العدد 4836 - الخميس 03 ديسمبر 2015م الموافق 20 صفر 1437هـ

العلاج الوظيفي واضطراب طيف التوحد

أنال الرمامنة

أخصائية العلاج الوظيفي بمركز دانة للتربية الخاصة

العلاج الوظيفي هو أحد التخصصات الطبية المساندة الذي يعنى بتأهيل أو إعادة تأهيل الأفراد الذين يعانون من أي خلل وظيفي أو نفسي ومن جميع الفئات العمرية، ومن أهم هذه الفئات التي يتعامل معها المعالج الوظيفي وتشكل جزءاً كبيراً من فئة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هم أطفال التوحد.

يكمن دور المعالج الوظيفي مع أطفال اضطراب طيف التوحد بتطوير جميع المهارات للوصول إلى أعلى درجات الاستقلالية وبالتالي الدمج المجتمعي الصحيح، وتشمل هذه المهارات: مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، مهارات التواصل البصري والتتبع البصري التي تهدف إلى زيادة مدة التركيز لديه، مهارات معرفية وإدراكية كتدريبه على إدراك المكان، الزمان والأشخاص، تمييز الأشكال والأحجام والألوان.

ويقوم أخصائي العلاج الوظيفي أيضاً على تنمية الاستجابات الحسية وتوسيع الإدراك الحسي الصحيح مثل: التمييز الصحيح للملامس (خشن، ناعم) وتقبل الملامس المختلفة، استجابته للألم وغيرها من المثيرات الحسية، ويتم التدريب على المهارات الحركية الكبرى كقدرته على صعود ونزول الدرج والقفز، المهارات الحركية الدقيقة لليد والتي تلعب دوراً مهماً في أنشطة حياتنا اليومية كالتدريب على (المسكة الثنائية بين السبابة والإبهام، المسكة الكروية والاسطوانية للأشياء، الفصل الحركي بين الأصابع)، ويتم توظيف جميع هذه المهارات ضمن أنشطة هادفة يتم التدريب عليها. مثلاً: يتم تدريب الطفل على المسكة الثنائية بين السبابة والإبهام وتوظيفها في مهارة اللبس لغلق وفتح الأزرار مع استخدام تآزر حركي بصري بين العين واليد لإتقان المهارة.

كذلك يتم التدريب على مهارات ماقبل الأكاديمي كتدريبه على مسك القلم بطريقة ثلاثية صحيحة ورسم خطوط أفقية وعمودية ودائرية مع مهارة تخطيط حركي صحيحة والتي تعتبر من الأساسيات التي يجب أن يتقنها الطفل لتسهيل المهارات الكتابية والأكاديمية فيما بعد. ومن أهم المهارات التي يقوم المعالج الوظيفي بالتدريب عليها هي مهارات الحياة اليومية كمهارة اللبس والأكل والعناية الشخصية وغيرها مما يحقق استقلالية الطفل في أداء هذه المهارات.

ويتم تقييم الطفل باستخدام نماذج تقييم للمهارات ضمن التطور النمائي الطبيعي للطفل، ونماذج تقييم خاصة للمشاكل الحسية مثل: sensory profile ،sensory processing measurement ،DeGangi – Berk Test وغيرها.

بعد الانتهاء من التقييم يأتي دور وضع الخطة العلاجية الشاملة حسب المشاكل الظاهرة عند الطفل ونقاط الضعف لديه معززة بنقاط القوة والمهارات الاستقلالية ضمن أهداف واضحة وتدريجية، ويتم وضع الخطة العلاجية بالتعاون مع الأهل وفريق العمل (معلم التربية الخاصة، معالج النطق، المعالج الطبيعي).

وأخيراً، إن هدف أخصائي العلاج الوظيفي هو تطوير مهارات الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد لدمجهم في المجتمع، ودور المجتمع هنا هو زيادة الوعي بهذا الاضطراب وتقبل الأفراد ومساعدتهم في التفاعل الصحيح في البيئة الاجتماعية.

إقرأ أيضا لـ "أنال الرمامنة"

العدد 4836 - الخميس 03 ديسمبر 2015م الموافق 20 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً