العدد 4785 - الثلثاء 13 أكتوبر 2015م الموافق 29 ذي الحجة 1436هـ

حزب النور السلفي يمثل معارضة "السلوك الحسن" في مصر

رئيس حزب النور المصري يونس مخيون
رئيس حزب النور المصري يونس مخيون

في إطار حملات الدعاية قبل الانتخابات البرلمانية التي تجري في مصر الاسبوع المقبل يهيل زعيم حزب النور السلفي يونس مخيون ذي اللحية الكثة الثناء على نبي الإسلام محمد لأنه طهر الحياة السياسية .. ويعد بأن يفعل الشيء نفسه.

وفي واقع الأمر فإن مخيون لديه أولويات أكثر إلحاحا تتمثل في الخروج بالحزب بسلام من أعنف حملة على الإسلام السياسي في البلد الذي نشأ فيه هذا التيار.

قال مخيون لأنصاره في مدينة الاسكندرية المطلة على البحر المتوسط وثاني أكبر مدن مصر "منهجنا أن لا نتصادم مع حد. منهج غير صدامي".

وأضاف "حتى في المعارضة نمارس المعارضة الرشيدة التي تقوم على الكلمة الطيبة والسلوك الحسن".

في الانتخابات البرلمانية السابقة في مصر التي أجريت بعد مرور أقل من عام على الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحكم حسني مبارك عام 2011 جاء حزب النور في المركز الثاني بعد جماعة الإخوان المسلمين. وهيمن الحزب والجماعة على مجلس الشعب آنذاك.

لكن ما إن اتضح أن جماعة الإخوان لن تستمر في السلطة حتى ضمن مخيون بقاء حزبه بالانحياز للجيش.

فقد كان واحدا من الزعماء الدينيين والسياسيين الذين اصطفوا بجانب قائد الجيش عبد الفتاح السيسي عندما ظهر على شاشات التلفزيون عام 2013 ليعلن عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي.

ويكشف نهج الحذر الذي اتبعه حزب النور الكثير عن خطورة وضع الإسلاميين الذين مثلوا عماد المعارضة لحكام مصر على مدى عشرات السنين.

وبعد الإطاحة بمرسي قتلت قوات الأمن مئات من أنصار الإخوان أكثر الحركات الإسلامية نفوذاً في مصر وسجنت الآلاف غيرهم.

وتم حظر جماعة الإخوان وصدر حكم باعتبارها جماعة إرهابية بينما شنت وسائل الإعلام الرسمية حملة شديدة على الإسلام السياسي.

 

مسار عملي

قابل حزب النور الضغوط بالحد من نشاطه ومن طموحاته لتطبيق الشريعة الإسلامية بما يتفق مع المنهج السلفي.

وينص الدستور المصري على أن "الإسلام دين الدولة.. ومباديء الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع" لكن الدولة لا تطبق الشريعة سوى في قوانين الأسرة والميراث ولا تطبقها في قانون العقوبات.

وقد انسحب حزب النور الذي برز نجمه بعد الانتخابات البرلمانية عام 2012 من المنافسة على نصف المقاعد المخصصة للقوائم الحزبية كما أنه يخوض الانتخابات للمنافسة على أقل من نصف المقاعد المخصصة للمرشحين الأفراد.

حتى في الإسكندرية التي تعد معقله التقليدي لا ينافس الحزب سوى على نصف المقاعد.

وقال مخيون طبيب الأسنان البالغ من العمر 59 عاماَ لجمهور الحاضرين "ليس لدينا مشاكل مع أحد. نحن على علاقة طيبة بالجيش. علاقة طيبة بالشرطة. علاقة طيبة بالحكومة".

ووقفت مجموعة من الأطفال ترتدي قمصاناً عليها شعار الحزب الذي يمثل خريطة لمصر تحت ضوء الشمس.

وكان عدد الحاضرين نحو 200 شخص فقط على النقيض من الآلاف الذين كانوا يحضرون لقاءات الحزب قبل المعركة الانتخابية السابقة.

وقال محمد شوقي أحد أنصار حزب النور ويملك محل بقالة في حي الرمل "بنحط بانرات (لافتات) بس بييجي اللي يشيلها أو يقطعها".

