إن أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدت حديثاً تشتمل كما ينبغي على غايات رئيسية تتعلق بالمساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات. وهي تتيح الفرصة للالتزام على الصعيد العالمي بوقف توارث الفقر والعنف والاستبعاد والتمييز من جيل إلى آخر، وبتحقيق رؤيتنا المتمثلة في تهيئة حياة كريمة للجميع.

ومهمتنا الآن هي أن نشرع في العمل على تحقيق الغايات المحددة في إطار أهداف التنمية المستدامة والوفاء بالوعود التي قطعناها بتزويد الفتيات بجميع الفرص التي يستحققنها في مشوار حياتهن حتى يبلغن سن النضوج بحلول عام 2030. ويعني ذلك تمكينهن من تجنب الزواج في سن الطفولة والحمل غير المرغوب فيه، ووقايتهن من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، وحمايتهن من تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وتمكينهن من الحصول على ما يحتجن إليه من تعليم ومن مهارات من أجل تفعيل طاقاتهن الكامنة. ويتطلب الأمر أيضاً كفالة تمتعهن بالصحة الجنسية وبالحقوق الإنجابية. والواجب أن يتاح للفتيات في كل مكان أن يعشن في مأمن من الخوف والعنف. ذلك أننا إذا ما أحرزنا هذا التقدم لصالح الفتيات، سوف نرى أوجهاً للتقدم في مختلف أركان المجتمع.

وقد استمع قادة العالم بعد مرور مجرد شهر واحد على اعتماد أهداف التنمية المستدامة العالمية إلى دعوة قوية وجهتها ملالا يوسفزاي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وهي تقف في قاعة الجمعية العامة محاطة بشباب من جميع أنحاء العالم. فقد ألحّت ملالا على قادة العالم قائلة «عِدُونا بأن تَفُوا بالتزاماتكم وأن تستثمروا في مستقبلنا».

وقد أعربتُ منذ ثلاث سنوات، في اليوم الدولي للطفلة، عن إدانتي للهجوم الذي تعرضت له ملالا، ودعوتُ إلى منح المزيد من الفرص للفتيات في كل مكان. وأنا اليوم، أحيي شجاعة ملالا وأقرانها الذين لا يريدون سوى الفرصة للمساهمة في عالمنا.

فلنعقد العزم على الاستثمار في المراهقات اليوم حتى يمكنهن في الغد أن يقفن وقفة صلبة كمواطنات وقائدات سياسيات ورائدات للأعمال الحرة وربات للأسر المعيشية وما هو أكثر من ذلك. وسيكفل ذلك حقوقهن ويضمن مستقبلنا المشترك.