دعا عضوان كبيران في مجلس الشيوخ الأميركي واشنطن يوم الأحد (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) إلى زيادة قواتها في العراق إلى ما يقرب من ثلاثة أمثال مستواها الحالي إلى عشرة آلاف جندي وإرسال عدد مساو من الجنود إلى سوريا في إطار قوة برية متعددة الجنسيات لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في كل من الدولتين.
وانتقد الجمهوريان جون مكين ولينزي جراهام الاستراتيجية التي ينتهجها الرئيس باراك أوباما بشأن تنظيم "داعش" والتي تعتمد على الضربات الجوية والدعم المتواضع للقوات البرية المحلية في العراق وسوريا وقالا إن الهجمات التي وقعت في باريس هذا الشهر أكدت ضرورة زيادة التدخل الأميركي.
وقال جراهام الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري له في انتخابات الرئاسة إن "الوسيلة الوحيدة لتدمير "داعش" هي باستخدام عنصر بري. القصف الجوي لا يغير مسار معركة".
وكان مكين وهو رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي قد اقترح في الآونة الأخيرة تدخل قوة برية أوروبية وعربية في سوريا يدعمها عشرة آلاف مستشار ومدرب أمريكي.
وقال مكين وجراهام للصحفيين يوم الأحد خلال زيارة لبغداد إن الأفراد الأمريكيين يمكنهم تقديم دعم لوجستي ومخابراتي لقوة مقترحة قوامها 100 ألف فرد من دول عربية سنية مثل مصر وتركيا والسعودية.
وقال جراهام إنه سيتم أيضا ضم قوات خاصة.
وحذر خبراء أمريكيون في مكافحة الإرهاب من أن إرسال قوات برية قد يؤدي إلى نتائج عكسية من خلال تعزيز زعم تنظيم الدولة الإسلامية بأنه يدافع عن الإسلام في مواجهة هجوم من الغرب وحلفائه العرب المستبدين.
وقال مكين إن حشد الحلفاء العرب للمساهمة في القوة البرية المقترحة في سوريا أمر ممكن ولكنه ليس سهلا.
وقال مكين وجراهام إن عزل الأسد هو السبيل لجعل الدول العربية السنية تدعم القوة البرية المقترحة.
وفي العراق المجاور حيث يقوم حاليا نحو 3500 جندي أمريكي بتقديم المشورة والمساعدة للقوات العراقية قال جراهام إن زيادة الوجود الأميركي ستشمل مراقبين جويين ومعدات طيران بالإضافة إلى قوات خاصة لشن غارات مثل الغارة التي وقعت الشهر الماضي وأسفرت عن سقوط أول قتيل أمريكي في المعارك في العراق منذ 2011.
وكان مكين وجراهام قد اجتمعا في وقت سابق مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي قالا إنه رحب بفكرة زيادة عدد القوات الأميركية.
ولكن سعد الحديثي المتحدث باسم الحكومة العراقية قال إن العبادي لم يطلب قوات أميركية مقاتلة على الأرض ولكن طلب مزيدا من الأسلحة والمستشارين لزيادة الدعم الجوي للقوات العراقية. وامتنع الحديثي عن التكهن بعدد الافراد الإضافيين الذين يجري بحثه.
وأعرب ساسة عراقيون بارزون مرارا عن اعتراضهم على زيادة دور القوات الأمريكية التي انسحبت عام 2011 بعد حرب استمرت نحو تسع سنوات وخلفت عشرات الآلاف من القتلى من العراقيين.