أحرزت قوات النظام السوري تقدما جديدا في شمال البلاد مدعومة بغطاء جوي روسي بالتزامن مع معارك عنيفة متواصلة في الوسط، في وقت اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل ثلاثة قياديين في جبهة النصرة بغارة جوية من دون تحديد هوية الطائرات.
وحذر الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس الجمعة (16 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) روسيا من انها لن تستطيع الوصول الى حل سلمي في سورية بـ"ضرب القنابل"، مكررا ان دعم الرئيس بشار الاسد محكوم بالفشل.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن السبت لوكالة فرانس برس "تمكنت قوات النظام والمسلحون الموالون بدعم من مقاتلين ايرانيين ومن حزب الله اللبناني، وبغطاء جوي روسي، من التقدم في ريف حلب الجنوبي، حيث سيطرت صباح اليوم على عدد من التلال والمزارع وثلاث قرى".
وتخوض قوات النظام بحسب المرصد "اشتباكات عنيفة ضد مقاتلي الفصائل على مشارف بلدة الحاضر" الواقعة غرب مدينة السفيرة التي ينطلق منها النظام لشن هجومه.
ووفق عبد الرحمن، فإن سيطرة قوات النظام على هذه البلدة "تجعل خطوط امداد النظام من وسط سورية الى حلب آمنة، كما تخوله رصد واستهداف خطوط امداد الفصائل في المنطقة".
وتحدث المرصد عن نزوح قرابة الفي عائلة من ريف حلب الجنوبي جراء الاشتباكات والقصف الجوي الذي اوقع 17 قتيلا من الفصائل وثمانية من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
واشار مسؤول اميركي الجمعة الى وجود "نحو الفي" مقاتل ينتمون الى قوات ايرانية او مجموعات من حزب الله او مقاتلين عراقيين، يشاركون في الهجوم في جنوب شرق حلب.
وتحدثت صحيفة الاخبار اللبنانية القريبة من دمشق في عددها الصادر السبت عن "تكامل مسار العملية التي انطلقت امس (حلب) مع معارك حماة (وسط) واللاذقية (غرب) سعيا الى تحقيق هدف اساسي وهو عزل ادلب"، المحافظة الواقعة في شمال غرب سورية والتي تسيطر عليها بالكامل ومنذ اشهر عدة فصائل منضوية في اطار "جيش الفتح" ابرزها جبهة النصرة.
على جبهة ريف حلب الشرقي، تخوض قوات النظام اشتباكات عنيفة ضد تنظيم "داعش" في الريف الشرقي، في اطار "محاولتها التقدم نحو مطار كويرس العسكري المحاصر" من تنظيم داعش منذ ايار/مايو، وفق المرصد.
وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس السبت "بات الجيش السوري على بعد ستة كيلومترات من المطار".
في وسط البلاد حيث بدأت قوات النظام عملية برية واسعة باسناد جوي روسي الخميس، قال المرصد ان "الطيران الحربي الروسي نفذ منذ صباح اليوم تسع غارات على الاقل استهدفت مدينة تلبيسة ومحيطها في ريف حمص الشمالي" حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة.
وتسيطر فصائل متطرفة ومقاتلة على تلبيسة منذ العام 2012، وفشلت محاولات قوات النظام لاستعادتها منذ ذلك الحين. وتكمن اهميتها في انها تقع على الطريق الرئيسي بين مدينتي حمص وحماة.
واحصى المرصد مقتل 72 شخصا، بينهم 31 طفلاً ومواطنة و19 مقاتلاً، خلال الـ48 ساعة الماضية في ريف حمص الشمالي "جراء قصف الطيران الحربي الروسي والقصف المكثف لقوات النظام".
في محافظة اللاذقية، افاد المرصد عن غارات نفذتها طائرات حربية روسية صباح السبت على مناطق عدة في جبل الاكراد.
وفي ريف دمشق، تعرضت مناطق عدة في الغوطة الشرقية، ابرز معاقل الفصائل في محافظة دمشق، لغارات كثيفة ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي، من دون ان يتضح اذا كان الطائرات روسية ام سورية، وفق المرصد.
من جهة اخرى، اعلن المرصد الجمعة مقتل القيادي السعودي في جبهة النصرة صنفي النصر مع اثنين اخرين من كبار قادة الجبهة في حلب جراء استهداف سيارتهم من طائرة لم يعرف بعد اذا ما كانت للتحالف بقيادة الولايات المتحدة او للقوات الجوية الروسية.
وصنفي النصر هو احد الاسماء الحركية المحتملة لعبد المحسن عبد الله ابراهيم الشريخ، وهو سعودي صنفته وزارة الخزانة الاميركية عام 2014 بانه "ارهابي عالمي" وينشط في سورية لحساب النصرة والقاعدة.
وفي اطار التجاذبات الروسية الاميركية حول سورية، حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة الروس من انهم "لن يستطيعوا التقدم من خلال شن الضربات الى وضع سلمي في سورية".
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هاي التي تزور واشنطن ان ايران "تقوم بكل بساطة بما كانت تقوم به خلال السنوات الخمس الماضية وتماما كما روسيا لكن نظريتهما لحل المشكلة في سورية لم تنجح ولن تنجح".
واعلن الجيش الروسي الجمعة ان مقاتلاته شنت غارات جوية على 456 هدفا لتنظيم داعش في سورية منذ بدء حملته العسكرية في 30 ايلول/سبتمبر.