت تقديراً وتفاعلاً من قبل المشاركين، لتفردها وأصالتها، وكان المعهد قد أعدها خصيصاً من أجل المشاركة في الملتقى.
وقال رئيس معهد الشارقة للتراث، عبد العزيز المسلم: "نحرص دوماً على المشاركة في مختلف الفعاليات والأنشطة والبرامج التي تركز على التراث بشقيه المادي وغير المادي، على مستوى العالم عموماً، وعلى المستوى العربي خصوصاً، في ظل سعينا المستمر من أجل تحقيق مستويات عليا من العمل المشترك والتفاعل والتكامل فيما بيننا وبين المؤسسات والهيئات والجهات المشتغلة في عالم التراث بشقيه المادي وغير المادي، ونركز بشكل خاص على دول مجلس التعاون الخليجي حيث يجمعنا معها الكثير من المكونات والعناصر التراثية والثقافية، وهو ما يشكل عاملاً مساعداً إضافياً لأجل المزيد من التعاون والتنسيق والعمل المشترك".
واضاف "من هنا تأتي مشاركتنا في فعاليات النسخة الخامسة من ملتقى التراث العمراني الوطني في السعودية".
وأشار "إلى أن الورقة التي قدمها باسم المعهد خلال فعاليات الملتقى، لاقت استحسان وتقدير وإشادة من قبل المشاركين، وحظيت بنقاشات وحوارات مهمة جداً".
وأوضح أن "الورقة ركزت على مشروع الشارقة للتراث الثقافي الذي يرعاه عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، من خلال إحياء التراث المادي وغير المادي، وهو بمثابة بث الروح في الجسد، فما تم من مشاريع الحفاظ العمراني في الشارقة القديمة، وأيام الشارقة التراثية، وملتقى الشارقة الدولي للراوي، ومركز الحرف الإماراتية، ومجالس التراث، وإحياء الأسواق الشعبية، وبشارة القيظ، وبرامج الطفل الأخرى الموجهة، هو حفاظ على ذاكرة المكان وذاكرة الانسان، وهو بمثابة بث الروح في الجسد".
وأكد المسلم أن "المعهد بمختلف أنشطته وبرامجه وفعالياته يسعى إلى التعريف بالموروث المادي والمعنوي، والمساهمة في خلق جيل يعتز بأصالته ويبني عليها ويطورها بما يضمن تميزها وديمومتها وتفاعلها مع واقعه ومستقبله في ظل الاستفادة من خبرات الماضي، وبما يسهم في خلق جيل مرتكز في تطلعاته على الأصالة، وعلى خبرات عريقة، آخذاً بعين الاعتبار أهمية وضرورة تعزيز فرص التواصل بين الأجيال".
وأشار إلى أن المعهد هو أحد المشاريع الثقافية الكبرى التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، كصرح ثقافي علمي كبير، فالتراث يحتل مكانة متميّزة عند سموه، ودوماً هناك مبادرات وإسهامات من طرف سموه في مجال التراث بصفة خاصة والثقافة بصفة عامة، بالإضافة إلى الدعم اللامحدود والمتابعة الدقيقة والتفصيلية لعالم الثقافة والتراث، والبحث عن كل ما يسهم في استمرار وديمومة تنميته وتطوره وتميزه.
واعتبر المسلم هذه المشاركة جزءاً من نشاط المعهد الخارجي الذي من خلاله يتم الاطلاع على تجارب وخبرات الآخرين، وفي نفس الوقت تقديم خبرات وتجارب المعهد وفرق التراث الإماراتية، والتعريف بها، وإطلاع الجهات المعنية والمشتغلة في التراث على تجربة الإمارات الغنية في عالم التراث. ولفت إلى أن برنامج الملتقى كان حافلاً جداً، من خلال جلسات عمل، ورش، زيارات، معارض، فعاليات ثقافية، وبرنامج سياحي متكامل، كما صدر عن الملتقى عدد من الكتب المتخصصة، والتقارير، والمطبوعات والنشرات.
وتضمن الملتقى العديد من ورش العمل والجلسات التي أقيمت بمركز الملك خالد الحضاري، حيث وصل عددها إلى 22 ورشة بمشاركة أكثر من 100 خبير عربي وأجنبي، وتناول الملتقى في نسخته الخامسة مواضيع عديدة، منها التراث العمراني والمجتمع، دور البلديات في تنمية التراث العمراني، تكامل موارد التراث العمراني في دول الخليج العربية، وغيرها من المواضيع ذات الصلة.
كما شهد الملتقى بالإضافة إلى الجلسات وورش العمل معرضاً مصاحباً يشمل أجنحة لعدد من الجهات الحكومية ومجالس التنمية السياحية حول السعودية وعددا آخر من الفعاليات التراثية.
وحلت سلطنة عمان ضيف شرف الملتقى، حيث قدمت وزارة الثقافة والتراث بالسلطنة معرضاً عن التراث العمراني العماني، وذلك للتعريف أكثر بما تملكه عُمان من تراث عمراني غني ومتنوع.