المستلزمات المدرسية وشراؤها تستهلك من ميزانية الأسر بصورة كبرى لذا يجب عدم إهمالها والحفاظ عليها من قبل الأبناء الطلاب والطالبات، من باب عدم هدر وتخريب المستلزمات مما يستدعي وضع ميزانية أخرى لشراء غيرها، كذلك يجب غرس المسؤولية والحفاظ على الممتلكات الخاصة للفرد والاعتناء بها.
وقد استعرضت الأخصائية النفسية نور علي في حديثها لمجلة "سيدتي" أهم الطرق لتوعية الأبناء وإرشادهم للحفاظ على المستلزمات المدرسية طيلة العام.
قواعد السلوك السليم
قد تغفل بعض الأسر عن غرس بعض قواعد السلوك الهامة في الأبناء والتي تهتم بأهمية الحفاظ على الممتلكات الخاصة كذلك العامة وعدم التبذير والاستهانة بإهمالها معتمدين على الآباء بتعويضهم غيرها باستمرار في حالة التلف. هذا فيما يخص الممتلكات الخاصة، أما العامة فقد يستهتر بها الأبناء من منطلق أنها ليست أغراضهم ولن تتم مساءلتهم على الأضرار التي ألحقوها بها، لذا على الوالدين الاهتمام بتوعية الأبناء فيما يخص ذلك لتعزيز السلوكيات الإيجابية والحد من الإسراف في المستلزمات المدرسية.
الطرق السوية لتوعية الأبناء
بدايةً يجب البعد كل البعد عن استخدام الأسلوب العنيف والعقاب الصارم من خلال الضرب أو الصراخ بالصوت العالي لتنبيه الأبناء على أخطائهم، ولكن يجب إيصال المعلومة لهم من منطلق الترغيب دون الترهيب، وباستخدام أيسر الطرق المنوعة والتي قد تتمثل في التالي:
- مشاركة الأبناء في شراء المستلزمات المدرسية ليشعروا بقيمتها.
- تنمية وغرس قيمة الحفاظ على الممتلكات للاستفادة منها لأطول وقت ممكن من خلال ثقافة المحبة، فكلما أحب الطفل أغراضه كلما زاد اهتمامه بها وحافظ عليها.
التدريب على التنظيم
كما يُقال دائمًا التعليم في الصغر كالنقش على الحجر لذا من الرائع والهام تدريب الأبناء منذ الصغر على الاهتمام بالتنظيم، بدايةً من ألعابهم ودفاتر التلوين الخاصة بهم ومعرفة مكان الأغراض وأين توضع بعد الانتهاء من استخدامها، واللعب والتسلية بها، في تلك المرحلة سيصادف الوالدين إهمال من قبل الأبناء من كسر الألعاب وتدمير الألوان كذلك بعثرتها هنا وهناك بعد أن ينتهي الوقت الخاص بها، من هنا يجب على الوالدين التنبيه على خطأ التصرف وإن تكرر الأمر يتم استخدام التهديد بعدم شراء احتياجات غيرها إن تم تخريبها، وبالمرحلة الأخيرة يستخدم الوالدان العقاب من خلال منع استخدام الأشياء المحببة للطفل لفترة أو احتجازه في غرفته، كذلك يتم التعامل مع الأبناء في حالة إهمالهم للأدوات المدرسية الخاصة بهم، لذا نجد من الهام أن يكثف الوالدان سن قوانين وتعويد الأبناء على النظام والترتيب ليسيروا عليه خلال مستقبلهم العلمي والعملي.
