تواصلت شكاوى أصحاب سيارات الأجرة، من التراجع الحاد في مهنتهم جراء غياب الدعم الرسمي لها، حتى طالت فئة كبار السن ممن تجاوزت أعمارهم 60 عاماً، قضوا جلها في المهنة التي باتت «قوت من لا يموت»، على حدّ تعبير أصحابها. ويؤكد «سواق التاكسي»، الذين التقتهم «الوسط»، إذ ينتظرون يوميّاً عند باب البحرين، أن العديد منهم دخل في قائمة الفقر رسميّاً، حيث الاعتماد على «التاكسي» كمصدر دخل وحيد، بمتوسط دخل لا يتجاوز 400 دينار في أحسن الأحوال.

ووسط موجة التزامات وأعباء معيشية متزايدة، يقول ممثلون عن هذه الفئة، وجميعهم بلا تقاعد، إن صافي الدخل بعد خصم التكاليف كافة، بما في ذلك البترول الذي يأكل 90 ديناراً شهريّاً، يقل عن 300 دينار ولا يفي بمتطلبات أسرهم.

«سواق التاكسي» بعد عقود من الخدمة... مسنون برواتب زهيدة لا تقيهم شر الفقر

المنامة - محمد العلوي

تواصلت شكاوى أصحاب سيارات الأجرة، من التراجع الحاد في مهنتهم جراء غياب الدعم الرسمي لها، حتى طالت فئة كبار السن ممن تجاوزت أعمارهم 60 عاماً، قضوا جلها في المهنة التي باتت «قوت من لا يموت»، على حدّ تعبير أصحابها.

ويؤكد «سواق التاكسي»، الذين التقتهم «الوسط»، إذ ينتظرون يوميّاً عند باب البحرين، أن العديد منهم دخل في قائمة الفقر رسميّاً، حيث الاعتماد على «التاكسي» كمصدر دخل وحيد، بمتوسط دخل لا يتجاوز 400 دينار في أحسن الأحوال.

ووسط موجة التزامات وأعباء معيشية متزايدة، يقول ممثلون عن هذه الفئة، وجميعهم بلا تقاعد، إن صافي الدخل بعد خصم التكاليف كافة، بما في ذلك البترول الذي يأكل 90 ديناراً شهريّاً، يقل عن 300 دينار ولا يفي بمتطلبات أسرهم.

وبشكل رئيسي، يرجع «سواق التاكسي»، معاناتهم إلى سببين، الأول ويتمثل في دخول «الباصات الحمراء» على خط المنافسة غير المتكافئة، إلى جانب منافسة غير مشروعة أبطالها العمالة الآسيوية، التي تُمارس المهنة بلا ترخيص.

يقول السائق محسن الصالح، الذي بدأ مشواره مع سيارات الأجرة منذ العام 1969، «نتيجةً للحديث المتكرر في الصحافة، تراجعت أعداد الآسيويين الذين يمارسون المهنة من دون ترخيص، لكن الحال لايزال بحاجة إلى علاج جذري وتام، فالآسيويون لايزالون يقومون بعملهم وهم متواجدون في أماكن معروفة ومحددة».

أما السائق جعفر يوسف السعد، فيقول بعد خدمة امتدت 44 عاماً، «نعتمد على دخل التاكسي فقط، كمصدر وحيد لإعالة أسرنا، لكننا نعاني كثيراً للحصول على زبائن، حتى تأتينا أيام بلا دخل، وأخرى بدنانير معدودة».

وبعد 4 عقود من العمل، أصيب الحاج جعفر بمرض «الدسك»، ما أجبره على تقليص عدد ساعات عمله.

من جانبه، قال السائق جاسم الإسكافي (48 عاماً): «هي حصيلة خدمتي مع سيارات الأجرة، ومن خلالها قدمنا الكثير للناس والبلد، حتى أنني عملت بديلاً لسيارات الإسعاف في منطقتنا وكنا نقدم عملنا هذا بلا مقابل، فكانت النتيجة، خدمة بلا شكر ولا تقدير»، مضيفاً «متوسط دخلي الشهري أقدره بـ 250 ديناراً، فهل ترى الدولة، كفاية هذا المبلغ لأسرة بحرينية؟».

وبحسب المعلومات المستقاة من عضو جمعية سواق سيارات النقل العام فيصل العباسي، فإن عدد سيارات الأجرة في البحرين يبلغ 977 سيارة، منها حوالي 80 سيارة تعمل بنظام النوبات في منطقة باب البحرين، مبيناً أن الغالبية من أصحاب هذه السيارات بلا تقاعد، وقد تجاوزوا 60 عاماً، ما يجعلهم عرضة للمزيد من المخاطر التي لا تقتصر على ضعف المدخول، وتتجاوز ذلك لتطول احتمالية عدم تجديد رخصهم في حال أخفقوا في اجتياز فحص النظر.

وطالب العباسي، الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة المواصلات والاتصالات، بتقدير «سواق التاكسي»، وتحديداً فئة كبار السن التي مر يومها العالمي قبل أسبوع، وهي تعيش أسوأ أيامها المهنية.