قبل مئة عام رسم الغربيون حدود الدول العربية في المشرق، في أعقاب الحرب العالمية الأولى، واليوم يعودون لإعادة تقسيم بلداننا إلى أجزاء أصغر، ورسم خريطة الشرق الأوسط الجديد.
قبل أسبوعين، بشّرنا قائدان عسكريان، أميركي وأوروبي، بأن الشرق الأوسط الذي كنا نعرفه، لن يعود كما كان، دولاً وشعوباً موحدة. وتتمة البشارة السوداء بأننا مقبلون على تشكيل دولٍ صغيرة، رُسمت حدودها وفق معايير وتقسيمات طائفية بحتة، تعيش فيها كل طائفة أو أقلية أو أكثرية، في عداءٍ وعزلةٍ عن المكوّنات الأخرى، التي شاركتها العيش المشترك لقرون طويلة. والأدهى أن التقسيم الجديد - إذا نجحوا في مسعاهم - لن يجلب لهذه الدول أمناً ولا سلاماً ولا استقراراً، وإنّما ستعيش هذه الدويلات متطاحنةً لعقود قادمة. إنه مشروع حروبٍ تتناسل في المستقبل لإغراق شعوب المنطقة في مستنقعات من الدم، وليس مشروعاً لإنهاء الصراعات والحروب الحالية.
إنها مشاريع ومخططات دول كبرى، مازالت تنام على أمجادها الاستعمارية، وتفكّر بعقليتها الامبراطورية، التي تقيمها على أشلاء الدول والشعوب المتخلّفة المشدودة إلى الماضي بعُقده وحروبه وأغلاله الثقيلة.
حدود دولنا العربية التي نعيش فيها حالياً في المشرق، رسمها شخصان أجنبيان، هما وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا، (مارك سايكس، فرانسوا بيكو) لاقتسام منطقة الهلال الخصيب. وقد بدأ الرجلان عملها سراً، في نوفمبر/ تشرين الثاني 1915، وأكملاه في مايو/ أيار 1916، وبذلك قرّرا خلال ستة أشهر، مصائر شعوب المنطقة لمئة عام مقبلة. وويلٌ لأمةٍ يرسم مستقبلها لمدة قرنٍ رجلان أجنبيان.
في تلك الفترة، كانت الدولة العثمانية تلفظ أنفاسها الأخيرة، وخرجت من الحرب مهزومةً ليتقاسم المنتصرون أراضيها كما تُقتسم الغنائم والأسلاب بين السرّاق وقطّاع الطرق. هذه هي السياسة الدولية ولاتزال.
كانت هذه المنطقة موزّعةً بين ملوك وزعماء متناحرين، وراهنت بريطانيا عليهم في حربها على الأتراك، وقدّمت لهم الأماني والوعود بالحرية والاستقلال. وحين تقرأ كتاب أمين الريحاني «ملوك العرب» مثلاً، ستكتشف عمق الخلافات في أنحاء الجزيرة العربية، من الحجاز وعسير ونجد واليمن بقسميه، الشمالي بقيادة الإمام يحيى والجنوبي الخاضع للاحتلال البريطاني.
هذه الأوضاع والخلافات التي تذكّرك بأوضاع ملوك الطوائف المتناحرين في الأندلس، هي ما استغلته بريطانيا لبسط نفوذها في المنطقة وترسيخ هيمنتها؛ والتفاهم مع منافستها اللدود، على تقسيم الهلال الخصيب، فرسّخت سيطرتها على العراق، واقتطعت فلسطين وإمارة شرق الأردن، وتركت لبنان وسورية للفرنسيين.
اليوم يعود الغرب نفسه، متأبّطاً مشروع إعادة تقسيم المنطقة، وعينه على الجزيرة العربية والهلال الخصيب، قلب الشرق الأوسط. وكما كانت هذه المنطقة محور التغيرات والتقسيمات سابقاً، فإن الغرب يعِدُنا بأنها ستكون محور التغيرات والتقسيمات الجديدة. لقد نشروا الخرائط المقترحة منذ سنوات، والتنفيذ جارٍ على قدم وساق.
في 1915، استغل البريطانيون العرب في الثورة ضد الأتراك، ومنّوهم بالاستقلال مقابل اشتراكهم في الحرب، ولم تكتشف الزعامات العربية الخديعة إلا بعد تحويل هذه الدول الجديدة إلى محميات تشرف عليها وزارة المستعمرات. لقد نام العرب قرناً ليصحو على مشروع تقسيم وهيمنة أخرى.
قبل مئة عامٍ، استغل الإنجليز «الثورة العربية» للتخلّص من السيطرة العثمانية، واليوم يستخدمون «داعش» وأخواتها لتدمير المنطقة وتمزيق شعوبها وتحقيق التقسيم. لقد رسم باراك أوباما خارطة الطريق: «سنطور استراتيجية جديدة للحرب بدون غرسال جنودنا للميدان، ولا حروب خارجية بعد اليوم».
