أكد استشاري علاج طبيعي هاني مهدي أن العلاج الطبيعي يعتبر البديل الأمثل إلى الأدوية والعمليات الجراحية التي يمكن الاستغناء عنها، موضحاً أن هذا العلاج يمكن أيضاً أن يقي من العديد من المشاكل الصحية في المستقبل.

وقال مهدي:"العلاج الطبيعي من أهم البدائل التي يمكن للإنسان أن يلجأ إليها قبل اللجوء إلى الأدوية أو العمليات الجراحية الغير اضطرارية، فهو الحل الأمثل، وذلك لما له من فوائد إيجابية".

وأضاف قائلاً في حديث لـ"الوسط":"من فوائد العلاج الطبيعي أنه يسمح لأعضاء الجسم أن تؤهل نفسها بنفسها، كما أنها ترفع من مستوى طاقة الجسم، إلى جانب أن اللجوء إلى العلاج الطبيعي في حال الإصابات يؤدي إلى سرعة شفاء الأعضاء، ففي حالة الكسر التي قد تستغرق ستة أسابيع فأن العلاج الطبيعي يساعد على شفاء العضو المنكسر في أربعة أسابيع، وفي حال تمزق الأعضاء التي سيستغرق شفائها أسبوع فمع العلاج تشفى خلال ثلاثة إلى أربعة أيام".

وأوضح مهدي أن العلاج الطبيعي يؤهل الجسم عبر الوقاية من الديسك والتهاب المفاصل وذلك بممارسة تمارين لتقوية العضلات، مشيراً إلى ان العلاج الطبيعي يساعد ذوي الإعاقة الجسدية على ممارسة حياتهم والقدرة على الجلوس أو المشي.

وذكر مهدي أن بعد إجراء العمليات يلجأ الأطباء إلى العلاج الطبيعي، إما لتقوية العضلات أو لتأهيل الجروح، وذلك لمنع الالتهابات التي قد يصاب بها المريض بعد العملية، موضحاً أن هناك تعاون بين الجراحيين والأطباء مع أخصائيين العلاج الطبيعي فبد العمليات الجراحية يلجأ الطبيب إلى أخصائي مباشرة وذلك لكون أن العلاج الطبيعي علاج مكمل للعمليات الجراحية.

وأكد مهدي أن هناك مفهوم خاطئ عن العلاج وهو أنه شبيه إلى التدليك "المساج" الذي يتم في الصالونات وغيرها من المحلات، فالعلاج الطبيعي لا يقتصر فقط على التمارين العضلية، إذ يتم استخدام التقنيات الحديثة كالعلاج بالليزر العميق، وبالإبر الصينية، إضافة إلى أن هناك تمارين تحريك الفقرات باليد فكل ذلك يندرج تحت العلاج الطبيعي، فهو ليس تدليك كما يعتقد البعض.

وأوضح مهدي أن العلاج الطبيعي يقدم للرضع حتى كبار السن، مشيراً إلى أن الأطفال الرضع والذين هم في الشهر السادس من العمري يحتاجون أحياناً إلى العلاج الطبيعي، وذلك نتيجة لإصابتهم بالتواء في الرقبة منذ الولادة أو للأطفال الذين يعانون من شلل الأطفال الدماغي أو مرض الوهن العضلي.

ولفت مهدي إلى أن حتى الشباب يلجئون إلى العلاج الطبيعي في حال معاناتهم من الديسك المبكر أو في حال الإصابات الرياضية، مبيناً بأن كبار السن تكون لهم جلسات علاج أيضاً نتيجة لإصابتهم بهشاشة العظام أو التهاب وتأكل مفاصل الركبة والظهر أو الديسك القوي.

وفي ما إذا كان هناك وعي وإقبال على العلاج الطبيعي أكد مهدي أن نسبة الوعي ارتفعت حتى لدى الأطباء والجراحيين، بعد أن هناك عزوف من الأطباء على تحويل مرضاهم للعلاج الطبيعي، إذ إن مؤخراً أصبح هناك تعاون بين الأطباء وأخصائيين العلاج الطبيعي لعلاج المرضى، موضحاً أن بعض الأطباء يلجئون إلى العلاج الطبيعي في أحياناً كثيرة قبل اللجوء إلى العملية الجراحية وذلك لإعطاء المريض فرصة للشفاء.

ودعا مهدي الشباب الممارسين إلى رياضة حمل الأوزان الثقيلة إلى اللجوء إلى أخصائيين العلاج الطبيعي، وذلك قبل حمل هذه الأثقال وذلك تجنباً لحدوث إصابات، إضافة إلى أن كبار بإمكانهم الوقاية من التهابات المفاصل والتهابات الركبة وتأكلها من خلال تقوية عضلات الفخد، مؤكداً أن العلاج الطبيعي ليس بديل فقط إلى العلاج الجراحية فهو اليوم أصبح يشكل برنامج طبي وقائي يمكن للإنسان أن يقي نفسه من المشاكل الصحية من خلال هذا البرنامج.