يُشارك منتخبنا الأولمبي لكرة القدم هذه الأيام في بطولة غرب آسيا للمنتخبات الأولمبية بالعاصمة القطرية، وتضم مجموعته إلى جواره منتخبي السعودية وإيران، وكانت البداية يوم أمس الأول بالخسارة على يد الإيرانيين بهدفين نظيفين.
الخسارة واردة وطبيعية في كرة القدم، وحتى أقوى منتخبات وفرق العالم تخسر بأكبر من هذه النتيجة، لكن ما يحصل أحياناً في المباريات من تفاصيل هو الغريب، فقد أتيحت لي الفرصة لمشاهدة جزء يسير من المباراة، ولم أشاهد منتخباً بالمعنى الحقيقي يُجابه الفريق الإيراني، ولم تكن هنالك أية تسديدة أو محاولة على مرمى الخصم في الفترة التي شاهدتها، وبعد التواصل مع بعض المدربين الذين شاهدوا اللقاء كاملاً اتضح أن منتخبنا لم يقم بأية تسديدة أو محاولة خطيرة على المرمى الإيراني طيلة التسعين دقيقة وليس في الفترة التي شاهدتها فقط!، وبالتأكيد هذا وضع غريب للغاية لأي فريق.
لن أتحدث هنا عن فترة إعداد منتخبنا لهذه البطولة والتي كنا محظوظين فيها عندما تلقينا دعوة من الاتحاد الصيني لخوض مباراتين مع منتخب بلادهم على أرضهم، لكن أشير إلى نقطة مهمة تحدثت بشأنها مع أحد «الفنيين» القريبين جدّاً من اتحاد الكرة، وهي تختص بالفارق بين منتخبنا والفريقين الآخرين في المجموعة من ناحية خوض المباريات، فإيران لديها دوري للرديف (للاعبين أقل من 23 عاماً)، والسعودية أيضاً لديها دوري الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) للاعبين في هذه السن أيضاً، وبالتالي فإن لاعبي هذين المنتخبين يخوضون المباريات باستمرارية طيلة العام من دون توقف، ولذلك لديهم خبرة المباريات والاحتكاك وهو ما يجعل تواجدهم في مباريات المنتخب ليس بالأمر الغريب عليهم، بالذات كونهم متعودين على الأجواء التنافسية في دوري 23 سنة لديهم، بينما لو ألقينا نظرة سريعة على التشكيلة الأساسية لمنتخبنا والتي خاضت مباراة إيران سنجد أنه ربما ثلاثة لاعبين فقط وإن بالغنا فسنقول أربعة ممن يلعبون باستمرار مع أنديتهم في فئة الكبار بالدوري المحلي، وهنا نتحدث عن التشكيلة الأساسية فما بالكم بالاحتياطيين!، وبالتالي حينها لا غرابة في عدم تسديد أية كرة باتجاه مرمى إيران بلاعبين لا يلعبون طيلة الموسم إلا دقائق معدودة فقط!، بل إن حارس مرمانا سيد عباس جعفر إن لم أكن مخطئاً فإنه لم يخض أية دقيقة مع فريقه الأهلي الموسم الماضي بدوري الدرجة الأولى!.
نحن نعلم مدى صعوبة إقامة دوري رديف في الوقت الحالي؛ بسبب الأمور المادية في المقام الأول، لكن من المُمكن أن نبدأ خطوات أولية اتفق معي فيها «الفني» الذي تحدثت معه، مثل البدء بهذا الدوري حتى وإن كان بعدد يسير من الأندية التي بإمكانها تغطية تكاليف ذلك، ولتقليل المصروفات من المُمكن أن يتم فرض قيادة هذه الفرق لمدربين وطنيين، وهذا ليس من باب «رخص» المدرب المواطن، بل كونه لا يكلف كالأجنبي من مصاريف أخرى كالسكن والسيارة وما شابه، وحينها سنضرب عصفورين بحجر، وهي ضمان استمرارية هؤلاء اللاعبين في المباريات بالإضافة إلى زيادة الفرصة التدريبية للمدربين المواطنين، وممكن أن يكون اتحاد الكرة شريكاً في التكاليف بنسبة معينة، من خلال تقليل مصاريف بعض الأمور غير ذات الأولوية في الاتحاد ووضعها في هذا الجانب.
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 4774 - الجمعة 02 أكتوبر 2015م الموافق 18 ذي الحجة 1436هـ
ايران هي السبب
ايران هي السبب