قرار التوقف عن اللعب هل يخدم اللاعب بأي درجة من الدرجات، وهل هو القرار الأنسب من بين مجموعة قرارات متاحة؟
توقف اللاعب في أي لعبة رياضية عن اللعب لتحقيق مطالبه هو باعتقادي القرار الأكثر سوءاً بين القرارات الأخرى، فمطالب اللاعبين في أغلبها محقة وهم يستحقون أكثر مما يحصلون عليه.
ونحن الآن في عصر مختلف تحولت فيه الرياضة إلى مصدر دخل ومصدر شهرة، وبات الرياضي مطالبا فيها بالكثير من الواجبات إلى جانب الحقوق التي يتحصل عليها.
الوضع الحالي لا شك أنه زاد الضغط على موازنات الأندية الضعيفة أصلاً وهو ما راكم الديون المستحقة على الكثير منها.
الاتجاه نحو الاستثمار بشكل موسع من خلال إنشاء المجمعات التجارية الكبيرة كما يفعل حالياً نادياً الأهلي والنجمة وما فعلته سابقا أندية المحرق والمنامة وغيرها هو ترجمة حقيقية لمقدار المتطلبات التي بات على الأندية توفيرها.
في ضوء كل ذلك، يبقى السؤال المركزي هل توقف اللاعب عن اللعب كفيل بتحقيق مطالبه وما مدى نجاعة هذا القرار؟
بنظرة فاحصة على جميع التجارب السابقة التي توقف فيها اللاعب عن اللعب وخصوصاً في لعبة كرة السلة فإن النتائج السلبية كانت أكثر من الايجابية بكثير.
على صعيد المستوى الفني هناك تراجع فني واضح لجميع اللاعبين المتوقفين وهذا سينعكس بالتالي على القيمة السوقية للاعب وعلى مقدرته على الاستفادة من استغنائه في حال تحصل عليه.
على صعيد المكانة في الفريق أو اللعبة، لا شك أن مكانة اللاعب المتوقف تتدهور تدريجياً لكون الحياة لا تقف عندما يقف اللاعب وإنما هي مستمرة وتخرج اللاعبين الشباب الذين قد يتفوقون في وقت قصير على اللاعب المتوقف مستغلين المساحة التي تركها بامتناعه عن اللعب. وعلى الصعيد الإداري يقل الاهتمام باللاعب المتوقف تدريجياً وتبدأ الإدارة بالبحث عن البدائل المتاحة، والنمط الإداري لدينا لا يقبل غالباً لي الذراع ولا يهتم كثيراً لتوقف اللاعبين عن اللعب مهما بلغت نجومية اللاعب لأن الإداري نفسه لن يتضرر بقدر ما سيتضرر اللاعب والنادي واللعبة.
أما على الصعيد الجماهيري، فإن الجماهير قد تتعاطف مع اللاعب في الفترة الأولى من توقفه وتضغط على الإدارة للاستجابة لمتطلباته وإعادته للفريق ولكن مع مرور الوقت والزمن سيختفي اللاعب تدريجياً من دائرة اهتمام الجماهير وستتعود على عدم وجوده مع الفريق ما قد يقلب الصورة مستقبلاً ويحول الجماهير إلى المطالبة بعدم الاستجابة لمتطلبات اللاعب وقد تطالب بالاستغناء عن خدماته!.
الشيء المؤكد أن اللاعب عندما يضرب أو يتوقف عن اللعب فإنه يتوقف لوحده فقط في حين أن الزمن لا يتوقف، والحياة مستمرة، والأندية ستتضرر وقتياً ولكنها مع الوقت ستجد البديل الذي قد يغطي على اللاعب المبتعد.
الحل الأنجع والأكثر نجاحاً باعتقادي هو استمرار اللاعب في الملاعب بأي صورة من الصور سواء مع ناديه الذي يختلف معه أو مع أي نادٍ آخر، فوجود اللاعب في الصورة سيزيد الضغط على النادي وعلى الإدارة وسيتسبب بضغط جماهيري لمصلحة اللاعب، كما أن التواجد المستمر سيفرض على الإدارة الاستجابة ولو لجزء من المطالب إذ لا يمكن لها أن تتغافل باستمرار بعكس عندما يكون اللاعب مبتعداً.
للاعبين أقول باختصار... مطالبكم محقة تماماً، وبين الخيارات المتاحة الكثيرة خيار التوقف السلبي هو وصفة كاملة للانتحار الرياضي وهو الأكثر سوءاً فاجتنبوه.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4826 - الإثنين 23 نوفمبر 2015م الموافق 10 صفر 1437هـ
الحل ليس في توقف اواستمرار اللاعب
الحل الجذري والحقيقي هو إصلاح وضع الرياضة وهذا لايتم الا باصلاح الحياة السياسية في البحرين
صح لسانك
كلام سليم مائة بمائة