أكد مهاجم منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم إسماعيل عبداللطيف إنه لم يسئ إلى أي شخص في تصريحه الذي خرج بعد لقاء الأحمر أمام الفلبين أمس الأول، مؤكداً أنه أكبر من أن يتحدث بسوء عن أي فرد أو مجموعة سواءً الجماهير البحرينية أو وسائل الإعلام والصحافة بالخصوص، بل طالبهم بالوقوف خلف المنتخب بشكل أكبر ليس إلا.

وكان عبداللطيف قد تحدث في تصريح عبر قناة البحرين الرياضية الليلة قبل الماضية، بعد نهاية مباراة المنتخب، والتي فاز فيها على الفلبين بهدفين نظيفين في الجولة الأولى من إياب التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهِلة لمونديال روسيا 2018 وكأس آسيا بالإمارات 2019، وانتشر سريعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونشرته الصحافة أمس، وأبرز ماذكره أن المنتخب يلعب وكأنه وحيد دون حضور جماهيري كبير، وبلا دعم إعلامي، وهو ما أثار حفيظة الكثيرين.

لم أوجه إساءة لأحد

وأضاف عبداللطيف في حديثه لـ «الوسط الرياضي» التي حاورته عبر الهاتف أمس «أكرر انني لم أسئ إلى شخص، فقط أردت إيصال رسالة هامة، وهي أننا كمنتخب ولاعبين نريد دعماً أكبر وأفضل من الجماهير البحرينية وكذلك الصحافة والإعلام، ربما تحدثت بخصوص ذلك بعصبية بعض الشيء، لكنني لم أقصد الإساءة لأي شخص، وأنا لا أساوي شيئاً أمام هذه الجماهير، ومن أكون حتى انتقدها، فقط ما أردته هو زيادة الدعم ليس إلا، العصبية أحياناً تجعل البعض ينظر إلى ما تقوله بمنظور مختلف لكنني لم أعنِ شيئاً غريباً، فقط نريد الدعم والمساندة بشكل أكبر، فنحن نلعب باسم الوطن وليس لأسمائنا، نعرف تماماً أن الجماهير لديها حرقة على المنتخب، بالذات بعد الخسارة بأربعة أهداف نظيفة على أرضنا الخميس الماضي من أوزبكستان، ولكن نحن لدينا حرقة أكبر على ذلك، وكنا في وضعية سيئة للغاية بعد الخسارة، وكنا نريد أن يساهم الجمهور والإعلام في مساعدتنا للخروج مما نحن فيه، فالمنتخب منتخب الجميع والكل يسير في منظومة واحدة، (اللاعبون والجهازان الفني والإداري واتحاد الكرة والجماهير والإعلام)، ولكن للأسف ما شاهدناه من البعض كان يساهم في الضغط علينا بشكل أكبر».

البعض يبحث عن الزلة

وواصل عبداللطيف حديثه في السياق نفسه قائلاً: «نحن لم نطلب المستحيل، فقط نطالب الجماهير بالحضور لتشجيعنا ونتقبل منهم العتاب ونتقبل من الصحافة الانتقاد البناء ونأخذ به لأن هدفنا النجاح، وكما ذكرت نحن منظومة واحدة، لكن ما رأيناه أن البعض وكأنه ينتظر منا الزلة كي يُفرغ مافي جعبته علينا، وكأننا سعيدون بما حصل وراضون به، شاهدوا المنتخبات الخليجية، جميعها تمر بظروف مشابهة وليست في أحسن حالاتها من ناحية المستوى والمردود الفني، لكن الجماهير حاضرة في كل المباريات وتدعم لاعبيها، والإعلام ينتقد في الوقت المناسب وبطريقة معقولة، إذ إن الإعلام لابد أن يكون في يده ميزان، فينتقد وقت الحاجة وبالمعقول؛ لأن ذلك سيكون محفزاً للتصحيح، ولكن ما حصل من البعض بعد مباراة كوريا الشمالية وأوزبكستان وصل لحد التجريح والإساءة في العناوين الرئيسية بالذات، ومن العيب أن يتم ذكر ذلك في الصحافة، فهي من المفترض أن تكون أكبر من ذلك».

لم أستغل فوز الفلبين

ورفض عبداللطيف ما فسره البعض بأنه استغل الفوز على الفلبين وتسجيله هدفاً ليفرغ مافي داخله، إذ قال: «فوزنا على الفلبين ليس بالأمر المهول حتى استغله كما ردد البعض، فهو لم يُقدمنا في المجموعة، إذ بقينا بالمركز الرابع، ولم نتقدم إلا في عدد النقاط فقط، وأنا هذا الكلام كان في داخلي سواءً فزنا على الفلبين أو لم نفز، لأنه واقع، والواقع لا يتغير بناءً على نتيجة مباراة أو ما يحصل فيها، لم أستغل ذلك الفوز ولم أستغل تسجيلي، فقط كنت أريد الحديث عن واقع حصل بدون أي إساء لأحد، العصبية في حديثي كانت موجودة، ولكن دون إساءة».

