روسيا بدأت أمس بتنفيذ غارات جوية على أهداف لتنظيم «داعش» في سورية، وصرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده ستستهدف الجهاديين في سورية قبل أن «يصلوا إلى بلادنا»، مؤكداً أن «السبيل الوحيد لمواجهة الإرهاب في سورية هو القيام بعمل استباقي». قيام المقاتلات الروسية بهذا العمل العسكري يختلف كثيراً عن ما تقوم به المقاتلات الأميركية وحلفاؤها من الناحية العملياتية، ولكن الأهم من كلِّ ذلك فإنّ هناك اختلافاً جوهرياً في المعنى.
إن الولايات المتحدة الأميركية انفردت منذ انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفياتي بالعمل العسكري العابر للقارات، وبالحجم الذي يؤثر في المعادلات السياسية في مختلف مناطق العالم، وهذا كله كان تحت مظلة «الهيمنة» hegemony التي تتمتع بها أميركا دون غيرها، سواء كان من ناحية القوة العسكرية في الجو أو البحر أو الجيش المحمول بحراً (المارينز)، أم كان من الناحية المالية والاقتصادية والتقنية.
تحت هذه المظلة الأميركية نشأت بيئة «العولمة» منذ نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات من القرن الماضي، وهي بيئة طرحت نمطاً جديداً من التفاعل والتكامل بين الناس والشركات والحكومات. هذا التفاعل أصبح ممكناً بفضل تحرير التجارة الدولية وخصخصة القطاعات العامة وتحرير أسواق المال وانتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والهواتف الذكية.
لقد وعدت العولمة من يقبلها ويدخل في أطرها من الدول والمجتمعات بتنمية اقتصادية ورخاء قائم على التنافس الشفاف في الكفاءات والممارسات والأداء. كما وعدت العولمة بانفتاح المجتمعات والثقافات على بعضها البعض بما ينشر قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية.
غير المنتقدين لتلك العولمة تحدثوا على أنها مناسبة لبيئة تقودها أميركا، وتصُبُّ في مصلحة الشمال (إن كان هناك شمال) على حساب الجنوب. كما أن الإخفاقات الكثيرة في الشرق الأوسط ومناطق أخرى في العالم أوضحت أن المصالح تتقدم على القيم. هذا إضافة إلى أن انتشار تقنية المعلومات لم يؤدِّ إلى التعددية المرجوّة، بل إن التنظيمات الإرهابية وثقافة الكراهية تنفست وانتشرت بصورة لم يتوقعها أحد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. كما أن الحركات الإرهابية التي تعلن الولايات المتحدة القضاء عليها بين فترة وأخرى، سرعان ما تعود وتبرز للسيطرة على منطقة هنا، أو مدينة هناك. وهكذا وصلنا إلى الفترة الحالية، حيث ينفلت الزمام في عدة مناطق وبلدان، بينما تعجز الأطر والتحالفات والمبادرات عن تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والرخاء، وغيرها من الأهداف التي بشّر بها دعاة «العولمة».
إن ما يحدث حالياً في سورية خصوصاً، والشرق الأوسط عموماً، يوضح أن مرحلة جديدة قد بدأت، ربما أنها مرحلة «ما بعد العولمة»، وهي مرحلة تدخل قوى أخرى فيها لمشاركة، ومنافسة، أميركا في نشاطات وعمليات كانت محجوزة لها (ولحلفائها) حصرياً.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4772 - الأربعاء 30 سبتمبر 2015م الموافق 16 ذي الحجة 1436هـ
احم احم
هو مافي شي اسمه عولمة ؟ الافكار الصحيحة راح تطغي على الافكار الشادة ؟ كان العالم يحكم باجماع الدول العظمى بعد شد وجذب اما الحين العالم اقتنع بان الرسمالية محتاجة للحد من الايمان بالفرد ؟ والاشتراكية الشيوعية ابصبحت تدرك حاجة الفرد وملكيته او الانا في داخله ؟
اما احنا سعداء للحين ما نعرف موقعنا من الحدث ؟ لكن بعد انفراد الغرب بحكم العالم وتفهم الشرق لمغامرات امريكا والغرب ؟ اكتشف العالم انه قريب من بعضه وان اختلفوا على الاسلوب في حكم العالم ؟
نعيش ونشوف
احنا جالسين نطمش على مرحلة كسر العظم
والغلبة للاقوى... الله يساعدك يالشعب السوري