نفى رئيس قسم مكافحة الأمراض في وزارة الصحة، الطبيب عادل الصياد، وجود أي حالة جديدة لوباء الكوليرا في البحرين، مؤكدا أن الحالات الثمانية التي تم اكتشافها، كانت لأشخاص عائدين من العراق، وقد تم علاجها وتماثلت للشفاء منذ فترة طويلة، موضحا أن من بين الحالات الثمانية، كانت هناك حالتان فقط تم إدخالهما مجمع السلمانية الطبي لمعاناتهما من أمراض مزمنة سابقة، وتم علاجهما وغادرتا المستشفى، مؤكدا أن هذه الحالات لا تشكل خطرا لانتشار العدوى في المملكة.
وقال الصياد في تصريحات لوكالة أنباء البحرين "بنا" "إن الوضع في البحرين حاليا مطمئن ولا توجد أي إشتباه أو حالات جديدة لهذا المرض"، موضحا أن "الوزارة قامت بتكثيف الاستعدادات لتكون في أفضل جاهزية، من خلال الحملات الإعلامية والتوعوية، بالإضافة إلى حملات الإرشاد والتوعية في كافة المنافذ ومنها المطار، وجسر الملك فهد".
وأضاف رئيس قسم مكافحة الأمراض في وزارة الصحة، أن الوزارة عقدت اجتماعا خلال اليومين الماضيين، شارك فيه كل الجهات، ومنها مجمع السلمانية بمختلف أقسامه، وإدارة الصحة العامة والمراكز الصحية والمختبر المركزي، والمسئولين في المنافذ والحدود ومختبرات المراكز الصحية، وذلك لتعزيز وتفعيل خطتها المتكاملة التي أعدتها لرصد المرض، ومنها الكشف المبكر عن أية حالة مصابة، والتنسيق والتعاون مع الحملات من خلال التوعية واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار الوباء ومتابعة مستجدات المرض في العراق وتطبيق توصيات منظمة الصحة العالمية بهذا الخصوص".
وقال الصياد إن مملكة البحرين لم تسجل حالات كوليرا منذ أعوام طويلة، وهي تمتلك نظام ترصد وبائي ومخبري حساس للكشف المبكر عن أي حالة لهذا المرض، مبينا أن الوزارة على تواصل يومي مع منظمة الصحة العالمية (WHO) لمعرفة آخر مستجدات المرض في العراق، مشيرا إلى أن مملكة البحرين لا تعد من الدول التي يتوطن بها هذا المرض، ولذلك لم تقم بالتطعيم ضد الكوليرا فيها حسب توصيات المنظمة العالمية، ومنظمة الصحة في الإقليم وشرق المتوسط، ويعزى ذلك لاتخاذ مملكة البحرين التدابير الصحية الوقائية لحماية المجتمع من خلال توفير مياه نظيفة صالحة للاستخدام ونظام صرف صحي فعّال، وزيادة الوعي المجتمعي، وما قامت به من توعية شاملة للمسافرين حول طرق الوقاية من هذا المرض، ومن خلال الآلاف من المطويات و"البروشورات" التي وزعتها الصحة على المسافرين وخصوصا المسافرين للعراق، او القادمين منه.
وأكد الصياد أن خطر انتشار العدوى في المملكة يعد منخفضا، مشيرا الى ان لدى الوزارة الجاهزية للتعامل مع أي حالات كوليرا قد تفد من خارج البحرين لتوفر كافة آليات الفحص الفوري والتشخيص والعلاج وجاهزية المستشفيات والمراكز الصحية، والمراكز الصحية بمنافذ الحدود، وقال إن آخر حالة كوليرا عرفتها البحرين وتم علاجها وشفائها تماما كانت في عام 2006م.
وأوضح أن بكتيريا الكوليرا تنتقل عن طريق الطعام والشراب الملوث بالميكروب، ولا تنتقل بالتلامس أو التصافح، ولا ينتقل بين الناس والأشخاص، مشيرا إلى أن حالات الإصابة تزداد في المناطق التي قد تختلط أو تتسرب مياه المجاري بمياه الشرب حيث يؤدي ذلك إلى حصول الوباء وإصابة أعداد كبيرة من الناس، مشيرا إلى أن من أهم أعراض وباء الكوليرا الإسهال الشديد "شبيه بالماء" مع قيء، حيث يفقد المصاب كميات كبيرة من السوائل مع الأملاح مما يؤدي إلى الجفاف وفي حال عدم تعويض السوائل المفقودة والأملاح قد يؤدي هذا المرض للوفاة، مؤكدا أن الأعراض قد تظهر بعد فترة قصيرة من انتقال العدوى قد تتراوح بين عدة ساعات إلى خمسة أيام، وغالبا تكون بين يومين إلى ثلاثة أيام.
وناشد الصياد المواطنين المسافرين الى العراق، بضرورة الالتزام بقواعد سلامة الماء والغذاء، والمشتملة على استخدام الماء المعقم أو المعبأ المأمون المصدر للشرب والطبخ، والتأكد من سلامة الماء المستخدم لتحضير مكعبات الثلج، وتناول الأطعمة المطهوة جيدا، وغسل الخضروات والفواكه بالماء الصالح للاستهلاك، وغسل الأيدي جيدا باستمرار، وغيرها من سبل الوقاية ومكافحة العدوى.