(رسالة المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا بمناسبة اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية الذي يوافق 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015)
يأتي اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية بعد شهرين من الاتفاق على خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وتجسد هذه الخطة رؤية جديدة للإنسانية ولكوكب الأرض وللسلام وللسنوات الخمس عشرة القادمة، وتقع العلوم في صميم هذه الخطة بوصفها قوة للتحول الإيجابي وعاملا مضاعفاً للتنمية.
وتعترف اليوم جميع الحكومات بقدرة العلوم على تقديم إجابات رئيسية من أجل إدارة المياه على نحو أفضل والحفاظ على المحيطات واستخدامها بطريقة تضمن استدامتها وحماية النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي والتصدي لتغير المناخ وللكوارث وتعزيز الابتكار والقضاء على الفقر والحد من اللامساواة. وللاستفادة القصوى من قدرة العلوم هذه، نحتاج إلى أن نفهم المشهد العالمي للعلوم بمزيد من الوضوح، كما نحتاج إلى أدواتٍ أفضل لرصد التقدم.
وهذه هي أهمية تقرير اليونسكو عن العلوم، الذي يصدر كل خمس سنوات، في الوقوف على الاتجاهات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار في كل منطقة. وإننا نستهل هذه النسخة الجديدة من اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية لتسليط الضوء على زيادة تركيز البلدان على العلوم والتكنولوجيا والابتكار على مستويات التنمية كافة. فإن ازدياد القلق بشأن حالات الجفاف والفيضانات والأعاصير وغيرها من الظواهر الطبيعية المتكررة دفع الحكومات إلى اعتماد استراتيجيات على الصعيدين الوطني والإقليمي لحماية الزراعة وللحد من مخاطر الكوارث ولتنويع حالات مزج مصادر الطاقة على الصعيد الوطني. وتدل زيادة الاستثمار في العلوم على اعتراف أوسع بضرورة بناء مجتمعات خضراء إلى جانب اقتصادات خضراء تحدث تغييرات في السياسات والتشريع و في القيم وأوجه السلوك على حد سواء.
وستعالجَ هذه المسائل في مؤتمر الأمم المتحدة المقبل بشأن تغير المناخ والمزمع عقده في باريس، حيث سيجتمع قادة من كل أرجاء العالم لاعتماد اتفاق جديد بشأن التعاون الدولي بغية التخفيف من عواقب تغير المناخ. وتمثل العلوم والتكنولوجيا والابتكار أمراً أساسياً في هذا الصدد، وعلينا القيام بكل شيء لدعم ا???تمعات في العالم أجمع، في كل قارة، من أجل ابتكار المعارف وتبادلها. وتدعو خطة عام 2030، بما فيها برنامج عمل أديس أبابا، إلى بذل المزيد من الجهود بغية بناء سياسات ونظم وطنية متينة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار لتسهيل نقل التكنولوجيا والحلول، الأمر الذي تلتزم به اليونسكو التزاماً تاماً.
هذه هي رسالة تقرير اليونسكو عن العلوم ورسالة اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية، وأدعو كل شخصٍ إلى الانضمام إلينا لنشر هذه الرسالة في العالم أجمع من أجل بناء مستقبل أفضل للجميع.
إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"العدد 4815 - الخميس 12 نوفمبر 2015م الموافق 29 محرم 1437هـ