جواب هذا السؤال مسكوتٌ عنه منذ زمن. فعلى رغم أهمية ذلك الجواب، الذي من المفترض أن يُفسِّر لنا جزءًا من تاريخنا فإن الدراسات لم تستفِضْ فيه ماخلا كتاب واحد (على الأقل في حدود العلم) وهو ما سطَّره لوكاز هيرزويز الذي أسهب في ذلك البحث، مستنداً إلى الوثائق التي استولى عليها الحلفاء والسوفيات بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية العام 1945.
ولأن الكتاب أول ما كُتِب كان في العام 1963 وَصَدرَ باللغة البولندية، وتُرجِمَ إلى الإنجليزية بعدها بثلاثة أعوام، فقد ترجمه المؤرخ المصري الراحل أحمد عبدالرحيم مصطفى قبل 44 عاماً ضمن سلسلة «مكتبة التاريخ العربي الحديث». ومؤخراً وضمن مشروع ميراث الترجمة قام المركز القومي للترجمة مشكوراً بإعادة طبع الكتاب، مع تقديم للأستاذ عبدالخالق محمد لاشين.
أهمية الكتاب تنبع من كونه يعالج حقبة في غاية الأهمية تخصُّ العرب، وكيف كانوا يُديرون مشاكلهم، عبر تحالفاتهم الدولية. فالأزمات السياسية التي كانت تقع في منطقتنا، دفعت بالدول العربية أو بالشخصيات السياسية (وهو الأهم) التي كانت تلعب دوراً بديلاً عن الدولة في ظل غيابها أو عدم تبلورها، إلى أن تتطلع إلى نظم غربية اعتقدت أنها لا تحمل نَفَسَاً إمبرياليّاً، بل مناهِض للقوى الاستعمارية التقليدية في تلك الفترة وتحديداً بريطانيا وفرنسا وروسيا.
كان العرب في تلك الفترة يعيشون بداية الصراع مع الصهيونية العالمية، التي كان لعابها يسيل من أجل إقامة وطن قومي لليهود في أرض فلسطين. ولأن الدَّاعِم الأساس لهذا المشروع كان الانجليز بعد أن منحوا اليهود وعدَ بلفور العام 1917، فإن العديد من الشخصيات العربية رأت في الألمان حليفاً ومنقِذاً كون النازية نِدَّاً ثم خصماً للانجليز وفي الوقت نفسه كانت ضد اليهود ضمن تفسيراتها العنصرية المبنية على الأقوامية التي رأت فيهم عرقاً غريباً على المجتمع الألماني.
وإذا ما أردنا تفحّص التاريخ، فإننا سنجد الألمان (وإن لم يكونوا قاصدين ذلك) كانوا هم الأكثر دفعاً نحو إقامة وطن لليهود في أرض فلسطين. فبعد الوحدة الألمانية البسماركية العام 1871، وبروز النَّفَس القومي الجرماني، وفرض تلك الثقافة والتاريخ على كل ساكِنيْ ألمانيا ومن بينهم اليهود الذين لم يقبلوا أن يذوبوا في غير تاريخهم، فقد ساعد ذلك على إنتاج بدايات المظلومية اليهودية، وعقد مؤتمر بال في سويسرا، بعد 28 عاماً، على الوحدة وبداية ظهور الصهيو/هرتزلية.
وفي لحظة تالية، ومع مجيء النازيين إلى الحكم في العام 1933 وبداية قيامهم بهندسة اجتماعية صارمة على المجتمعات الألمانية أفضَتْ إلى أن يخرج اليهود والسُّود وكل الأعراق غير الجرمانية الآرية من غطاء الدولة الألمانية، ثم قيام السلطة النازية بمعاقبة اليهود بالقتل أو التهجير أو سلب الممتلكات لتتبلور لاحقاً المظلومية اليهودية في أبرز أشكالها السياسية.
وعندما انتهى الأمر باليهود كأحد ضحايا الحكم النازي، الذي هُزِمَ بعد الحرب الكونية الثانية، فقد استُحلِبَ الألمان تحت حجة التعويضات منذ ذلك الوقت كي يُرجعوا شيئاً من حقوق اليهود سواء للقتلى أو المفقودين منهم أو المهجرين والمسلوبة ممتلكاتهم، فضلاً عن التصحيح التاريخي لما جرى، وهو ما جعل ألمانيا تدفع تعويضات باهظة لإسرائيل بعد قيامها العام 1948، ساعدت على تقوية الدولة الجديدة، وخصوصاً أن تلك التعويضات كان جزء منها أموراً تكنولوجية وتقنية عُرِفَ الألمان (ولايزالون كذلك) أنهم الأقدر على صنعها بمهارة عالية جدّاً.
في كل الأحوال، فقد بادَل النازيون المواقف العربية تلك بمدِّ يدٍ لها، وخصوصاً أن هذه المنطقة لم تكن أرضاً مُعتَمة أو منسية، بل كانت محل اهتمام القوى الكبرى كافة منذ الأزمنة الغابرة، تمثلت لاحقاً بالقوى التي كانت تمتلك أساطيل بحرية بدأت مع البرتغاليين، وانتهت مع الانجليز. لكن الحقيقة التاريخية تشير إلى أن اهتمام الألمان بالمنطقة العربية كان هو الآخر قديماً وله الأطماع ذاتها، ولم يقتصر على بسمارك أيام الوحدة ولا على حقبة فيلهلم الثاني (1888 – 1918).
