كشف «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عن آخر ثمانية أفلام مشاركة في مسابقة «المهر» للأفلام القصيرة، ليصل مجموعها إلى 15 فيلماً مشاركاً في مسابقة دورته الـ12 التي تقام في الفترة ( 9- 16 ديسمبر/كانون الأول 2015). وتسعى المسابقة لتقديم ودعم المواهب الإقليمية من خلال توفير منصة مهمة لعرض أفلامهم المتنوعة، كاشفة بذلك عن التميز والإبداع السينمائي العربي.
وتشمل الدفعة الثانية من أفلام مسابقة «المهر» فيلم «الحقل القرمزي» للمخرج الفلسطيني نصري حجّاج في عرض عالمي أول، وسبق للمخرج حجاج الفوز بجائزة «المهر» في فئة الأفلام الوثائقية في العام 2007. يحكي «الحقل القرمزي» قصة شاب فلسطيني سوري لاجئ، قرر الفرار من سورية بعد أن مزقتها الحرب، بحثاً عن حياة أفضل، ليمرّ خلال رحلته عبر تركيا واليونان ومقدونيا وصربيا والمجر والنمسا. يهدف الفيلم إلى تعريف العالم بما يجري في سورية، والآثار المترتبة من أزمة اللاجئين على جميع الدول المستضيفة لهم.
ويعرض المخرج التونسي جميل النجّار في عرض عالمي أول فيلم «غصرة»، الذي يتناول حكاية مواطن بسيط يعمل سائق سيارة أجرة، ينزل من سيارته لقضاء حاجته وسط الطبيعة لتصادفه العديد من الأحداث غير المتوقعة.
ويشارك المخرج الأردني يحيى العبدالله بفيلم صامت يعرض للمرة الأولى عالمياً بعنوان «الطابق الخامس غرفة رقم 52»، وفيه يتناول قصة فتاة وحيدة تبحث عن الغرفة رقم 52، لتلتقي فيها بعامل بناء. ويُذكر أن المخرج العبدالله حصل في دورة المهرجان العام 2012 بعدة جوائز، عن فيلمه «الجمعة الأخيرة»، تضمنت جائزة «لجنة التحكيم الخاصة» و«أفضل ممثل» و«أفضل مؤلف».
أما المخرج باسل خليل، فيعرض فيلمه «السلام عليك يا مريم» في مهرجان «مهرجان دبي السينمائي الدولي» بعد مشاركته في المسابقة الرسمية للفيلم القصير في مهرجان كان السينمائي، وفوزه في مهرجان «غرونوبل للأفلام القصيرة»، ومهرجان «بالم سبرينغز السينمائي الدولي» هذا العام. يشارك خليل بفيلمه الجديد الذي تدور أحداثه في منطقة مرصودة للصمت والعزلة وحقول الألغام في الضفة الغربية، حيث تعمل خمس راهبات في دير «راهبات الرحمة». وتبدأ الحكاية حين تصل عائلة يهودية تائهة إلى هذا الدير، ولن يكون بإمكانها مغادرته إلا بمساعدة الراهبات.
وفي سعي مهرجان دبي لعرض مشاكل المجتمع بطابع سينمائي، سيقدم فيلم «مريم» للمخرجة السعودية فايزة أمبا في عرضه الدولي الأول. تجري أحداث الفيلم في العام 2004 عندما وافقت فرنسا على قرار منع ارتداء أي رمز ديني في المدارس الحكومية. وُلدت مريم في فرنسا من أبوين عربيين، وبدأت حديثاً بارتداء الحجاب، بعد أداء مناسك الحج مع جدتها. في بداية العام الدراسي، تتظاهر مريم بأن القانون غير موجود ولا تريد الاعتراف به، لذا كان عليها أن تتخذ قراراً. تبدأ الأمور بالتعقيد عندما يظهر كريم، وهو شاب يتمتع بشعبية في المدرسة، ويظهر اهتمام متبادل بينهما. تصل الأمور إلى ذروتها عندما يصل الموعد النهائي لخلع الحجاب أو مواجهة الطرد، ونهاية علاقتها مع كريم.
ويعود المخرج المصري والفائز من قبل بجائزة المهر شريف البنداري، ليقدم فيلمه الجديد «حار جاف صيفاً» في أول عرض عالمي. يروي الفيلم القصير رحلة رومانسية تبدأ عندما يلتقي شخصان وحيدان بالصدفة في يوم صيفي في القاهرة، وتنتهي القصة بتقربهما أكثر، الفيلم من بطولة محمد فريد وناهد السباعي ودينا ماهر.
فيلم «في المستقبل.. أكلوا من أفخر أنواع البورسلين»، يعرض للمرة الأولى عالمياً، وهو من إخراج لاريسا صنصور وسورين لاند، ويسلط الضوء على الصراع الحالي في فلسطين، حين تقوم إحدى كتائب المقاومة بدفن البورسلين في فلسطين، لكي يتمكن علماء الآثار في المستقبل من العثور عليه، في محاولة للتأثير على مجريات التاريخ ودعم قضية وطنهم الضائع.
وتقدم المخرجة المغربية مريم توزاني فيلمها القصير «آية مشت البحر» في عرضه العالمي الأوّل، وذلك بعد الإشادة التي حصلت عليها عن فيلمها السابق «الليلة الأخيرة». يروي الفيلم قصة الطفلة آية (10 أعوام) التي أجبرت على تحمل مسؤوليات كبيرة من خلال عملها خادمة في الدار البيضاء، ورغم ذلك فإنها لا تتوقف عن أحلامها بالعودة إلى قريتها مع اقتراب العيد.
وصرّح مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني للمهرجان «تجذب مسابقة المهر القصير سنوياً عدداً أكبر من المخرجين الموهوبين، والمفاهيم الجديدة والمثيرة، التي تقدم منظوراً حديثاً لصناعة السينما. ويُعدّ الإبداع والتنوع الذي نراه في هؤلاء المخرجين دليلاً على سعي هذه المواهب للوصول إلى النجاح. نحن على ثقة تامة بأن الأعمال المميزة المشاركة في مسابقة المهر القصير ستنال إعجاب وإهتمام الجمهور».
وقال صلاح سرميني، مبرمج الأفلام القصيرة «من المعروف أن إنتاج فيلم قصير يُعدّ تحدياً صعباً حتى بالنسبة لأكثر المخرجين خبرة في هذا المجال، وذلك بسبب التحديات التي تظهر عند معالجة هذا النمط من الأفلام، مثل كيفية تقديم محتوى قوي بوقت وموارد محدودين. وتعدّ مسابقة المهر القصير جزءاً أساسياً من برنامج المهرجان كما أنها تشكّل فرصة مهمة لصانعي السينما الموهوبين لتقديم أعمالهم عالمياً والحصول على التكريم».