اعتقل الامن المغربي صحافيا يعمل في موقع "لوديسك" (المكتب) الإلكتروني الحديث العهد وقرر قاضي التحقيق عرضه على النيابة العامة في 16 ديسمبر/ كانون الأول، بعدما تم التحقيق معه على إثر بث قناة كنال+ الفرنسية وثائقيا عن تجارة القنب الهندي في المغرب.
وقال علي عمار مدير نشر موقع "لوديسك" في اتصال مع فرانس برس مساء الخميس "نعبر عن قلقنا لاعتقال محمد الإدريسي كاميلي، فهو من ناحية لم يقم سوى بعمله ومن ناحية ثانية لم يشارك في كل مراحل انتاج الوثائقي الذي بثته كنال+".
وبحسب المصدر نفسه فقد تم اعتقال الإدريسي الاثنين الماضي من منزل عائلته في مدينة الدار البيضاء، ويوجد حاليا في سجن قرب من مدينة شفشاون شمال المغرب (340 كلم عن مدينة الدار البيضاء)، وهي مدينة معروفة بانتشار مزارع الحشيش في محيطها.
وبثت القناة الفرنسية في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني تحقيقا-وثائقيا بعنوان "في ممالك الحشيش"، يتحدث عن إنتاج وتهريب القنب الهندي المغربي شمال المغرب، حيث كشفت "تورط" الشرطة والدرك وخفر السواحل في رشاوي لتسهيل عبور هذه المادة نحو القارة الأوروبية.
ويشتغل محمد الإدريسي كاميلي الاربعيني كمدير فني في موقع "لوديسك.ما" الذي تم اطلاقه بداية نوفمبر/ تشرين الثاني باللغة الفرنسية، ويضم عددا من الصحافيين القدامى والشباب، ويركز على التحقيقات والريبورتاجات مقابل اشتراك شهري بسيط (5 يورو).
وسيعرض الإدريسي المعتقل على النيابة العامة في 16 ديسمبر/ كانون الأول.
وقال علي عمار إن الإدريسي "لم يشارك في التصوير أو المونتاج أو الإخراج، بل عمل كمسهل (فيكسر) لفريق البرنامج، حيث قدم أرقاما ومعلومات لمخرج الفيلم الوثائقي دون التواجد خلال التصوير".
من جانبه قال مراك بيرديغو صاحب شركة "مانييطو" ومنتج الفيلم الوثائقي لصالح كنال+ في فرنسا في اتصال مع فرانس برس ان الإدريسي "لم يكن يعلم بمحتوى الفيلم وما نقوم بتصويره، فقط أمدنا برقم أحد المزارعين، باعتباره اشتغل في وقت سابق على الموضوع. هذا كل ما حصل".
وبحسب علي عمار لم تعرف بعد التهمة الموجهة الى الإدريسي في انتظار عرضه خلال أسبوعين على المحكمة، كما لم يتمكن محاميه من مقابلته بعد.
ويبقى المغرب رغم انخفاض المساحات المزروعة من أبرز منتجي القنب الهندي حيث يبلغ الإنتاج السنوي حسب تقديرات التقرير السنوي للمكتب الأميركي الخاص بتتبع مكافحة المخدرات في العالم، 2000 طن سنويا، منها 1500 طن موجهة إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وتعتبر اسبانيا نقطة عبور رئيسية للمخدرات الى اوروبا أكانت الكوكايين الاتية من اميركا اللاتينية او القنب الهندي القادم من المغرب، كما أن مدينتي سبتة ومليلية الإسبانيتين هما أقرب نقطة لتهريب الحشيش المغربي نحو أوروبا.
وبحسب السلطات المغربية فان التعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة افضى الى تقليص المساحات المزروعة بالمخدرات بنسبة 65% من 134 ألف هكتار الى حوالي 47 الفا، على أساس أن يتم تقليص هذه المساحة إلى أقل من 30 ألف هكتار مستقبلا.
ويبلغ عدد المغاربة الملاحقين في قضايا القنب الهندي نحو 48 ألفا، فيما تعيش 90 ألف عائلة (700 ألف مغربي) من عائدات القنب الهندي.