ما تعانيه الرياضة البحرينية عموماً والكرة خصوصاً سواء في هذه الفترة أو الفترات الماضية ما هو إلا نتاج التخبط وغياب الرؤية المستقبلية وغياب التخطيط، وهي النقطة التي يكاد يجتمع حولها الجميع من إدارات وإعلاميين ونقاد وجماهير وغيرهم.
ولا توجد جهة أو شخصية يمكنها التكهن والتوقع بما سيفعله منتخبنا الوطني لكرة القدم بعد سنة من الآن ولا الأهداف التي سيحققها سواء في مشاركاته الإقليمية أو القارية، وهذا نتيجة غياب التخطيط الصحيح والسليم للأندية والمنتخبات وغياب البنية التحتية من منشآت وملاعب وافتقاد الأندية للموازنات القادرة على تلبية احتياجات فرقها ولاعبيها وغيرها من الجوانب المهمة في تنمية وصقل ورعاية الخامات الموجودة بين جنباتها وفي ملاعبها.
اتحاد الكرة دفع الكثير من الأموال واستنزف موازنته في السنوات الأخيرة على عقود مدربين محترفين في مختلف المنتخبات الوطنية بهدف الحصول على نتائج وتحقيق إنجازات يمكن وصفها بالوقتية وغير المجدية التي كانت بمثابة إبر مخدرة لم تكن كافية لمحو آثار الأمراض التي تعاني منها الكرة البحريني أو القضاء على الآفات التي نخرت جسد كرة القدم المحلية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر من الأخطاء التي وقع فيها اتحاد الكرة خلال السنوات الأخيرة فإنه انشغل بالتعاقد مع مدربين للمنتخبات استنزفوا موازنته بصورة كبيرة، في حين أنه تغافل عن وضع استراتيجية عمل وخطة واضحة المعالم لرعاية وصقل الخامات الكروية الشابة والصغيرة ومنها لاعبو المنتخب الأولمبي الذي حقق لقب كأس الخليج للمنتخبات الأولمبية قبل سنتين من الآن.
وبالمناسبة، فإن المنتخب الأولمبي والذي يتواجد بعض من أفراده الآن في صفوف المنتخب الأول كان حصل على وعود برعاية كبيرة بتلبية جميع احتياجات لاعبيه وتوفير كل أشكال الدعم المادي والمعنوي والفني وتفريغهم وغيرها من الوعود التي لم ترَ النور ولم تكن سوى سراب تبخر وتلاشى مع مرور الأيام.
فمن يزرع ويعمل بكد وجد وتخطيط فإنه قادر على الحصاد الوفير في قادم السنوات، ودون أن نطبق بعض المتطلبات فإن كرتنا لن تتمكن مواجهة حالة الصعود التي تعيشها المنتخبات في المنطقة الخليجية والقارة الآسيوية.
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 4818 - الأحد 15 نوفمبر 2015م الموافق 02 صفر 1437هـ