القديح إحدى مناطق أو قرى مدينة القطيف كبرى مدن المحافظة الشرقية بالمملكة العربية، عرفت قديما كبقية مناطق المدينة بصيد الأسماك وجمع اللؤلؤ، بالإضافة إلى الزراعة، إذ إنه عرف سابقا أن 90 في المئة من السكان هم من المزارعين، وتُعرف حديثا على أنها قرية كرة يد.
لأهل القديح علاقة وطيدة جدا مع لعبة كرة اليد، الكل في هذه القرية يتحدث بلعبة كرة اليد من الرجال والنساء والصغار والكبار، يعشقون كرة اليد إلى حد الجنون وكأنها اللعبة الشعبية الأولى، لذلك يزحفون وبكثرة خلف نادي القرية (مضر) أينما لعب سواء في السعودية أو خارجها.
تعمدت، وأنا أنقل تصريح مهندس الصفقات المضراوية علي سعيد مرار، بعد التعاقد مع نجم منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد حسين الصياد، أن أكتب في العنوان الرئيسي «75 في المئة من قيمة التعاقد مع الصياد تكفل بها أهل القديح»، كي أقف اليوم في مقال اليوم على العلاقة الحميمة بين القرية واللعبة.
يقول لي محمد عبدالحسين، الذي لعب لنادي مضر في البطولة الآسيوية قبل 3 سنوات، وساهم في التتويج التاريخي بلقب البطولة الآسيوية والتأهل لكأس العالم للأندية، ولذلك يُعرف النادي اليوم بـ «العالمي»، بأن مجموع ما قدمه له الجمهور بعد كل مباراة لعبتها يفوق ما قدمه له النادي من قيمة عقد ومكافآت!.
العضوية الشرفية ودعم الشركات في المناطق السعودية مع الفارق في مبالغ الدعم هي السمة السائدة في غالبية الأندية هناك، ولكن الحالة في نادي قرية القديح أكثر الأمثلة وضوحا وتأثيرا في أن مبدأ «التكافل الرياضي» إن حضر كيف يكون مؤثرا، تخيلوا أن هذا النادي لايزال يجري تدريباته على ملعب أسفلتي!.
الخلاصة، أنني لست أمتدح النادي السعودي وكفى، بل أريد أن أقول لو أن أندية القرى والمناطق التي لا تمتلك الإمكانات، تلقى دعما من الشخصيات المقتدرة والواصلة من أبناء هذه القرى والمناطق لكانت الحكاية في هذه الأندية مختلفة جدا، فكل قرية ومنطقة لا تخلو من شخصيات كهذه.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 4787 - الخميس 15 أكتوبر 2015م الموافق 01 محرم 1437هـ