لا تعتقد أنك قد لا تقع ضحية للنصابين في الإنترنت. فكل من يستخدم هذه الشبكة قد يكون عرضة لجرائم الإنترنت. ولكن ما هي النشاطات التي عليك أن تتوخى أقصى درجات الحذر منها عند استخدامك للإنترنت؟ وكيف يمكنك حماية نفسك منها؟
فعند استخدام مواقع التواصل الاجتماعية أو مشاركة فيديوهات ظريفة أو مقالات مثيرة للاهتمام فإنك عند النقر عليها قد تفتح صفحات للنصابين في الإنترنت. وأحيانا قد تدخل في صفحات مشابهة في الشكل لمواقع التواصل الاجتماعية التي تستخدمها وتُدخِل فيها اسم المستخدم وكلمة السر الخاصين بك فيسرقها مجرمو الإنترنت، وهذا ما يعرف بالـ "التصيُّد" أو الـ Phishing، أي سرقة بيانات مستخدمي الإنترنت الشخصية أو المالية عن طريق البريد الإلكتروني أو بواسطة مواقع إلكترونية تبدو وكأنها موثوقة وهي في الحقيقة مزيفة.
وبحصول القراصنة على اسمك في موقع التواصل الاجتماعي وعلى كلمة السر يصبح النصابون قادرين على الدخول إلى حسابك الحقيقي ونشر الرابط المزيف في المزيد من حسابات أصدقائك وبالتالي بإمكانهم جمع المزيد من المعلومات السرية بما فيها أسماء المستخدمين وكذلك كلمات السر الخاصة بهم. ويجب على الأخص الحذر من النقر الروابط القصيرة المختصرة والتي لا تكون فيها الروابط الطويلة الأصلية واضحة للعيان بل مخفية وغير معروفة. وثمة مواقع مساعدة مثل longurl.org، وكذلك إضافات مثلاً longurlplease الممكن إضافتها إلى متصفح الإنترنت فايرفوكس، بإمكانها كشف الروابط الطويلة المخفية خلف الروابط المختصرة، وفق ما تنقل وكالة الأنباء الألمانية.
عند تسوقك في الإنترنت فعليك أن تعرف الشركة أو المحل الرقمي الذي تتسوق فيه جيدا. فإذا كان معروفا وشهيرا فإن عملية التحقق من مصداقيته تكون سهلة لأن هذه الشركات تكون محل نظر مؤسسات حماية المستهلك. لكن إذا كان محل التسوق على الإنترنت غير معروف فيجب عليك أولا التحقق من مصداقيته قبل أن تضع بياناتك المصرفية وكلمة السر في صفحة هذا المحل على الإنترنت. وبإمكانك التحقق من صدق المحل الإلكتروني بكل بساطة عن الطريق البحث في الإنترنت عن تقييمات الناس حول هذا الموقع الإلكتروني وذلك بكتابة اسم المحل ومن ثم كتابة كلمة "مشكلة" أو "Problem" بالأجنبية.
وهي الخدمات التي يتم فيها تخزين المعلومات، مثلا الوثائق والصور والفيديوهات في الآي باد أو الآي فون وغيرهما، في خزان خارجي للمعلومات، وميزة هذه الخدمة هو إمكانية استدعاء هذه المعلومات أو تنزيلها في أي جهاز آخر إذا عُرفَ اسم المستخدم وكلمة السر، حتى لو انكسر أو ضاع الهاتف الذكي المخزن فيه هذه المعلومات. ولكن إذا عرف قراصنة الإنترنت اسم المستخدم وكلمة السر فبإمكانهم الحصول على الوثائق أو على الصور الخاصة الحميمية ونشرها في الإنترنت، وربما الانتفاع منها ماديا، كما حدث في حالة الممثلة الأميركية الشهيرة جينيفر لورنس.
ولذلك فمن الأفضل ألا يتم إرسال المعلومات السرية إلى محل التخزين الخارجي إلا بعد أن يتم إغلاقها محليا على جهاز الحاسوب بكلمة سر معينة بحيث يتم إرسالها وهي مقفلة ويتم استعادتها وهي كذلك مقفلة ومن ثم يتم فتحها بكلمة سر أخرى من جديد على الحاسب. ومن المتاح في الإنترنت تعلم طرق إقفال الملفات والمجلدات بكلمات سر خاصة.
تتزايد أعداد الناس الذين يستخدمون هواتفهم الذكية وكمبيوتراتهم اللوحية في تصفح حساباتهم المصرفية وإرسال التحويلات المالية منها، وقد تتطلب عملية التحويل المالي أن يرسل البنك للمستخدِم رقما سريا إضافيا -أو ما يعرف بـالـ TAN- عن طريق الرسائل النصية القصيرة لزيادة أمان التحويل، ولا يتم إنجاز التحويل المالي إلا بهذا الرقم السري.
ويتساهل بعض مستخدمي الهواتف الذكية ببرامج حماية الهواتف مما يسهل على القراصنة اختراقها فيرسلون للمستخدم رسالة نصية فيها رابط مزيف لبرنامج حماية مزعوم، فينقر المستخدم على الرابط ويتم تحميل برنامج ضار على جهازه من شأنه أن يتجسس على الرسائل النصية التي يرسلها البنك ويسرق منها أرقام التحويل السرية وبالتالي يصبح بإمكان القراصنة استغلال جميع هذه المعلومات لسرقة الأموال من حسابك المصرفي. ولذلك يجب عدم النقر على أي روابط إلكترونية مجهولة المصدر في بريد الرسائل النصية الموجود في الهواتف الذكية.