إن المرأة بما تحمله من خصوصيات في تركيبتها الطبيعية والاجتماعية تعتبر الفاعل المحوري في عملية التحول، إذ إن أدبيات علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي أكدت جميعها أن المرأة تعد عنصراً أساسيّاً من عناصر التغيير، بل تبقى أكثر أدوات التغيير فعالية، لأنها أكثر اعتدالاً في التعامل مع الجديد، تقبلاً، وسرعة، وهي خصائص أساسية في سلوك المرأة تجعل منها المحور الثابت في عملية التغير الاجتماعي.
وعلى رغم ذلك، تبقى المشاركة الفعلية للمرأة معتمدة بشكل أساسي على دافعيتها نحو المشاركة في العمل العام، ومدى امتلاك المرأة نفسها للقدرات والكفاءات والخبرات المؤهلة، مع توافر المناخات العامة للتوجه لمثل هذا العمل وخاصة نظرة المجتمع الإيجابية ودعمها للمشاركة في إحداث التغيير.
المرأة البحرينية على مر التاريخ كانت تكرس صورة إنسانية على قدر كبير من الوعي والتأثير، فقد ظهرت في كثير من المواقع مالكة لناصية نفسها، مؤثرة في حضورها، واعية بواقعها، ربما لم يدون التاريخ الحديث أي مبادرة لتحرك نسائي بحريني معلن إلا في الخمسينات من القرن الماضي وتحديداً في العام 1953م حين أعلنت زوجة المستشار البريطاني تشارلز بلغريف تشكيل ما يعرف «نادي البحرين للسيدات»، ثم تأسست أول جمعية نسائية على مستوى الخليج العربي في 1955م، وهي «جمعية نهضة فتاة البحرين».
أمّا المرأة في القرى في تلك الفترة فقد نشطت في المآتم النسائية بإدارة متكاملة من حيث التخطيط والتنفيذ والصرف المالي، واستمرت في هذا النشاط، إذ يعتبر المأتم ملتقى اجتماعيّاً نسائيّاً في الصباح يكون التعليم فيه للفتيات لتعلم قراءة القرآن الكريم، وفي المساء تكون لقراءة سيرة الرسول (ص) وأهل البيت (ع).
ازداد نشاط المأتم النسائي في الفترات الأخيرة، وذلك بعد أن كانت النساء يستمعن لمجلس الرجال عبر غرف مجاورة، ثم نشطن في حسينيات مستقلة في تحرك تاريخي فريد من نوعه، إذ عزمن على الاستقلالية والعمل بمنظومة نسائية، لتؤسس بها واقعاً عاشورائيّاً نسائيّاً تنفرد فيه المرأة وتشارك من خلاله في إحياء الشعائر الإسلامية، وتمارس دوراً اجتماعياً واضحاً.
الواقع العاشورائي النسوي في البحرين يمثل حالة من الواقع العام المرتبط بالاستجابة الفعالة للشعائر الدينية على مستوى الحضور أو التنظيم. ويمتلك هذا الواقع جوانب كبيرة من القوة والمتمثلة باعتماده على طاقات نسائية فاعلة ومؤثرة وذات كفاءة عالية في الطرح واعتماد جوانب إبداعية في التطوير والتميز، إضافة إلى استقلالية في الإدارة والتنظيم. كما أن هذا الواقع يمتلك فرصاً مواتية لم تتح له على مر تاريخه، والمتمثلة في حضور نسائي كبير، ومتفاعل بجميع فئاته العمرية وشرائحه الاجتماعية؛ ما يعطي الموسم زخماً نسائياً كبيراً كما تضم بين صفوفه طاقات شبابية لديها الكثير من القدرات ومستعدة لتتقدم بالجهد والعطاء، لكنها بحاجة إلى مزيد من الاستثمار والدعم والتشجيع وإعطائها مزيداً من الصلاحية.
وعلى رغم ذلك فإنّ واقعنا النسوي في عاشوراء يعاني جملة من التحديات أبرزها ضعف الجانب الإعلامي في إيصال رسالة المرأة في هذا الموسم وحراكها، بصورة لا تتنافى مع التعاليم الإسلامية، هذه الصورة نراها غائبة إلا من بعض المحاولات التي لا ترقى إلى إمكانية وقدرات المرأة البحرينية في هذا الجانب، وغالبيتها لا تخرج من باب الأداء المسرحي والشعر، كما يلاحظ غياب قضايا المرأة ودورها من خلال نماذج كربلاء النسائية، والتي فاقت دور المساندة إلى درجة القيادة، واتخاذ القرار، وفن إدارة الأزمات وهو غائب على مستوى الطرح والممارسة النسائية، ناهيك عن مظاهر التبذير والإسراف والتقليد غير المجدي، والانسياق نحو الغلو وابتداع مظاهر كالسُّفَر والتبركات التي تقرن ببعض الممارسات، كيوم عبدالله الرضيع، والتي تبعدنا عن جوهر القضية الحسينية.
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 4790 - الأحد 18 أكتوبر 2015م الموافق 04 محرم 1437هـ
النساء
لابد اولا من تنقيح تلك الخطب والروايات في ماتم النساء ومن ثم التطوير على الشكل والمضمون .....يحتاج الكثير من العمل
الجمود في ماتم النساء
السبب انه لا توجد مبدعات شابات تكسر هذا الجمود بجرأة فما زال مجلس ماتم النساء يعتمد على الكتاب والروايات لا تجديد كما عند الرجال وعلى رغم ذلك نجد العطاء لهن اكثر من الرجال -ماديا- على رغم ان الرجال ابداعاتهم كبيرة ومتنوعة
من اسباب عدم تقدم الماتم النسوي
اعتقد من اسباب اعاقة تقدم بعض المأتم النسائية ان الادارة تكون في ايدي كبار السن منا يعوق من التقدم ولعطاء الافضل وكسر الروتين
من اسباب عدم تقدم الماتم النسوي
اعتقد من اسباب اعاقة تقدم بعض المأتم النسائية ان الادارة تكون في ايدي كبار السن منا يعوق من التقدم ولعطاء الافضل وكسر الروتين
حسينية
الحمد لله المرأة البحرينية منذ فترة طويلة وهي مبدعة ومتجددة