يُعرف الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) بأنه مقدرة الشخص على إدارة عواطفه والتحكم فيها وانتقاء الأفضل منها والتي تتناسب مع المواقف التي يتعرض لها خلال حياته.
من أشهر الأشخاص الذين ارتبط اسمهم بهذا المصطلح هو «دانيال كولمان» والذي عرَّف الذكاء العاطفي بأنَّه قدرة الشخص على معرفة عواطفه معرفةً تامَّة، وقدرته أيضاً على معرفة عواطف الآخرين، بحيث يستطيع هذا الشخص التعامل مع نفسه أولاً ومع الآخرين عن طريق التنقل بين عواطفه هذه والتعبير عن انفعالاته بما بتناسب مع الموقف والحالة التي يتواجد في أي منهما.
وتمثل قدرات الذكاء العاطفي أكثر من 85 في المئة من الأشياء التي تميز القادة والمدراء اللامعين عن القادة والمدراء المتوسطين - أي أن المهارات التقنية لا تكفي من دون المهارات العاطفية التي يمكن أن تُختصر في معرفة كيف تشعر أنت والأخرون وكيفية التصرف حيال هذا الأمر، معرفة ما يجعلك تشعر بأنك بحالة جيدة وما يجعلك تشعر أنك بحالة سيئة وكيف تحول السيئ إلى جيد، وامتلاك الوعي العاطفي والحساسية والمهارات التي تساعدك في أن تبقى إيجابياً و تزيد من سعادتك ورفاهيتنك إلى الحد الأقصى على المدى الطويل.
وتعود أصول الذكاء العاطفي للعام 1900 حينما عمل تشارلز داروين على أهمية التعبير العاطفي من أجل البقاء وطبقه وسلط الضوء على الجوانب المعرفية للإنسان، كالذاكرة وحل المشكلات ثم تبعه العديد من العلماء في تتبع مثل هذه الجوانب المعرفية منها وغير المعرفية.
ويعتقد البعض أنَّ الذكاء العاطفي هو أساس النجاح في الحياة، فقد فصلوا الذكاء العاديَّ والذي يقاس بما يعرف باختبارات الذكاء (IQ) عن الذكاء العاطفي، فمن يعانون من اضطراباتٍ عاطفية قد يكونون أصحاب عقليات جبارة ومستويات ذكاءٍ عاليةٍ إلَّا أنَّهم لا يستطيعون التفاعل مع الآخرين ولا يعرفون مشاعرهم، وكيفية التنقل بينها وإدارة المواقف والأزمات التي قد يمرون بها.
ومن هذا نستنتج أنَّ الذكاء العاطفي هو الطريق للوصول إلى الأهداف والغايات وتحديداً المناصب القيادية التي تتطلب تفاعلاً وتعاملاً مع عدد كبير من الناس.
ويرى الباحثون والعلماء أن الذكاء العاطفي يجب أن يُطبق في المدارس وذلك بغرض تطوير قدرات الطالب العاطفية و التي تـُهمل خلال مراحل التدريس المدرسي، فمن هنا تتأسس مشاكل العنف والسلبية والعناد والشغب والتخريب أو اللامبالاة وقلة الثقة بالنفس وقلة الرادع الضميري أو الديني بل أيضاً الإدمان.
ذلك لأن الذكاء الذي يعرفه العامة لا يغطي مساحات القدرات العاطفية التي تفسر الحاجات الأساسية للنفس البشرية.
ويبقى الاجتهاد الشخصي أو تدخل الأهل هو المفعّل الأساسي لتطوير قدرات الذكاء العاطفي.
ويستضيف مؤتمر القوة الكامنة الثاني تحت عنوان (كيف تكون مبدعاً في موقع العمل) المفكر العملاق توني بوزان مبتكر الخارطة الذهنية والذي سيكون تحت رعاية وزير الطاقة عبدالحسين بن علي ميرزا في 18 يناير/ تشرين الثاني 2015 بفندق الريتز كارلتون.
وسيتضمن المؤتمر منتدى نقاشي سيشارك فيه عدد من الخبراء والمختصين من بينهم أخصائية الذكاء العاطفي وعضو مجلس الإدارة والمحاضر بالجامعة الأهلية لمدرسات مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لتنمية السمع والنطق ماريا صابري.
إلى جانب مستشار التدريب في معهد البحرين للإدارة العامة يوسف البدر، إذ سيتحدث عن البرمجة اللغوية العصبية، وصاحبة مؤسسة كيلي أرمتاج للعلاج باليقظة الذهنية كيلي أرمتاج والتي ستتحدث عن خطوات التغيير من خلال إيقاظ الذهن.
العدد 4818 - الأحد 15 نوفمبر 2015م الموافق 02 صفر 1437هـ