ما تعانيه الكرة البحرينية أشبه ببيت قديم متهالك ومهترئ من الداخل يعيش فيه بعض «الجواهر الثمينة من الخامات والمواهب الكروية» ولكنها شاحبة وبائسة نتيجة التخبط والفشل الذي عاشه مسئولو اتحاد الكرة وأدى إلى تحويل هذا الكيان لبيت تعشعش فيه الجن والعفاريت!

الكرة البحرينية عاشت منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان خيبات وويلات وشطحات من الفشل مع كل مشاركة خارجية لمنتخبنا الأول نتيجة الهزائم المستمرة التي مني بها وجعلت دموع جماهيرنا على وجوهها «أربع... أربع»، وجعلت من الأمل يأساً ومن التفاؤل تشاؤماً لدى شريحة واسعة من الجماهير البحرينية المغلوب على أمرها.

ولإحقاق الحق وعدم نسيان بعض من الطفرات التي عاشتها الكرة البحرينية والتي ظهرت هنا وهناك في هذه المشاركة أو تلك نتيجة تواجد «الجواهر الثمينة» من اللاعبين والخامات التي تقترب من المواهب، فإنها لم تكن سوى اجتهادات شخصية حصلت على بعض من الأجواء المثالية والعوامل المساعدة لبزوغ نجم الكرة البحرينية على المستوى القاري والإقليمي، إلا أنها لم تدم وتستمر طويلاً في ظل غياب الرؤية الصحيحة والبناء السليم على صعيد الأرضية الصلبة المتمثلة في الأندية المحلية في مقابل عمل بنّاء وخطط طويلة وقصيرة الأمد وأموال طائلة تدفع من بقية المنتخبات والاتحادات الأهلية القارية منها والإقليمية.

الكرة البحرينية تكاد تكون الوحيدة التي بقت دون لقب أو بطولة وإنجاز معتبر ومعترف به لدرجة أنها صارت بمثابة اليتيم الذي لا أب له ولا أم ولا أخ ولا صديق... فكلهم رحلوا عنه وتركوه بائساً مسكيناً لا حول له ولا قوة، وصار يعيش في ظلام حالك في بيت قديم ينتظر إشعاعاً ينبلج منه ضوء ربما يخرجه من الظلمات إلى النور.

بيت الكرة في هذه الفترة أشبه ببيت مسكون، الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود... وبعد النكسات واللكمات «الخطافية» التي تعرض لها المنتخب الأول وبقية المنتخبات الوطنية في الفترة الأخيرة على يدي كل من هب ودب صار لزاماً على مسئولي البيت المسكون أن يجدوا لهم «مُلا» يستطيع إخراج السحر من بين جدرانه، وإلا فإن الصفعات ستتواصل وتستمر إلى حين.