الأعمال والتشبيك والتعليم والترويج هي مجالات يعزز الإعلام الاجتماعي من حضوره فيها يوماً بعد يوم، إضافة إلى دخوله مجالات أخرى جديدة مثل «الصحة».

ولأن «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، فقد باتت شبكات الإعلام الاجتماعي مثل فيسبوك وانستغرام وتويتر وسائل مثالية لنشر الوعي بالأمراض السارية والمستوطنة وحتى المزمنة وكيفية الوقاية منها، ومن بين تلك الأمراض «السكري».

ويزداد أهمية ذلك في دولة مثل البحرين، حيث تسجل نسبة الإصابة بمرض السكري أكثر من 20 في المئة من السكان، في وقت بات فيه الجميع يملك حسابات على مواقع إعلام اجتماعي مختلفة، ويمكن الوصول لمختلف شرائح المجتمع وتوعيتهم وتثقيفهم لتجنب الإصابة بهذا المرض أولاً، وكيفية التعامل والتعايش مع المرض والتخفيف من عوارضه وتحسين جودة الحياة ثانياً.

وتزامناً مع اليوم العالمي للسكري الذي يحتفل العالم به في الرابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، يمكن لنجوم الإعلام الاجتماعي من الذين يحظون بجمهور كبير من المتابعين أن يكونوا جزءاً من عملية نشر الوعي هذه، عبر نشر بوستات وتدوينات وصور عن مرض السكري أو تغيير صورة البروفايل مثلاً، وذلك بغية نشر الوعي لدى أكبر عدد ممكن من الناس.

إن تحديد ذلك التاريخ تم من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية إحياءً لذكرى عيد ميلاد فردريك بانتنغ الذي شارك تشارلز بيست في اكتشاف مادة الأنسولين عام 1922، وهي المادة الضرورية لبقاء الكثيرين من مرضى السكري على قيد الحياة، ولكن يمكن لنشطاء الإعلام الاجتماعي مد حملات التوعية لأسبوع أو شهر أو حتى أكثر.

ومع أن العديد من الأشخاص معرضون وراثياً لخطر أكبر من حيث الإصابة بمرض السكري، فإن هذه الحالة ناجمة إلى حد كبير عن أساليب الحياة غير الصحية التي تعزى إلى عولمة التسويق والتجارة والأغذية غير الصحية وتسارُع التحضر بالاقتران مع انحسار فرص النشاط الجسدي وشيخوخة السكان. وما ينجم عن ذلك من سمنة ونظم غذائية سيئة وعدم ممارسة الرياضة عوامل تساهم بشكل رئيسي في زيادة الأعباء الناجمة عن مرض السكري، إضافة إلى انتشار وسائل الإعلام الاجتماعي، لذلك على هذه الوسائل أن تأخذ دوراً إيجابياً في نشر الوعي بهذا المرض.

ويمكن لوسائل الإعلام الاجتماعي أن تلعب دوراً كبيراً في التوعية من مخاطر الوجبات السريعة مثلاً، وأن تشجِّع الناس على أكل منتجات صحية وتدعم ممارسة النشاط البدني، وكل ذلك يسهم في الحد من انتشار مرض السكري، وغيره من الأمراض أيضاً.

وفي وقت نجد أن كثيراً من الناس لا يعرفون حتى أنهم مصابون بمرض السكري، فإن وسائل الإعلام الاجتماعي تشكل خير وسيلة للوصول للجميع، وشرح لهم أعراض المرض بطريقة علمية، وتشجيعهم على إجراء الفحوصات الدورية، وخاصة أن تأخير تشخيص هذا المرض يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وغالباً ما يموت الناس الذين يعانون من مرض السكري في وقت مبكر من أعمارهم جراء الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو فشل كلوي.