لا حاجة اليوم لجنودكم، فلدينا الآلاف من الشباب المتطوّعين لتنفيذ خارطة طريقكم للانتحار الجماعي.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4819 - الإثنين 16 نوفمبر 2015م الموافق 03 صفر 1437هـ
نحن العرب
لو استغلينه اموالنا من ثروات النفط واطعنا الله وعشنه كل واحد بدينه وتركنه الطائفيه مثل شعب سلطنة عمان شان ما قدرو الغرب اللعب فينه وسرقة اموالنا لتحقيق ماربهم فينا اريتون ماذا فعلتون باموال المسلمين سلمتونهه للكفار لاسالة دمائنا ودائما كان يوصيكم السيد ان الغرب اعداء الاسلام وكنتون تتهمونه بالارهاب
والكل يعرف الارهاب من صناعة الغرب لتحطيمكم ياعرب
قاتل الله الجهل
طال ما توجد قطرة نفط
لان يدعونا أبدا
هل هذه هي نهاية العرب؟
منطقة الشرق الأوسط تساق الى الفوضى كما تساق الشاة الى الذبح، و لا احد من ..... شعوب يستطيع ان يفعل شيء لوقف سقوط المنطقة في هاوية الفوضى. الدول الغربية القوية ستنفذ مخططاتها رغما عن انف العرب لأنه و ببساطة لا يوجد الا نوعين من العرب: الضعيف الذي لا يقوى على شيء، و الذي يظن انه سيستفيد من التعاون مع المشروع الغربي.
ببساطة: المنطقة تهوي الى الفوضى و لن يخرجنا منها الا لطف الله بنا.
في اختلاف كبير
داعش تمثل فكر هذي المصيبة و اللعب على هذا الخط مثل اللعب بالنار اليوم تأكل جاري باجر تاكلني و أحداث فرنسا خير شاهد
عندما كنتم الطرف الرابح من احتلال العراق لم تهمكم لا سايكس بيكو و لا مؤامرات الغرب
هذا الكلام الذي تقوله متأخر جدا و لا فائدة ترجى منه. اليوم أصبح الصراع على المكشوف كل واحد يريد نصيبه مما تبقى من الكعكة. شيطنتم صدام حسين و جعلتم منه الشيطان الرجيم فقط لكي تصلوا للسلطة و عندما وصلتم للسلطة اتضح لكم أن الأمر لم يكن بالسهولة التي كنتم تتصورون.
لأننا اصبحنا إمّعّة
مع جعل نفسه سبوس فالدجاج شغّال
كمسلمين وكعرب جعلنا انفسنا العوبة بيد الغرب وتحالفنا معهم وهذه هي النتيجة
رهنّا اوطاننا ومصيرنا لهم وهذه نتائج متوقعة
منذ مجيئ ا... من باريس على متن طائرة فرنسية و نحن في حروب بيننا
الغرب عبقري ... عرف كيف يستخدم التناقضات الطائفية لدينا لضربنا بها.
صحيح ولكن غير صحيح / رقم 6
ليس من نهاية السبعينات ولكن من مئة سنة. من سايكس بيكو.
.............
اللعبة عمرها مئة سنة مب من امس.
صحيح
مقال صحيح مئة بالمئة أوافق على كل حرف فيه . لكن مثلا ألم يكن بداية مشروع التقسيم هو غزو العراق وقتل رئيسه وحل جيشه القوي وإحلال ميليشيات طائفيه مكانه ؟؟ ألأم تكن تلك هي البداية التمزيق الطائفي وتقوية الأقليات ليس حبا فيها طبعا لكن لتقوية عوامل الإختلاف وإشعال نار الحرب التي يبدوا أنها لن تنطفئ قريبا.
يجب أن ننصف قليلا....
صدام أداة استعمارية حاله حال الأدوات الباقية وبعد ما انهك الشعب العراقي ل3 عقود. .مالمطلوب من الشعب حين غزت امريكا وبمساعدة العرب القطر العربي العراقي هل المطلوب مواجهة الأمريكان والدفاع عن صدام حسين. .أو أن يبدأ الشعب العراقي بصياغة مستقبله. .لوترك لوحده لقام بأداء دوره ولكن الاعراب لم يدعوه يستقر. ....
الطائفية
الطائفية القذرة لم نعرفها الا في نهاية السبعينات...
ويلاه
يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ..اللهم عجل لوليك الفرج
التاريخ الصحيح
هناك كتب تؤرخ اجتماع دول هولندا و بلجيكيا و برتغال قبل اكثر من ثلاثمائة عام بهدف تقسيم العالم و تفتيت الإمبراطوريتين العثمانية و الفارسية و السيطرة علي أراضيها و تقسيمها فيما بينها. الخطة مستمرة. العتب ليس عليهم. بل علينا الذين نصنع بتصرفاتنا طعما لهم لكي يبلعونا.