استنكرت جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد" حادثة الانفجارين الإرهابيين في واحدة من أكثر المناطق فقرا بضاحية بيروت الجنوبية واللذين نفذهما تنظيم داعش وأعلن مسئوليته عنهما وأديا إلى استشهاد أكثر من 45 من المدنيين الفقراء، لبنانيين وفلسطينيين وسوريين، بينهم نساء وأطفال وكبار سن وعشرات الجرحى كانت تغص بهم أزقة حي برج البراجنة الذي يقطنه فقراء وكادحي الشعب اللبناني والفلسطيني واللاجئين السوريين، حيث تأتي هذه العملية الإرهابية بعد حلحلة بعض زوايا الأزمة النيابية وتمكن الكتل البرلمانية اللبنانية بعقد أول اجتماع لها بعد شلل لمدة سنة ونصف السنة.
إن الإرهاب الداعشي بجرائمه المتنقلة في البلدان العربية يهدف إلى تفتيت أوصال الأمة العربية وتقويض الدولة الوطنية وحرف بوصلة الصراع وتحويله من صراع قومي بين الكيان الصهيوني وحلفائه من جهة، وبين القوى الوطنية المناضلة الحية والتي تمثل تيارات قومية ويسارية وإسلامية في عموم وطننا العربي، تعمل جميعها على إبقاء روح المقاومة والصمود ضد هذا الكيان وضد الاستبداد وضد الاحتقان الطائفي وضد الحروب العربية العربية المدمرة. إن هدف ممارسات الإرهاب في مصر والعراق واليمن وسوريا وليبيا والتفجيرات في الكويت والمنطقة الشرقية في السعودية وتونس وغيرها من بلدان المنطقة، هو تحريف للصراع السياسي والاجتماعي في البلدان العربية، وأن نضال القوى الحية في الأمة يرنو إلى إنهاء الاستبداد ومواجهة احتكار السلطة والثروة في أيدي القلة، ومن أجل تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وإن الهدف الثاني للإرهاب يتمثل في تحويل صراعنا القومي ضد الكيان الصهيوني من صراع حضاري لتحرير الأرض والإنسان، إلى صراع مذهبي وعقائدي يفتت بلداننا ويؤسس دويلات الطوائف التي يرى الصهاينة فيها هدفا لتحقيق دولتهم اليهودية وطرد الفلسطينيين من أراضي الثمانية والأربعين.
وبهذه الجرائم تأكد، بما لا يدع مجالاً للشك، أن تنظيم داعش ليس من أولوياته مقاومة الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بل أن كل عمليات هذا التنظيم الإرهابي هي لخدمة الصهاينة وموجهة مباشرة ضد شعبنا العربي في مختلف البلدان وتشويه صورة المواطن العربي وتصويره انه قاتل مجرم بطبعه، وهذا ما يسعى ويروج له الكيان الصهيوني، وما العملية الإجرامية الأخيرة في برج البراجنة إلا تأكيد على نظرتنا القومية والوطنية بأنها جاءت تزامناً مع زيادة توحش الكيان الصهيوني في إصراره على القتل بدم بارد لأبناء شعبنا الفلسطيني وآخر جرائمه اقتحام مستشفى في الخليل وقتل شاب فلسطيني، والإحراج الذي تعرض له هذا الكيان الغاشم المحتل من قرار الاتحاد الأوربي القاضي بوضع ملصقات على السلع القادمة من المستوطنات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية ومقاطعتها، الأمر الذي يؤكد أن من أهداف العملية الإرهابية الداعشية في الضاحية الجنوبية لبيروت هي تخفيف الضغط على الكيان الصهيوني وحلفائه.
إن جمعية وعد تؤكد على أن قوة امتنا العربية في إشاعة ثقافة التسامح وقبول الآخر والتنوع واحترام كل العقائد والأفكار والمذاهب والأديان في هذه الأمة، الأمر الذي يفرض مناهضة الاحتقانات المذهبية ونبذ التمييز والبحث عن المشتركات الكثيرة بين أبناء الوطن الواحد والابتعاد عن لغة الإقصاء والتكفير وإشراك الشعب في صناعة قراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي، باعتباره خارطة طريق لإعادة إحياء الوهج القومي في مفاصل الأمة لتكون قادرة على الحياة ومؤثرة بين باقي الأمم.
الرحمة لشهداء شعبنا اللبناني ضحايا التفجير الإرهابي في ضاحية بيروت الجنوبية
الشفاء العاجل للجرحى
المجد والخلود لشهداء فلسطين في هبتهم الشعبية الحالية ولجميع شهداء الأمة
جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد"
النصف
كلنا ندين الاعمال الارهابية والاجرامية التي تقوم بها داعش .. واتمنى من وعد ان تدين مايقوم به حزب .....في قتل الايرياء في سوريا ... اامسكوا الورقه من النصف .