تتولى شابة سوادنية تدريب فريق "النصر" الرجالي في مدينة أم درمان في العاصمة السودانية الخرطوم.
ونقلت صحيفة "أنا زهرة" شقيقة "الاتحاد"، الصادرتين عن شركة أبوظبي للإعلام، أن سلمى الماجدي في العشرينات من عمرها وتعشق لكرة القدم منذ صغرها.
وقد حظيت الماجدي بتشجيع عائلتها: "ساعدني شقيقي في تنمية الموهبة. فقد كان يصحبني دائماً إلى تمارينه لاحتكّ بشكل مباشر بالكرة وجدت دعماً وتشجيعاً كبيرين من أسرتي".
إلا أنها واجهت انتقادات حادة من قبل شريحة في المجتمع، مضيفة أن تلك الفئة "ترى في خطوتي مغامرة، باعتبارها مجالاً يصعب على الأنثى توليه. فيحذرني البعض من الصعوبات التي قد تواجهني من دون أن تكون لدي قدرة على مواجهتها، خصوصاً أنّها تصعب على الرجال أنفسهم، برأيهم".
سلمى بدأت بممارسة هذه الرياضة في عمر الخامسة برفقة أشقائها في المنزل. ثم تلقت دورات في مجال التدريب في السودان وخارجه، طوال سنوات. فنالت عدة شهادات في هذا المجال. لكنّها لم تكن تدرك أنّ حلمها سيصاحبها وتنجح في تحقيقه في السودان.
بدأت قصة الماجدي مع تدريب الذكور من فرق للناشئين (ما دون السابعة عشرة)، فضلاً عن تدريبها شباب مدراس "الهلال" الحكومية.
وبسرعة، انتقلت الماجدي إلى تدريب فريق "النصر". وتولت منصب المديرة الفنية للنادي كأول امرأة تتقلّد هذا المنصب على مستوى افريقيا، ومن القليلات على مستوى العالم.
وفي مجتمع كالسودان لا يتقبّل فكرة أن تكون المرأة من ضمن مشجعي كرة القدم، أو أن تجلس في مدرجاتها ولو للتسلية فحسب، تخلق تجربة الماجدي انقساماً حاداً في الأوساط السودانية ما بين مؤيد ورافض.
ويأتي ذلك خصوصاً أنّ المجتمع لم يتقبل بعد فكرة وجود فريق للسيدات وإن كان حضور مبارياته يقتصر على السيدات فحسب.
وتقول الشابة إن اللاعبين رفضوا في البداية فكرة توليها تدريب الفريق، مضيفة "حاول البعض إظهار الرفض عبر التباطؤ وإبداء عدم الجدية في التمارين كونهم يرفضون فكرة وجود فتاة تفهم في كرة القدم، فما بالك بتدريبهم". لكنّها تؤكد أنّها نجحت في فرض شخصيتها وتأكيد قدرة المرأة على خوض أيّ مجال.
من جهته، يبرر رئيس نادي النصر، عمر مبارك الكودة اختيار الماجدي. ويقول: "الاختيار جاء في يونيو الماضي، فقد كانت هناك مشكلة في الجهاز الفني، وعرضت الماجدي من ضمن خيارات أخرى. وطبعاً، واجهت الخطوة احتجاجاً كونها امرأة، لكنها، ووفق السيرة الذاتية، كانت مؤهلة تأهيلاً لا يقل عن المدربين الآخرين".
ويضيف رئيس النادي: "بعد نقاش طويل، قرر مجلس الإدارة منحها الفرصة. وهو ما واجه استنكاراً من قبل كثيرين، حتى أنّ البعض وصف الخطوة بالأمر الشاذ".
كما يشير إلى أنّ اللاعبين أنفسهم استقبلوا الخبر بصعوبة، لكنّه ينفي تماماً أن يكون أحدهم قد غادر الفريق احتجاجاً. كما يؤكد أنّ الماجدي أثبتت جدارة في عملها ولم تخيّب أمل من راهنوا عليها. ويوضح: "قادت بعد التعيين خمس مباريات تعادلت في إحداها وفازت في الأربعة الأخر".
أما لاعب الفريق أحمد الشيخ، فيقول: "في البداية اندهشنا لتعيينها، لأنّ اللاعبين يحتاجون إلى رجل شخصيته قوية يناقشهم ويأخذ ويعطي معهم. لكنّها بشخصيتها القوية تمكنت من أن تفرض نفسها. فلا فرق بينها وبين الرجال، بل على العكس كانت لها إضافات في الملعب".