وقد سجَّل التاريخ أنه في العام 1899 حصل الألمان على موافقة عثمانية لإنشاء ما عُرِفَ بسكَّة حديد بغداد، التي كانت ستربط الخليج العربي والعراق عبر الآستانة بفينا ثم بهامبورغ وبرلين. وكان الطموح الألماني حينها هو القطن والنفط والمعادن على جانبَيْ السكَّة وما هو أبعد منها وفقاً لما نصَّت عليه الاتفاقية مع السلطان العثماني، فضلاً عن رغبتهم في مدِّ عنقٍ لهم في هذه المنطقة، مع تزايد النفوذ الإنجليزي في إيران وعموم منطقة الخليج العربي.
لذلك عندما جاء النازيون كان الطموح هو ذاته لم يتغيَّر، إلاَّ من حيث أولويات الصراع في المنطقة، طبقاً لظرف تلك الفترة. ولا يُعلَم هل كان العرب قد فطنوا إلى هذا الأمر أم أنهم كانوا يسعون كما سعى العثمانيون إلى استغلال الخلافات الأوروبية حول المصالح، فمدُّوا جسراً مع النازيين، فربما كانوا (بحسب اعتقادهم) الطرف القادر على لَجْم الأطماع اليهودية في إسرائيل، وكذلك ضرب المساعي الانجليزية لتقوية الهجرة والاستيلاء الصهيوني على الأراضي الفلسطينية.
الحقيقة، أن الكتاب مهم، ويستحق أن يُقرأ كونه يعالج المسكوت عنه في تاريخنا. فهو يبدأ من الدول الكبرى والمشرق العربي ومواقف العرب من الحرب العالمية الثانية والنازيين وتأثير تلك الحرب ومجرياتها ونتائجها عليهم، وانتهاءً بالتفاصيل التي صاغت مستقبل المنطقة.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4779 - الأربعاء 07 أكتوبر 2015م الموافق 23 ذي الحجة 1436هـ
هتلر والحسيني
هناك أكثر من مواقع عبر للاتيوب نجد لقاءات حميمة بين هتلر ومفتى فلسطين امين الحسيني حتى أنه يؤدي التحية النازية وهذا لا شك أن هتلر وقف مع الشعب الفلسطيني أفضل من بعض الأنظمة في تلك الفترة
كنتم
من المعروف ان المنتصر هو من يتكب التاريخ و لا يخفى على رجل عاقل فاهم ان الانجلينز بعد الانتصار كتبوا التاريخ و قاموا بتشويه صورة النازية و هتلر بالخصوص فهو الند و الخصم القوي الذي مرغ انوفهم في التراب, ألمانيا النازية بقيادة العبقري هتلر استطاع الهيمنة على العالم حتى وصلوا الى افريقيا و كانوا من التقدم العلمي بمكان انهم كانوا متقدمين علما بخمسين سنة في كل المجالات العلمية على باقي الدول وبعد سقوط النازية قامت جميع الدول بتقاسم العلماء الالمان و ماهم اليوم فيه من تطور هو فظل هؤلاء العلماء.
العرب قال فيهم المتنبأ وقد صدق
يا امة ضحكت من جهلها الامم .
تصحيح تاريخي للزائر رقم واحد
لم يقتصر تمجيد هتلر فقط بالألمان بل بالعرق الآري عموما حيث كان يحترم الهنود والفرس والأتراك كونهم من نفس العرق
لماذا؟
متاسف من اللاوعي العام الذي لا يعتمد علي نفسه و يتوقع الحصول علي مساند خارج عن بلدهم. لماذا لا نغير هذه العقلية؟ الصين اتبعت الاعتماد علي النفس و في خلال ثلاثون عاما غدت اكبر قوة إنتاجية و اقتصادية و نخن مشغولون بنبش الماضي للحصول علي ما يفرقنا و يشغلنا في التفرقة و الحروب. الغصة في كياني علي حالنا المرحوم.
متابع . . . . كأنك تلمح
اقتباس (( العديد من الشخصيات العربية رأت في الألمان حليفاً ومنقِذاً كون النازية نِدَّاً ثم خصماً للانجليز وفي الوقت نفسه كانت ضد اليهود ))
كأنك تلمح الى بعض العرب الذين يرون اليوم في روسيا حليفا و منقذا كونها خصما للغرب و للجماعات الارهابية ، و باعتقادهم هي لا تحمل نفسا امبرياليا بل تواجه القوى الامبريالية في المنطقة ، . . . . . كل هذا اذا صدق تخميني
ترى هل التاريخ يكرر نفسه و نبدأ بالتصفيق للغير فقط من باب عدو عدوي صديقي ؟ دون الالتفات لحقيقة نواياه ؟
ملاحظة
هتلر تعرض للكثير من التشويه من اعدائه
هدهد
هتلر مجنون ولا يعجب به إلا أمثاله
مداخله رائعة يا زائر 1
أتفق مع كل كلمه قالها الحبيب هتلر ، إلى جنات الخلد يا بعد جبدي (هتلر ) على توصيفك لهم هكذا.
صحيح
كانت علاقاته بمفتي القدس
بس معظم حكام العرب يشبهونه
حكام العرب بعد لا أريكم إلا ما أرى سرقات بطش جمبزة تالي إفلاس.
هتلر احتقر كل الامم والأجناس ما عدي الجنس الألماني
من أقاويل هتلر على العرب:
الجملة التي قالها هتلر في حق العرب
"les arabes ci les quatersème raçe aprè les crapes"
والترجمة هي:-"العرب هم الجنس الرابع عشر بعد القمل"
يذكر أن هتلر لبى دعوة الجالية العربية في ألمانيا لشرب فنجان شاي ، وقدم له مكسرات
فتناول الفصفص وقضمها وكاد يختنق ، فاخبروه كيف يأكله ،
ضحك فقال أيجد العرب وقتا لأكل الفصفص .
ثم نهض وضرب كفا وكفا ، قائلا امة تركت جل وقتها لمثل هذاانتهى مجدها