في العام 2003، أصدر Frank koromكتابه Hosay Trinidad والذي يوثق فيه تاريخ انتشار مراسيم يوم العاشر من محرم في ترينداد بمنطقة الكاريبي في أميركا الجنوبية.
كذلك تطرق الكاتب لطريقة إحياء هذه المراسيم وتغيرها عبر الزمن. كما ركز الكاتب على العرقيات المختلفة التي تحي هذه المراسيم، منهم المسلمين، شيعة وسنة، ومن غير المسلمين كالهندوس. يذكر، أن هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى مشاركة الهندوس مع الهنود الشيعة في إحياء عاشوراء في عدد من مناطق الهند، وذلك منذ القدم. وفي منتصف القرن التاسع عشر، قام المستعمر البريطاني بتهجير العديد من الهنود بينهم الشيعة والهندوس، وذلك للعمل في عددٍ من دول أمريكا الجنوبية. وقد مارس هؤلاء العمال المهاجرين إحياء عاشوراء كما تعودوا، وانتشرت مراسيم عاشوراء في عددٍ من بلدان أمريكا الجنوبية مثل ترينيداد وسوريانا وغويانا وجاميكا وعرفت بمسميات مختلفة مثل تأزية (تعزية) وهوساي (من حسين نسبة للإمام الحسين عليه السلام).
ففي جمهورية غويانا في الكاريبي في أمريكا الجنوبية، كانت هناك مراسيم خاصة ليوم عاشوراء، وكانت تتضمن صنع ضريح للإمام الحسين عليه السلام، ويحمل ويدار به في الطرقات مع ترديد (حسين .. حسن) في إشارة للإمامين الحسن والحسين عليهما السلام. ويعرف الضريح باسم (تأزية) أي تعزية مشتق من العزاء، وقد تحول اسمه لاحقاً بلغة الكريول (اللغة المحلية للكاريبي) إلى اسم تاجده Tadjah.
الجدير بالذكر، أن الهنود دخلوا هذه المنطقة في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر ولم يكن بينهم إلا أعداد بسيطة جداً من الشيعة، وهي أعداد غير مؤثرة، وكانت الغالبية من السنة والهندوس. وقد بدأت المراسيم تؤدى من قبل خليط من الجماعات العرقية والدينية؛ ويرى korom، مؤلف الكتاب، أن مراسيم عزاء عاشوراء تخفي أجندة خطيرة مخبأة في اللاشعور لممارسيها، وهي أنها تحارب الظلم، وأن ظروف الفقر والظلم من قبل المستعمر سوف تساهم في توحيد العرقيات المختلفة المضطهدة لإحياء عاشوراء. ويعود الكاتب ليؤكد هذه النقطة، وذلك عند ما أشار إلى أن السلطات المستعمرة فطنت للفلسفة الضمنية لهذه المراسيم، وعليه، اعتبرت إحيائها بمثابة تمرد على السلطة لأنها توحد المظلومين للثورة ضد الظلم. وقد سعت هذه السلطات في سورينام وغويانا البريطانية (في أميركا الجنوبية) لمنع هذه المراسيم أو بأقل تقدير جعلها محصورة في المزارع في المناطق الريفية. وبذلك أصبحت التعزية في غويانا البريطانية تحمل رمزية التمرد ضد المستعمر البريطاني. وكانت هناك مواجهات دموية عنيفة.
وفي سنوات لاحقة أصبحت الغالبية التي تحيي هذه المراسيم من الهندوس، وبدأت تأخذ طابع غير إسلامي، وسارعت أطراف معينة (في الغالب تابعة للسلطة الاستعمارية) ولعبت على الوتر الطائفي الإسلامي الهندوسي. فالهندوس يحيون مراسيم بشعارات تحسب على المسلمين، ورأى المسلمون في غويانا أنها بدعة لا تمت إلى الإسلام بصلة. وبدأت السياسة تلعب على هذا الوتر. وقد تقدم المسلمون في غويانا بحزمة من المطالب للحكومة منها المطالبة بإجازات للأعياد الرسمية للمسلمين بالإضافة إلى يوم خاص بمولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، بالإضافة لمنع مراسيم عاشوراء التي اعتبروها بدعة.
وهكذا أصبح القائمون على مراسيم عاشوراء محاربين من عدة جهات توحدت ضدهم. وكان آخر ذكر لوجود مراسيم "التعزية" في غويانا في أربعينيات القرن المنصرم. يذكر أن التعزية بمسماها الكريولي أي (تجده) بقيت مستمرة في مناطق مجاورة في الكاريبي مثل ترينيداد حيث تعرف باسم هوساي نسبة للإمام الحسين عليه السلام، وهو الهتاف الوحيد الذي يتذكرون سماعه عندما كانت هذه المراسيم تقام من قبل أسلافهم القدامى.
إن ثورة الإمام الحسين، تحمل فكراً ضمنياً للثورة ضد الظلم، هذا الفكر، شجع عرقيات أخرى على تبني إحياء مراسيم عاشوراء. وهكذا، استطاع الإمام الحسين عليه السلام، من خلال إعادة ذكرى استشهاده أن يوحد عرقيات مختلفة من بلدان مختلفة (أفريقية وآسيوية) وديانات مختلفة (الإسلامية والمسيحية والهندوسية).
عالمية لاء الحسين
تحيتنا لكم ...
لايمكن حصر واقعة الطف في تفاصيل مأساتها فقط بل في الوجه الاخر لها وهي شجاعة الموقف والقرار،والذي شغل العقل العالمي ،وهو السمة العالية التي علت على موقف الخسين عليه السلام و رجالاته من اهل واصحاب والمتمثلة بلاء ثم لاء لمبايعة الفاسد والظالم - يزيد بن معاوية --- مما اعتبر بوصلة للثوار حين ارتجاف جوانبهم
- خليل مزهر الغالبي - العراق
،
سلام الله على المظلوم وناصر المظلوم
اخ الوديعة الطاهرة و محيي الشريعة
وا حسيناه واغريباه