رجّحت دراسة أجراها علماء فنلنديون وجود علاقة بين أدوية الربو التي تحتوي على "كورتيكوستيرويدز" (الستيرويدات المستنشقة)، وبين اضطرابات النمو عند الأطفال تحت سن الثانية، وفق صحيفة "الحياة اللندنية".
وشددت الدراسة التي عرضت في مؤتمر "الجمعية الأوروبية لأمراض الغدد الصماء وطب الأطفال" على ضرورة استعمال هذه العلاجات بحذر.
وأشارت الدراسة التي أجريت على 12 ألف رضيع فنلندي، إلى أن الاطفال الذين استعملوا "الستيرويدات المستنشقة" أظهروا علامات تباطؤ في نموهم، ما يؤكد ما توصلت إليه درسات سابقة.
وقال موقع "بي بي سي" إن "الستيرويدات المستنشقة" تعد أدوية قوية توجد عادة في أجهزة الاستنشاق المستعملة لعلاج مرض الربو عند البالغين والأطفال وتسبب أعرضاً جانبية عند البعض.
وأوضح الأستاذ في "جامعة شرق فنلندا" والمشرف على الدراسة آنتي ساري أنه وفريقه "قارنوا بين المعلومات المتوافرة عن طول أولياء الأمور، والبيانات حول وزن أطفالهم ونوع الأدوية التي يستخدمونها لعلاج الربو، بهدف قياس طولهم ووزنهم المتوقع، ووجدوا علاقة بين الأدوية المذكورة ونقص النمو".
وأشار ساري إلى أن "تلك الأدوية قد تؤدي إلى "نقص في الطول" عند هؤلاء الأطفال، يصل إلى ثلاثة سنتيمترات مع بلوغهم سن الرشد، مشدداً على ضرورة أن "ينتبه الأطباء إلى ذلك ويفكروا فيما إذا كانت هذه الادوية ضرورية للأطفال في هذه المرحلة العمرية".
وقال أستاذ الطب التنفسي في "جامعة كوين ماري" في لندن إن "إعطاء الأدوية للرضّع ليس بالأمر السهل، إذ لا نعرف كيف سيستجيب الأطفال لهذه الادوية ومن منهم يحتاجها فعلاً، خصوصاً وان عدداً منهم يتعافون من هذا المرض مع تقدمهم في العمر من دون الحاجة إلى الاستمرار في تناول الأدوية".
من جانبها، أكدت مديرة قسم الابحاث في منظمة "أزما يو كي" البريطانية أن "الستيرويدات المستنشقة تعد دواء مهماً للسيطرة على أعراض الربو"، لافتة إلى أن تأثير الأدوية في تباطؤ نمو الأطفال "طفيف نسبياً". ودعت أولياء الأمور إلى "عدم منع الاطفال من تناول هذه الادوية المنقذة لحياتهم، لأن أي تباطؤ في النمو يعد ثمناً بخساً للحفاظ على سلامتهم".