بينما كنت مشغولاً بكتابة مقالٍ قبل أيام، تسلّلت طفلتي بين رجليّ لتبحث عن الحلوى التي خبّأَتْها في درج الطاولة.
كانت تشتري لها مثل هذه الحلوى في كل مرة أخرج معها، لكن الفضول تملّكني هذه المرة لمعرفة ماهية هذه الحلوى ومكان صنعها.
استللت الكيس الصغير وأبعدت نظارتي عن عينيّ لأتمكن من قراءة الحروف الصغيرة.
تحت الاسم التجاري، كتبت العبارة التالية: (happy cola)، وهي عبارةٌ عن قطع حلوى جيلاتينية صغيرة على هيئة قناني الكولا الزجاجية.
وفي السطر الثاني كُتب اسم الشخص «المستورد في مصر»، من المنطقة الصناعية في بورسعيد، شارع النهضة.
ثم يرد اسم المستورد في الجزائر، وهي شركة في المنطقة الصناعية أيضاًً.
أما العنوان الثالث فيذكر «المستورد والموزع الحصري في المغرب»، وهو في المنطقة الصناعية في الدار البيضاء.
قطع حلوى جيلاتينية صغيرة، تُستورد في المناطق الصناعية في ثلاث دول عربية كبرى، أما بلد المنشأ الذي صنعها وعجزنا عن صناعتها نحن العرب لأطفالنا فهو تركيا.
ثم نتكلّم عن خطط التنمية والتصنيع وتطوير الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل القومي، ونندب حظنا بعد انهيار أسعار النفط!
في نهاية الكيس قرأت العنوان الإلكتروني للشركة، فدفعني الفضول الصحافي إلى تتبع الموضوع أكثر بالبحث عبر «غوغل»، وكانت المفاجأة الأخرى، وهي أن الاسم يعود إلى شركة حلويات ألمانية يعود تأسيسها إلى العام 1920، وتتخذ مدينة بون مقراً لها.
وقد جاء الاسم التجاري المكوّن من ستة أحرف، اختصاراً للحرفين الأولين لاسم مؤسّسها، بالإضافة إلى الحرفين الأولين من اسم المدينة الألمانية.
مصر استقلت عن الاستعمار البريطاني في 1952؛ والمغرب استقل عن الاستعمار الفرنسي في 1956؛ أما الجزائر فقد تخلصت من الاستعمار الفرنسي في 1962، بعد عقودٍ من النضال الوطني، وبعد ثماني سنوات من الكفاح المسلح الشرس.
وبعد ستة عقودٍ من الاستقلال، مازالت هذه البلدان العربية الكبرى التي كانت تشرئب لها الآمال بأن تبني مجتمعاً حراً جديداً مستقلاً، محفوظ الكرامة...
مازالت تتخبط في مسيرتها المتعثرة، سياسياً واقتصادياً وتنموياً، إلى درجة أن «المناطق الصناعية» فيها تستورد حلوى جيلاتينية رخيصة بمئة فلس، من تركيا، وتعيد تصديرها إلى بلدان عربية أخرى.
في السبعينيات، كان بعض الباحثين العرب يقولون بأننا متأخرون علمياً عن الغرب 500 سنة، وكنا نحتاج يومها إلى عملٍ جادٍ ودؤوب، للحاق بهذه الدول المتقدمة وتقليص هذه الفجوة الحضارية الهائلة.
كان ذلك قبل دخول عصر الإنترنت وتدشين الكومبيوتر الشخصي، وما تلاه من قفزات ضخمة في مجال التقنية الرقمية وما تأتي به من عجائب واكتشافات يصعب على الفرد العادي ملاحقتها والإحاطة بها.
فكم نحتاج اليوم للحاق بركب الحضارة؟ هذه الدول العربية الثلاث، إلى جانب سورية والعراق والسودان، كانت محط آمالٍ للنهضة العربية بعد استقلالها، لكنها حتى الآن تستورد قطع حلوى جيلاتينية يتم تصنيعها في تركيا، التي تنتجها باسم شركة ألمانية عمرها مئة عام.
فأين نحن ذاهبون؟ ومتى يتحقق الأمن الغذائي؟ وهل يحق لنا الحديث أصلاً عن الاستقلال السياسي والازدهار الاقتصادي؟
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4815 - الخميس 12 نوفمبر 2015م الموافق 29 محرم 1437هـ
جزاك الله خير
سيد اذا مواردنا ( البحر والزرع )قُضي عليها وهي لا تحتاج لمصانع ولا تكنولوجيا .نعم الله عطانا اياها ،تتوقع بعد بنشوف مصانع؟
حلوياتنا صنع في الصين
الحلويات كلها من صنع الصين لماذا تعطينا ولا تبيعهم مثلا حتى علكه من مصنع لنا ان شخصيا اعرف ظبخ مرشامالوه الفاخر لكن من يشتري مني اذا بعت الكل يحب صناعه خارجيه
السلطوية
لا ينقص العقل العربي شئ فهو يبدع خارج حدود الوطن العربي و وكالة ناسا خير مثال فكم من عربي ابدع هناك و طور ليخدم البشرية لكن لو عاد لوطنة لتحطمت احلامة على صخرة سياسات ..........الذين يمعنون في التسلط للحفاظ على كراسي ....................و لا يهمهم ان تطورت الاوطان او غرقت في بحور الجهل و ليس ضروري عندهم ان تذوب أحلام الشباب بسبب سياسات التهميش و الطائفية فالمهم الاستمرار في الحكم و تثبيت دعائم النظام و كفى
احنا عندنا
صناعة المولوتوف والمتفجرات وحرق الاطارات وسد الطرق
الاديب طه حسين يقول
ان الايدي خلقت لتعمل فاذا لم تجد في الطاعة عملا التمست في الشر اعمالا
نحن ايضا نصنع
نصنع السجون والمعتقلات ونبتكر ادوات التعذيب والقمع والاضطهاد.
نسيت اذكر شيء اكو جماعات تسمي نفسها مسلمة لديها ابتكارات في طرق القتل وسفك الدماء والتفنّن في ذلك
كل دولة
تصنع حلوى بطريقتها الخاصة
هكذا نحن
امة لا تاكل مما تزرع ولا تلبس مما ننسج فسنعيش اذلاء تابعين يتحكم فينا الاخرون.
حلولا
اذا نحن الكبار علمنا أنفسنا عدم حذف نصف الأطعمة التي نصنعها في القمامة وتعلمنا كيف الجلوس واتباع سنة الهادي محمد على الطعام وهي الاكل والحمد سوف نصنع انا وانت الحلوة وأي حلو يا سيد حلوة على حب محمد وال محمد
ومن قال لك لا نصنع ؟
عندنا الحلوى الشويطريه (ليس دعايه لهم ) وعندنا الرهش وعندنا الزلابيه وعندنا الشعر بنات وعندنا السمبوسه الصغيره المحلاة (على شيره ) وبعض الحلويات الأخرى ،، لكن كل هذه الأنواع التي ذكرتها تؤدي إلى إرتفاع الوزن بشكل جهنمي ، جسمك يصير مثل (الكبت ) مال الثياب! وسواطرك مثل (طابي ) المطبخ ، ودبتك يلعبون عليها اليهال مثل (الهزاز) إللي في الحديقه بالإضافة إلى السكر والكولسترول والضغط يوصل عندك أعلى درجاته ! هل تريد هذه الصناعه ؟!