المؤسسة المرنة Resilient هي تلك المؤسسة التي تمتلك القدرة على التنبؤ بالتغيير (التدريجي أو المفاجئ) والاستعداد له، عبر التكيف المستمر من أجل البقاء في السوق والازدهار.
مفهوم المرونة يتحدث عن قدرة المؤسسات على الاستجابة للمتغيرات الصغيرة والكبيرة في بيئة العمل، والتأهب لتحمل مخاطر التغيير. بمعنى آخر، فإن المرونة لا تتحقق إلا إذا استبقت المؤسسة المتغيرات في البيئة، وصممت هيكليتها، ودربت العاملين فيها، لمواجهة التحديات المتوقعة وغير المتوقعة.
الأحداث والأزمات الاقتصادية والمتغيرات في التكنولوجيا، توضح أن بعض المتغيرات قد تكون كارثية، فيما لو ضرب «تسونامي» المنطقة مثلاً، أو حدث إعصار، أو حريق، أو اضطرابات سياسية، أو أزمة مالية عالمية أو إقليمية أو محلية، وما يستتبع ذلك من ركود في السوق يترتب عليه زوال أو انخفاض الدخل من المصادر المعتادة.
وعليه، فإن المؤسسة المرنة تسعى دائماً لأن تبقى على قيد الحياة، على الأقل، وأن تزدهر رغم التغييرات. وهذا يتطلب أن تكون المؤسسة «مرنة»، وأن يكون العاملون فيها يتسمون بالمرونة.
المؤسسة المرنة هي، إذن، تلك التي تستطيع إدارة التغيير بنجاح، وهي تقوم بذلك من خلال ما يلي:
- التركيز على الصورة الكبيرة، وتحديد الأولويات بوضوح، وتحديد ضوابط تنافسية لقياس الأداء وتحديد معايير النجاح والفشل في الجانب المالي، وفي تطوير القدرات والتدريب، وفي الإنتاجية، وفي خدمة الزبائن، ويمكن استخدام «بطاقة الأداء المتوازن» لقياس ذلك باستمرار.
- تقليل البيروقراطية، وتقليل مستويات الهيكلية التنظيمية، واعتماد نهج ما يمسى بالمؤسسة الرشيقة أو النحيفة وتوفير قيمة أفضل للزبائن وخفض النشاطات التي لا تنتج قيمة إلى الصفر.
- اعتماد أسلوب العمل كفريق واحد، وفتح قنوات الاتصال داخل المؤسسة عمودياً وأفقياً.
- وضع ضوابط للتوظيف من أجل اجتذاب الموظفين المرنين والمناسبين داخل المؤسسة، واعتماد برنامج تدريبي مستمر ومكافآت مناسبة.
- اعتماد نهج القيادة الفعالة والريادية التي تؤمن وترعى عملية التغيير، وتلتزم بنهج التعلم المستمر والنمو.
- اعتماد ثقافة مؤسسية داعمة ومساندة.
إن استثمار جميع الإمكانات (الوقت/ الجهود/ المال/ إلخ) يمكن المؤسسة المرنة من تحقيق النتائج المرجوة بصورة فاعلة وعبر إنتاجية ترقى إلى أفضل ما يتوفر في البيئة التنافسية. كما أن ذلك يمكنها من الاستمرار نحو تحقيق الأهداف رغم الضغوط والإجهاد.
هذا يعني أن على المؤسسة المرنة رفض الخطط قصيرة الأمد التي تعطي نتائج جيدة في فترة محدودة على حساب الخطط بعيدة الأمد، وعليها أن تواجه الإشكالات والخلاقات وحلها وعدم تركها تنخر في التماسك داخل المؤسسة.
وتستعين المؤسسة المرنة بالتفكير المبدع لحل المشاكل، مع الالتزام المبدئي نحو الأهداف وتماسك الأفراد داخل المؤسسة، وعدم التراجع أثناء المرحلة الانتقالية التي تتطلبها عملية التغيير.
خواص العاملين في المؤسسة المرنة:
أما خواص العاملين في المؤسسة المرنة، فهناك العديد منها، ولكن أهمها ما يلي:
الإيجابية: الشخص المرن يبدو عليه الثقة بالنفس والاستقرار المعتمد على وجهة نظر ترى أن الحياة معقدة ولكنها مملوءة بالفرص.
- التركيز: الشخص المرن لديه رؤية واضحة لما يود تحقيقه.
- السلوكيات المميزة: الشخص المرن يبرز سلوكيات مميزة عند مواجهة الأمور غير المتوقعة.
- التنظيم: الشخص المرن لديه مقاربة منظمة يتمكن من خلالها من التعامل مع البيئة الغامضة المحيطة به.
- المبادرة: الشخص المرن لديه مبادرات باستمرار من أجل تحقيق التغيير المستمر.
الأشخاص الذين يمتلكون مرونة في السلوك ترى أن لديهم قدرة للسيطرة على الأفكار والعواطف، إذ قد يتضمن رد الفعل على المتغيرات الخوف من المستقبل، والغضب، والقلق، والمقاومة، والإثارة، والرغبة في إفشال التغيير، ولكن الشخص المرن يمكنه أن يفكر ملياً قبل أن يتخذ قراراً تحت هذا الضغط النفسي.
كما ترى الشخص المرن قادراً على التخلي عن الماضي، والتركيز على المستقبل، ويبتعد عن إصدار الأحكام بصورة متسرعة، ويضع في اعتباره أن ليس كل مستجد يعتبر سيئاً، إنما هو وضع مختلف يجب التعامل معه.
الشخص المرن يحرص على التوازن في حياته، بين العمل، والأسرة، والجوانب المالية، والأصدقاء، والصحة، ويحرص على إدارة الإجهاد، من دون إغفال حاجته للتنمية الشخصية والمهنية. فإذا كان العمل في حد ذاته يستغرق أكثر أوقات حياتك، فإن أي تغيير طفيف ستكون له آثار عميقة. لنتذكر أن العمل له الحجم الذي تعطيه من نفسك.
الشخص المرن لا يكون رهينة لأفكار ضيقة، فالأمن الوظيفي الحقيقي يكمن داخل نفسه، وهذا يعني أن الأمن الوظيفي يتبعه أينما ذهب.
الشخص المرن يعمل على تنمية مهاراته باستمرار، ويختار طريقة التعلم التي تناسبه، وهو متعلم مدى الحياة، يستكشف الخيارات المتاحة تحت أي ظرف من الظروف.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4787 - الخميس 15 أكتوبر 2015م الموافق 01 محرم 1437هـ
وثيقة عمل ناجح
دكتورنا الغالي بصراحه نحن وماحولنا بحاجه الى مثل هذه الدروس القيمه لنخوض غمار هذه الحياة المعقدة
المرونة مطلوبة في كل شيء .... ام محمود
تحدثت عن مفهوم المرونة و المؤسسة المرنة و استعدادها ل التحدياات المتوقعة و الغير متوقعة و الموظفين و الاشخاص المرنين.
المرونة مطلوبة في الزواج ايضا هناك نجاح في الحياة الزوجية اذا كان الزوج مرن و الزوجة مرنة و في العمل هناك فرق بين المدير المرن و المدير المتعصب و المدرس المرن مع الطلاب و المدرس الجاد والجاف و مشكلتنا في السياسة لا توجد مرونة هناك انحياز و تكتل و عنف و عصبية لهذا السبب الدنيا مشتعلة بالأزمات والفتن و الاقتتال
ولكن هل هناك صحفي مرن؟ و صحفي غير مرن لا يقبل النقد الإيجابي؟
مقال جميل
شكراً