ويتهم منتقدون الحزب بخيانة غيره من الإسلاميين وتوفير غطاء سياسي للسيسي الذي انتخب رئيساً للبلاد فيما بعد وحاول أن يعطي الانطباع أنه يحتضن كل الأطياف السياسية بعد أن أثارت الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذها ضد خصومه انتقادات جماعات حقوق الانسان.

وقال اتش. ايه. هليار المتخصص في الشئون العربية في مركز بروكينجز لسياسات الشرق الأوسط في واشنطن "لعبوا بحذر شديد واستمروا بفضل واقعيتهم".

وأضاف "من وجهة نظر الدولة حضور النور مفيد جدا. فها هم إسلاميون مازالوا على الساحة بل ويفوزون بمقاعد في الانتخابات. وهذا مفيد جداً إذا أردت أن تعطي الانطباع بالتعددية".

 

"حزب الزور"

يرفض حزب النور الاتهامات التي يسوقها أعضاء سابقون في الحزب وإسلاميون غيرهم بأنه خان القضية الإسلامية.

وقد تأسس الحزب في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بحسني مبارك بعد أن ظل على رأس الحكم 30 عاماً وحقق الحزب قاعدة التأييد الشعبي له مثل جماعة الإخوان من خلال الأنشطة الخيرية في الأحياء الفقيرة التي يكثر فيها الميل للتدين.

لكن مراقبين يقولون إنه يختلف في استعداده للتكيف سعيا لتأمين نفسه من بطش أجهزة الدولة.

وخلال الشهر الجاري اعترض شبان اسلاميون طريق مسيرة للحزب في الاسكندرية.

ورفع الشبان أيديهم بأربعة أصابع إشارة إلى التحية التي تبناها أنصار مرسي بعد مقتل المئات منهم في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة عام 2013 وراحوا يرددون "حزب الزور".

ويقول أنصار حزب النور إن الحزب أنقذ مصر من السقوط في هاوية الفوضى التي اجتاحت الدول المجاورة بتأييده عزل مرسي الذي يقول معارضوه إنه أساء إدارة البلاد وتسبب في استقطاب حاد فيها.

وقال مخيون للحاضرين وأغلبهم من متوسطي الأعمار في اللقاء الجماهيري بالاسكندرية "أنظروا ما حدث لبلاد شقيقة. انظروا ما حدث في ليبيا وسوريا والعراق."

ويعد الحزب بالحفاظ على "هوية مصر الاسلامية" من خلال ضمان ألا يصدر البرلمان أي تشريع يتعارض مع الشريعة و"تنقية" القوانين الحالية من أي تعارض من هذا النوع. كما يقول إنه سيعمل من أجل المساواة الاجتماعية.

وفي إشارة إلى المرشحين من رجال الأعمال يقول طلعت مرزوق النائب السابق عن الحزب والذي يسعى لإعادة انتخابه "نريد مجلس للملايين ليس لأصحاب الملايين."

ولا تعني مسايرة حزب النور لخارطة الطريق التي أعلنها الجيش أنه سيظل بأمان.

فأحد بنود الدستور الجديد الذي تم إقراره عام 2014 ووافق عليه حزب النور يحظر الاحزاب الدينية.

وقد رفع عدد من القضايا في المحاكم للمطالبة بحل حزب النور لكن لم ينجح أي منها حتى الآن. غير أن هذا الوضع قد يتغير في المستقبل.

ورغم ما فقده حزب النور من تأييد في المعسكر الإسلامي فإن نهجه لم يجلب له استحسان الناخبين في المعسكر الليبرالي.

وقال محمد حسن الذي يملك متجرا في شارع رشدي الراقي في الاسكندرية "ما هما دول اللي جابونا ورا. الاخوان والسلفيين زي بعض".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 7:20 ص

      هههههه رأصني يا كدع

      ويش قال السلوك الحسن بعد انتم خلتون في السلوك الارهابي شي غير طبقتوه على المسلمين تكفير و تفسيق و ارهاب
      بس فكو الناس من بلاكم
      الله يغربلكم

    • زائر 1 | 6:11 ص

      يا سلام ع السلوك الحسن

      العالم شاف ارهابكم بـ عيونه .. بلاش تلوّن .

اقرأ ايضاً