بعد ربعِ قرنٍ مضى، الذّاكرة الجميلة ما بين موطنين صارت تسترجعها صورٌ تقاربُ لحظاتٍ عديدة، وتكشف عن أواصر عميقة لا زالت تمتدّ حتّى يومنا هذا عبر المعرض الفوتوغرافيّ للذّكرى الخامسة والعشرين لبدء العلاقات الدّبلوماسيّة ما بين مملكة البحرين وجمهوريّة روسيا الاتّحاديّة.
إذ افتتح المعرض بمركز الفنون مساء اليوم الأربعاء (28 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) بحضور رئيسة هيئة البحرين للثّقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، السّفير الرّوسيّ لدى مملكة البحرين فاجيف جاراييف، وحضور دبلوماسي عالي المستوى، إضافة إلى لفيفٍ من المثقّفين والمهتمّين بالشأن الثقافي في مملكة البحرين.
وتوجهت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بالشكر إلى سفارة جمهورية روسيا الاتحادية لجهودها في تعزيز التواصل الحضاري والإنساني ما بين شعوب البلدين، منوّهة بمتانة العلاقات الثقافية ما بين البحرين وروسيا والتي أثمرت خلال السنوات الماضية عن اشتغالات فنية، فكرية وحضارية متنوعة.
وقالت: “نستلهم من الثقافة أسلوبا نبني به جسوراً ما بين الأوطان، خمسة وعشرون عاماً من الاشتغال الدبلوماسي ما بين البلدين تشهد على فعل تواصل بين الشعبين”.
ويستقبل المعرض الفوتوغرافيّ للذّكرى الخامسة والعشرين للعلاقات الدّبلوماسيّة ما بين البلدين زوّاره يوميّ 29 أكتوبر (من السّاعة 9 صباحًا وحتّى 8 مساءً)، و30 أكتوبر (من السّاعة 4:30 وحتّى 8:00 مساءً).
وقد شكّل هذا المعرض التماعاتٍ للذّاكرة المشتركة ما بين الموطنين، نُقِلَت في تسلسلٍ بصريّ وجماليّ تجسيدًا لعدّة مشاهدات والتقاطات من النشاط الدبلوماسي و الثقافي المشترك ما بين البلدين. ويأتي المعرض استكمالاً لسيرة ثقافيّة وفكريّة متكاملة، صنعت على مدى تاريخها سلسلة من المنجزات المشتركة والمشاريع التّعاونيّة، التي أسهمت في تحقيق تبادلٍ ثقافيّ امتدّ للتّعريف بالإرث الحضاريّ والتّاريخيّ لهذه الشّعوب، من خلال نقلِ أجمل النّتاجات الإنسانيّة من فنون، تراث، روافع تاريخيّة وحضاريّة مشتركة.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أثمرت السّنوات الأخيرة للثّقافة عن العديد من صيغ التّعاون والمساعي المشتركة ما بين مملكة البحرين وجمهوريّة روسيا الاتّحاديّة، اتّخذت شكل اتّفاقيّات مشتركة، كما كان مع متحف الأرميتاج بسانت بطرسبورغ في مايو/ أيار 2012م، وكذلك في العام 2013 إثر توقيع مذكّرة تعاون ثقافيّة ما بين مملكة البحرين وجمهوريّة روسيا الاتّحاديّة بالتّنسيق ما بين وزارتيّ الثّقافة البحرينيّة والرّوسيّة والسّفارتين الرّوسية والبحرينيّة في كل بلد.
وقد شهدت العلاقات ما بين البلديّن تبادلاً واسعًا كان من ضمنها سلسلة من المعارض الفنّيّة والثّقافيّة، من أهمّها معرض (تايلوس: رحلة ما بعد الحياة) الذي استضافه متحف الأرميتاج في يوليو/ تموز 2012 قبل أن ينتقل في وقتٍ لاحق إلى المتحف الشّرقيّ بموسكو، ومعرض (اللّؤلؤ في الخليج العربيّ)، الذي أُقيم في الفترة ما بين 19 سبتمبر/ أيلول وحتّى 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2013 بمتحف الفنون الشّعبيّة التطبيقيّة في العاصمة الرّوسيّة موسكو.
إلى جانب معرض الفنّ التّشكيليّ (الرّسّامون المعاصرون للبحرين: آفاق جديدة) المُقام في فترة موازية للمعرض السّابق في غاليري فنون زوراب تسيريتيلي بمشاركة عددٍ من روّاد الفنّ البحرينيّ، وذلك أثناء (أيّام البحرين الثّقافيّة بروسيا).
من جهتها استضافت مملكة البحرين مجموعة من أهمّ المعارض الرّوسيّة، من ضمنها: معرضيّ (فضاء) الذي قدّمه المتحف الدّوليّ ومركز المعارض روسفوتو الحكوميّ وبدعمٍ من الاتّحاد لروّاد الفضاء الرّوسيّ ووزارة الثّقافة الرّوسيّة، و(الحِرَف التّقليديّة الرّوسيّة لشمال أوسيتيا – ألانيا) اللّذين دُشّنا خلال أيّام الثّقافة الرّوسيّة بمملكة البحرين في متحف البحرين الوطنيّ.
إلى جانب (معرض النّسيج الرّوسيّ: القطن المطبوع من الزّخارف التّقليديّة إلى التّصاميم الدّعائيّة السوفيتيّة) الذي أقيم بمتحف البحرين الوطنيّ في الفترة ما بين 9 أكتوبر/ تشرين الأول وحتّى 8 ديسمبر/ كانون الأول 2013 بالتّعاون مع متحف الفنون الشّعبيّة التّطبيقيّة في العاصمة الرّوسيّة موسكو.
كما استضافت مملكة البحرين العديد من النّدوات والمشاركات من جمهوريّة روسيا الاتّحاديّة، قدّمت من خلالها الشّخوص الثّقافيّة الرّائدة تجربتها، يُذكَر من هذه الشّخوص: مدير عامّ متحف الأرميتاج ميخائيل بيوتروفسكي ومصمّمة الأزياء الرّوسيّة إلينا بيليفينا.
أمّا الموسيقى والفنون الاستعراضيّة فقد كان لها النّصيب الأعظم، حيث اختزلت الموسيقى روائع الثّقافة الرّوسيّة عبر عروضٍ ضخمة استضافها مسرح البحرين الوطنيّ منذ حفل افتتاحه في ديسمبر/ كانون الأول 2012مع حفل الباليه الرّوسيّ الذي قدّمه أهمّ مسرحين في روسيا (البولشوي) و(المارينسكي).
أتبعته بعد ذلك مجموعة من الرّوائع مثل عرض باليه كسّارة البندق من مسرح بيرم تشايكوفسكي، والعرض الأخير للعرض العالميّ آنّا كارنينا الذي افتتحت به الثّقافة موسمها الموسيقيّ 24 هذا العام برفقة فرقة سانت بطرسبورغ الرّوسيّة للباليه.