التقصير موجود

وسألناه إذا كان يقصد في تصريحه أن اتحاد الكرة أيضاً لم يقم بدوره بعد الخسارة من أوزبكستان، حينما قال إن اللاعبين يحسون أنهم يلعبون لوحدهم فأجاب «كما ذكرت فنحن ضمن منظومة متكاملة، والكل عليه دور يجب أن يؤديه، ونحن كلاعبين لانبرئ أنفسنا أبداً من المستوى الذي ظهر به المنتخب، ونحن والاتحاد والآخرون أيضاً يحاولون تأدية واجبهم بالصورة المثلى، ولكن القصور موجود، والكمال لله وحده سبحانه وتعالى، ما عنيته من كلامي أننا نحتاج الدعم الجماهيري والإعلامي في مثل هذه الأوقات بالذات، ولا نريد أن يكون الكل في وجهنا في مثل هذا الوقت الحساس، ويجب أن يعرف الجميع أننا مازلنا في مرحلة انتقالية، والمدرب لم يمض عليه الكثير معنا، بالإضافة إلى أننا نلعب في مجموعة تُعد الأصعب من بين كل المجموعات، الفرق الأخرى تطورت في آسيا، ونحن لدينا منتخبات تطورت كثيراً، وأي فوز عليها يحتاج مجهوداً مضاعفاً، فالكل يعرف قوة كوريا الشمالية وأوزبكستان، بالإضافة إلى أن الفلبين لديها أكثر من 7 لاعبين مجنسين يلعبون في أوروبا، واليمن ظهرت بصورة مميزة في كأس الخليج وحتى في هذه التصفيات خسرت بصعوبة على أرض كوريا وأوزبكستان، ونحن المنتخب الوحيد الذي هزمه بنتيجة كبيرة».

لم أوجه كلامي للكل

وتحدث عبداللطيف عن نقطة هامة وهي أنه في كل كلامه لم يكن يعني كل الجماهير وكل الإعلام، مضيفاً «كما ذكرت، كنت عصبياً بعض الشيء في حديثي للتلفزيون، وبالتالي قلت إن الصحافة والجماهير لم تقف معنا، ولكن ما أريد أن أوضحه إن بعض الجماهير وجزءا من الصحافة هي المقصودة في كلامي وليس الكل بالتأكيد، فالبعض الآخر كان يؤدي دوره كما يجب مثل الجماهير الوفية التي حضرت مباراة الفلبين رغم الخسارة قبلها بأيام أمام أوزبكستان بالأربعة».

وضعية صعبة بعد الرباعية

وقال عبداللطيف: «إن الوضعية في المنتخب بعد تلك الرباعية كانت صعبة للغاية، واللاعبون كانوا مضغوطين لدرجة لا يتصورها البعض، وبالتالي فإنهم أرادوا الفوز بأي طريقة في لقاء الفلبين من أجل استعادة الثقة والتمسك ببصيص الأمل الموجود، مشيراً إلى أن الضغط ولد روحاً قوية في الشوط الثاني جعلت الأداء يتحسن بشهادة الجميع، ولذلك ظهر الفريق بصورة أفضل وحقق هذا الانتصار المعنوي الهام».

لست «سوبر مان»

وتحدث عبداللطيف أيضاً في السياق نفسه قائلاً: «أنا مجرد لاعب أتشرف بارتداء قميص المنتخب ورفع شعاره على صدري، وأنا لست «سوبر مان» كي أضع يدي على أفواه الصحافيين والجماهير، بل أعرف نفسي أنني في موضع من المُمكن أن يطالني الانتقاد فيه، ولكن انتقاد معقول دون تجريح ويساعد على التصحيح، وليس انتقاداً من أجل التشفي والتصيد في الماء العكر، لأنه وكما ذكرت أعلاه فإن هذا منتخب الوطن، ففوزه يعني فوز الجميع والخسارة إن حصلت فعلى الجميع، ونحن في بوتقة واحدة، وإذا دخلنا في نفق الحرج يجب أن نخرج معاً وليس بمثل ما حصل، وأنا في الوقت نفسه لا أنكر الدور الذي قام به الإعلام وبعض الجهات الأخرى في التحفيز لمباراة كوريا الشمالية من أجل حضور الجماهير ودعم اللاعبين، ولكن أحياناً الدعم يكون أفضل في المواقف الصعبة مثلما حصل بعد لقاء أوزبكستان».

لم أذكر كلمة المشككين

ونفى عبداللطيف أن يكون قد قال في تصريحه إن الفوز على الفلبين كان رداً على المشككين، مضيفاً «بإمكانكم العودة لحديثي في التلفزيون، لم أقل إطلاقاً إن الفوز جاء رداً على من شكك فينا، هو أصلاً ليس إلا فوز عادي لم يقدمنا في الترتيب، فكيف سأقول إنه رد على المشككين؟ وفي ختام حديثي أوضح نقطة وهي أن كل تصريحي من سيأخذه من جانب إيجابي فسيعرف أنني لم أتوجه بالإساءة لأحد وأنني أعني بعض الأمور التي أرغب في تطويرها، ومن سيأخذه من جانب سلبي فسيفسره بحسب ما يريد وفي النهاية لن نتوصل إلى أي فائدة!».