صرحت "بيكو كابيتال"، وهي الشركة الإقليمية العاملة في مجال رأس المال المغامر في شركات التكنولوجيا الناشئة في دول منطقة مجلس التعاون الخليجي، أن تنمية المحتوى والمضمون العربي على الإنترنت، مجتمعاً مع النمو في قطاع الإعلانات الرقمية المتوقع أن يرتفع 347 في المئة بحلول عام 2018، سيسمح بنشوء شركات كبرى معنية بالمحتوى الرقمي كما سيتيح فرصاً مغرية في هذا القطاع للعاملين في مجال رأس المال المغامر في المنطقة.
وتُبيّن الأبحاث أن عدد مستخدمي الإنترنت الذين يتصفحونه باللغة العربية ينمو بشكل أسرع بكثير من نمو المحتوى العربي على الإنترنت، الأمر الذي خلق فجوة كبيرة. وسوف تساهم عملية إغلاق هذه الفجوة بخلق فرص هائلة يسعى رواد الأعمال في المنطقة إلى الاستفادة منها.
من جهته، قال المؤسس المشارك والشريك التنفيذي في "بيكو كابيتال" أمير فرحة: "هذا يتيح فرصاً هائلة لناشري المحتوى العربي على الإنترنت في كافة القطاعات، سواء كان هذا المحتوى عبارة عن معلومات أو مواضيع ونصوص أو بيانات أو فيديو أو موسيقى أو رسومات بيانية أو أي مضمون آخر. وسيكون بإمكان هؤلاء الناشرين تأسيس شركات قوية تتمتع بمصادر مبتكرة لتوليد الإيرادات. كما سيكون رأس المال المغامر موجوداً لدعم هذه الشركات من خلال رأس مال النمو والدعم في مجال التشغيل لمساعدتها على النمو".
هناك مجالات عديدة تحتاج إلى المزيد من المحتوى العربي حيث تفتقر إلى مستوى كافٍ من هذا المحتوى، بما في ذلك قطاع السيارات والقطاع المالي وقطاع السفر والرعاية الصحية والتعليم والرياضة والمعلومات العامة حول الحياة اليومية وتناول مواضيع شتى حول أساليب الحياة والعديد من القطاعات الأخرى. وستسهم الزيادة الكبيرة في عدد تطبيقات الهواتف الجوالة، والتي ساعدت على تزايد المحتوى المتوفر باللغات المختلفة حول العالم، في إحداث التأثير ذاته في المنطقة.
كما ان هنالك قصص نجاح جديدة في العديد من هذه القطاعات كمثل "يوترن" في المملكة العربية السعودية و"شهية" في لبنان و"الطبي" في الأردن و"ديواني" و"حاوي" في دبي و"نبض" في الكويت. وبعض هذه الشركات قد تم شراؤها بالفعل، بينما حصلت شركات أخرى على استثمارات من قطاع رأس المال المغامر.
وتحتاج الإنترنت حالياً إلى المزيد من المحتوى الجيد باللغة العربية لملايين المستخدمين العرب حول العالم، والذي يبلغ عددهم 141 مليون مستخدم للإنترنت الذين يتحدثون بهذه اللغة.
وفي الوقت الحاضر، فإن اللغة العربية هي اللغة السابعة الأكثر استخداماً على الإنترنت ولكن المحتوى العربي على الإنترنت لا يزيد عن 1 في المئة من المجموع الكلي لما تتضمنه الإنترنت من محتوى، كما أن المنطقة العربية تنتج أقل من 0.2 في المئة من المحتوى الرقمي العالمي مع أن المتحدثين باللغة العربية يشكلون حوالي 4.5 في المئة من سكان العالم.
يوضح أمير فرحة: "إن التوقعات بظهور المزيد من المحتوى العربي تبعث على التفاؤل. فكافة البيانات حول التوزيع السكاني والقطاع الرقمي تشير إلى اتجاه واحد، وهو اتجاه تصاعدي. ولتحقيق ذلك، يجب أن يقوم ناشرو المحتوى العربي أولاً بتأسيس شركات محلية طيبة السمعة وقادرة على التدرّج والنمو والتي يمكن توليد الأموال منها. والمستثمرون يتابعون باهتمام بالغ حالياً ما يفعله رواد الأعمال في المنطقة في هذا المجال".
تجدر الإشارة هنا أن 40 في المئة من سكان منطقة الشرق الأوسط لديهم خدمة إنترنت و87 في المئة منهم لديهم إنترنت في المنزل. والمستخدمون في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تحديداً يقضون ما بين سبع إلى ثمان ساعات يومياً على الإنترنت، خمس ساعات منها بواسطة أجهزتهم المكتبية وثلاث ساعات بواسطة هواتفهم المتحركة.
كما أن نصف سكان المنطقة هم دون سن 25 عاماً وهم يشكلون الفئة العمرية الرئيسية الأكثر استخداماً للإنترنت على الهواتف المتحركة والأجهزة اللوحية. ويبحث الشباب بشكل متزايد عن محتوى محلي جديد بدلاً من المحتوى العالمي المعدل ليتلاءم مع متطلبات المنطقة علماً أن الجيل الجديد يفضل المحتوى العربي على المحتوى الإنجليزي. فبحسب "عرب ميديا أوتلوك 2009-2013" فإن 60 في المئة من الناطقين باللغة العربية يفضلون تصفح محتوى الإنترنت باللغة العربية. ويرتفع هذا الرقم إلى 97 في المئة في المملكة العربية السعودية ومصر.