إفهام الأبناء أهمية الحفاظ على أغراضهم
الطفل مخلوق ذكي ويجب التعامل معه بمهارة شديدة، وإيصال المعلومة له من خلال الشرح والفهم بسرد بعض القصص، كأن يأتي أحد الوالدين بغرض قديم يحتفظ به ويعرضه للأبناء ويشرح لهم كيف حافظ واهتم به ليظل معه لسنوات عديدة، من هنا يستثمر الفرصة لشرح أهمية الحفاظ على الأغراض بشكل عام والتطرق إلى الأغراض المدرسية، وإيضاح أنّ الطالب المنظم هو من يحافظ ويرتب أغراضه ولا يهملها ويستهين بها، كذلك ذكر بعض القصص عن الإسراف والتبذير التي تشمل عواقب متعددة.
الحفاظ على النظافة
الكثير من الأبناء يتعاملون مع أغراضهم المنزلية بصورة عشوائية تعرضها للتخريب كعدم الاهتمام بنظافة الحقيبة ورميها هنا أو هناك على الأراضي المتسخة، وعدم الاهتمام بالزي الرسمي للمدرسة والحفاظ عليه، كذلك عدم الحفاظ على نظافة الكتب المدرسية والأدوات الخاصة بالدراسة مما يعرضها للتلف، وتفاديّا لذلك يجب البدء مع الأبناء تدريجيًّا بالتوجيه وتخصيص وقت تجهيز الجدول المدرسي اليومي بتنظيف الحقيبة والحذاء من قبل الطفل بمساعدة أحد الوالدين، وضع الكتب في أماكنها الصحيحة كي لا تتعرض للقطع، بالإضافة إلى أهمية أن يكون الآباء هم مصدر القدوة الحسنة للأبناء وفي هذا محفز للطفل على تقليد آبائهم في سلوكهم.
الترغيب بالهدايا وعبارات الثناء
إحدى العوامل المحفزة للأبناء هي سماع كلمات الثناء والمدح من قبل الوالدين على تصرفاتهم إن أصابوا لذا من الرائع استغلال الفرص التي يقوم بها الأبناء في الالتزام بالمحافظة على أغراضهم المدرسية حتى إن كان في أسبوعهم الأول من الدراسة بالثناء عليهم وعلى اهتمامهم ونظافتهم وترتيبهم ووصفهم بالطلبة المثاليين، كذلك بإمكان الوالدين إهداء الأبناء هدايا من فترة لأخرى تعبيرًا عن سعادتهم في الحفاظ على أغراضهم لأطول فترة، وهذه الطرق لها عدة مزايا؛ حيث تسعد الطفل وتعطيه دافعًا قويًّا للاستمرار في التصرف الصحيح، كما تصل المعلومة بصورة مبسطة للطفل على أنّ تصرفه كان صحيحًا فاستحق عليه أن ينال ما يحب.
المواجهة الحازمة لمتنمري الدراسة
أكثر المشكلات التي دائمًا ما يعاني منها الأبناء والوالدين كذلك تعرض الأبناء للعنف وسرقة أغراضهم المدرسية بقوة من قبل بعض زملائهم المتنمرين، مما يصيب الأبناء بأضرار نفسية وإهمالية، لذا يجب على الوالدين أن يقدما التوعية للأبناء بأسلوب مبسط كأن يقولا لهم:" إن أخذ أحد زملائك أغراضك من قلم أو ممحاة يجب عليك إبلاغنا لنسترجعها لك، أو إبلاغ معلم الفصل بذلك، دون الخوف من الزميل المتنمر"، كذلك قد يستغل بعض زملاء الدراسة ضعف شخصية زميلهم فيبتزونه بأخذ أغراضه من باب (أعطنا لكي نحبك ونصادقك) من هنا يجب أن يوضح الوالدان للأبناء أنّ الصديق المخلص والمحب لن يطلب مقابل صداقتك شيئًا، كما يجب زرع الثقة في نفوس الأبناء وتقوية شخصيتهم بإيضاح قصص وتجارب تفيد أنّ الأخلاق الحسنة والتعامل السوي والدفاع عن الحق كلما كان في الفرد كلما زادت عليه محبة الغير وبنيت الشخصية على أسس سليمة.