العديد من الخواطر الرياضية التي دارت في مخيلتي وأنا أتابع خبر ترشح ابن البحرين رجل آسيا الأول الشيخ سلمان بن إبراهيم لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) كأقوى منظمة رياضية دولية، تحترم كلمتها شعوب دول العالم، وتدين لها بالفضل؛ لما وصلت إليه اللعبة من تطور، حتى أصبحت اليوم أقوى وأغلى سلعة تجارية تدرُّ مبالغ خيالية لكل من يعمل بها.

في اعتقادي المتواضع أن ترشح الشيخ سلمان لرئاسة «الفيفا» فُرضَ عليه ولم يسعَ إليه بعد أن وجد أن الساحة الدولية قد خلت من الأسماء الكبيرة التي كانت مسيطرة على هذا الكيان الكروي العالمي... ووجد أن هناك العديد من دول العالم التي تطلب منه التقدم لتولي هذه الزعامة على رغم أنه يدرك في يقين نفسه أن الوقت مازال مبكراً لخوض غمار مثل هذه المنافسة التي تحتاج إلى تفرغ تام وجهد كبير مضاعف يختلف تماماً عن العمل داخل بيت «الآسياد».

أسوق هذا الكلام كخاطرة، لكنها لا تقلّل من قوة شأن ابن البحرين في الترشح لهذا المركز العالمي، بعد أن نال ثقة دول آسيا جمعاء بانتخابه رئيساً بالتزكية... كما نال من التقدير والاحترام ما جعل قادة «الفيفا» يوكلون له أهمَّ اللجان التي أقرت العديد من القضايا الكروية الدولية المهمة مفضلينه على أشخاص عملوا من قبله عشرات السنين في مجال اللعبة من دون أن يتركوا من ورائهم بصمة واضحة، كما فعل الشيخ سلمان، ومثل ما يتمتع به من سمعة نظيفة مثالية لم تطُلها أوساخ ملايين الدولارات التي طالت الكثير من الرؤوس الكبار ويحاولون أن يزجُّوا باسمه في لعبة الانتخابات من أجل التقليل من شأنه.

سبق أن ذكرت في هذه الزاوية حقيقةً مازلت أؤمن بها، وهي أن السماء مازالت تحمل الكثير من الغيوم الملبدة بالمفارقات والمفاجآت، بعد أن أغلق باب الترشح على 7 مترشحين يتنافسون على رئاسة «الفيفا»، وتأكد عدم إهلية المرشح الأقوى رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشيل بلاتيني بعد أن تلطخت سمعته واسمه ومكانته بعشرات الملايين من الفرنكات السويسرية... لكن بقي سؤال مهم جدًّا: هل سترضى دول أوروبا وأميركا أن يكون المرشح الأقوى هو عربيٌّ، ابن البحرين ويتحقق الحلم العربي في أن يصل إلى هذا المنصب الدولي الرفيع إنسان عربي؟