ليس بالأمر السهل تشخيص اضطراب طيف التوحد؛ وذلك بسبب غموض الاضطراب وتعدد الدراسات التي تحدد كيانه وخصائصه وناهيك عن التجديدات والتحديثات العلمية والنظرية في كل دراسة وبحث علمي عن الاضطراب، لكننا سنحاول اختصار موضوع التشخيص ليجد فهماً عاماً لدى الوالدين والاختصاصيين أو للقارئين ومن أبرز الطرق والاستراتيجيات لتشخيص اضطراب طيف التوحد التي نتبعها في مركز دانة للتربية الخاصة:
- مقابلة الأهل والطفل: وذلك لأخذ التاريخ المرضي والنفسي للطفل، وكذلك تتبع تاريخه النمائي وأبرز المشاكل لديه.
- الملاحظة السلوكية المباشرة للطفل: يتم فيها ملاحظة وتسجيل جميع سلوكياته مثل (الرفرفة، التواصل البصري، المشي على رؤوس الأصابع، طريقة كلامه، طريقة طلبه للأشياء...)، وكذلك طريقة لعبه أو تفاعله مع الأخصائي أو مع الأشياء وطريقة اكتشافه للبيئة.
- الاختبارات والمقاييس التشخيصية: وهي كثيرة ومختلفة فمنها ما يحدد إن كان الطفل مصاب بالاضطراب أو لا، ومنها ما يُحدد مدى احتمالية الإصابة باضطراب طيف التوحد، ومقاييس تحدد درجة الاضطراب وشدته، واختبارات أخرى تحدد مستوى الخدمات التأهيلية والدعم المقدم للطفل ومن هذه الاختبارات كما يلي:
- مقياس السلوك التوحدي (ABC) و(ABC-3): وهو عبارة عن مقياس يحتوي على 57 فقرة تقيس معظم السلوكيات التي تكون لدى ذوي اضطراب طيف التوحد في جوانب عدة مثل: جانب الحواس، مهارات الربط، استخدام الجسم والأدوات ومهارات اللغة، ومهارات العناية الذاتية، يُجاب عليه (بوجود السلوك «نعم» أو عدمه «لا») ومن ثم تجمع الدرجات، ويعطى الطفل نتيجة تشخيص بأن لديه اضطراب طيف التوحد أو ليس لديه، ونستخدم إلى جانبه مقياس السلوك التوحدي الإصدار الثالث (ABC-3)؛ لأنه يقيس اضطراب طيف التوحد على عمر السنتين ويحتوي على 47 فقرة تشخيصية لسلوكيات اضطراب طيف التوحد.
- مقياس تقدير الطفولة التوحدي -2 (CARS-2): وفي هذا المقياس (15) خمسة عشر جانب، ولكل جانب 4 فقرات تحمل درجات بحسب شدة التأخر لكل جانب والدرجات هي: (1/1.5/2/2.5/3/3.5/4)، ومن ثم تجمع الدرجات ونحدد بناءً عليه درجة شدة اضطراب طيف التوحد «اضطراب طيف التوحد البسيط، المتوسط، الشديد، أو عدم وجود الاضطراب».
- مقياسي جيليام لتقدير اضطراب طيف التوحد-2 (GARS-2):
ويوفر لنا هذا المقياس تأكيد لاحتمالية إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد أو عدمه، إذ يتم سؤال الأهل أو الأخصائي عن سلوكيات الطفل التي يظهرها في ثلاث جوانب وهي: «التفاعل الاجتماعي، السلوكيات النمطية والروتينية، والتواصل» وتتم الإجابة عن الأسئلة بتدريج لحدوث السلوك «لا يحدث نادراً أحياناً دائماً» أما الإصدار الثالث من المقياس فهو مختلف من حيث الجوانب التي يقيسها وهي: السلوكيات النمطية، التفاعل الاجتماعي، التواصل الاجتماعي، والاستجابة الانفعالية، النمط المعرفي، وأخيراً الكلام غير التكيفي، ويوفر هذا الإصدار احتمالية الإصابة بالاضطراب، ومدى شدة مستوى الاضطراب وأخيراً وصف لمستوى الدعم الذي يحتاجه الطفل من الخدمات لتأهيله والاندماج بالمجتمع.
وأخيراً وبعيداً عن التسميات والمصطلحات مراعاة قدرات الطفل والوصول به لأعلى مستوى من التقدم والتطور والانخراط بالمجتمع ككل هو الهدف الأسمى لنا جميعاً.
إقرأ أيضا لـ "إيمان الصقور"العدد 4801 - الخميس 29 أكتوبر 2015م الموافق 15 محرم 1437هـ
ابدعتم
صدقتي الله يوفقكم
متالقة استاذة ايمان
الاستاذة ايمان الصقور رائعة متألقة اينما حللت
ابني مصاب
اتمنى ان تتطرق مقالاتك القادمة للعلاج واساليبه وقصص النجاح