بحسب الإحصائيات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية للعام 2014 فإن البحرين تحتل المرتبة الثالثة خليجيّاً من حيث عدد المصابين بمرض السكر! وهو رقم خطير وجب التحرّز منه، إذ بلغت نسبة المصابين ما يقارب 17,5 في المئة.

إنّ المريض بالسكر بحاجة إلى تضافر جهود طبية متكاملة انطلاقاً من استشاري أمراض الغدد الصماء، والتغذية، وطبيب العيون وغيرهم، وصولاً إلى أخصائي العلاج الطبيعي الذي لا يقل دوره من حيث الأهمية في تقويم مرضى السكر.

هل يقدم العلاج الطبيعي الدواء لمريض السكر؟

نظراً إلى الأسئلة عن دور أخصائي العلاج الطبيعي في هذا الصدد أود الإجابة بالآتي:

إن العلاج المقدم للمريض يعتمد على المشكلة التي يعاني منها مريض السكر نفسه، فقد يعاني الأخير من أمراض ثانوية ناتجة عن مرض السكر كأمراض العظام، الأعصاب، والقلب، وأخص بالذكر الحالات الشائعة، منها: (تصلب المفاصل - الكتف المتجمدة - آلام الظهر - التهاب مفصل الورك والركبة - ضعف وضمور العضلات - مشاكل في الاتزان - والاعتلال العصبي الذي غالباً مّا يتمركز في اليدين والقدمين).

وأهم ما يقوم به أخصائي العلاج الطبيعي؛ هو تقييم المريض، ووضع خطة علاجية متكاملة قد تشمل العلاج اليدوي والتحريك المفصلي والتمارين العلاجية وفي بعض الحالات التي تستدعي استخدام الأجهزة الطبية المعالجة كجهاز (TENS - US- IF).

فقد أثبتت الدراسات مدى فاعلية هذه الأجهزة في علاج وتخفيف حدة الألم وبعض الأعراض الناتجة عن الأمراض الثانوية الناتجة عن الإصابة بمرض السكر، هذا بالإضافة إلى تغلّب المريض على الصعوبات التي قد يعاني منها في ممارسة أنشطتهِ الروتينية. وذلك من خلال تحسين المستويين الصحي والاجتماعي بعيداً عن استخدام الأدوية والمسكنات التي قد تحمل معها الكثير من الأعراض الجانبية. إذن، كيف تساعد التمارين العلاجية مريض السكر؟

تساعده في السيطرة على ارتفاع الوزن والمحافظة على نسبة ضغط الدم وتنشيط الدورة الدموية، كما تحد من القلق والتوتر، أيضاً تساعد على تنظيم نسبة السكر في الدم للوصول إلى مستويات الصحة المطلوبة.

وبما أن مصاب السكر أكثر عرضة للإصابة بالجلطات الدماغية وأمراض القلب، ومن منطلق «الوقاية خَيْرٌ من العلاج» فإن العلاج الطبيعي لم يغفل عن دَوْر وقاية مرضى السكر، كالوقاية من أمراض القلب والجلطات الدماغية والمحافظة على اللياقة العضلية عبر تنسيق برنامج حركي متكامل يتضمن تمارين لتقوية العضلات، تمارين لياقة ومرونة، وأيضاً تمارين الاتزان. وبالتالي الحفاظ على مستوى الجلكوز في الدم وتحسين مستوى عمليات الأيض في الجسم وكل هذا يَصب في تحسين جودة حياة مصاب السكر.

إرشادات يجب على مريض السكر الالتزام بها عند ممارسة التمارين أو المشي لمدة نصف ساعة يوميّاً:

- يجب قياس نسبة السكر في الدم قبل وبعد التمارين العلاجية.

- يجب تناول وجبة الإفطار قبل البدء بالتمارين العلاجية، وذلك لمنع الهبوط المفاجىء للسكر في الدم.

- شرب كميات كافية من السوائل لمنع الجفاف.

- على المريض معرفة أعراض هبوط السكر في الدم.

- يجب على المريض أن يحتفظ بقطعة حلوى إن لزم الأمر، في حال الهبوط المفاجئ للسكر وخصوصاً في حالات الحر أو البرد الشديدين.

- ارتداء الأحذية الرياضية المهيأة لذلك.

- التأكد من سلامة القدمين قبل البدء وبعد الانتهاء من التمارين العلاجية.

- على مرضى السكر التحلي بالصبر وفهم أن عملية الشفاء من الأمراض المذكورة أعلاه لا تكون خلال فترةٍ زمنيةٍ قصيرة، بل إن فترة العلاج قد تتضاعف مقارنةً بالأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكر.

ومادام المريض بالسكر يمتلك الوعي والثقافة الصحية فهو بمأمن من الأخطار الناجمة عن مرض العصر المزمن. ودمتم سالمين.