اعتبر الرئيس التنفيذي لشركة «أسبن» الأميركية للبرمجيات الخاصة بمصافي تكرير النفط ومصانع البتروكيماويات وغيرها، انطونيو بيتري أن هبوط أسعار النفط سيساعد مصافي التكرير حول العالم على زيادة استثماراتها في مجال تطوير أعمالها خصوصاً في البرمجيات المساندة لعمليات الإنتاج.
وقال بيتري الذي تطور شركته برامج تحسن من الإنتاج وترفع ربحية المصافي النفطية ومصانع البتروكمياويات في لقاء مع «الوسط» أن علاقتها مع البحرين والشركات البحرينية وثيقة، وأنها ملتزمة باستمرار عمل مكتبها الإقليمي في البحرين والذي افتتحه قبل عدة سنوات ويخدم أسواق المنطقة ومن ضمنها المملكة العربية السعودية التي تستضيف شركات بتروكيماويات ونفط عملاقة.
وبشأن تطورات الأسعار قال بيتري «إنها أخبار سارة» بالنسبة لشركته وأن الشركات النفطية تستطيع الاستثمار الآن في مصافي النفط الكبيرة مع انخفاض أسعار المواد الخام ويساعدها على الإنفاق على تحسين الأداء والاستثمار في البرمجيات المتطورة الكفيلة بتحسين الأداء ورفع الكفاءة.
وأشار إلى أن شركته بصدد تطوير برنامج جديد في المدى المستقبلي بأن يتم مراقبة المصانع كأصول دائمة والحفاظ على هذه الأصول من حيث الصيانة.
وفي ما يلي نص اللقاء:
شركة أسبن تك» Aspen Tech تعتمد على قطاع النفط بصورة رئيسية، هل تعتقد أن هبوط أسعار النفط سيقلص من إنفاق الشركة على التقنيات التي توفرها الشركة؟
- لم يعد التحسين خياراً بعد اليوم، بل هو ضرورةٌ تجاريةً ملحّة. وإن التقلّب في أسواق المواد الخام وأسعار الطاقة قيّدا الميزة التنافسية لعمليات تكرير النفط وإنتاج البتروكيماويات والكيماويات في الشرق الأوسط. وتركز المنطقة على تطوير المصافي الضخمة ومحطات البتروكيماويات الكبيرة والمتكاملة وذات المستوى العالمي من حيث حجمها وتعقيدها. ولذلك، تحظى الحاجة إلى برمجيات تحسينٍ متكاملةٍ بأهميةٍ في السوق اليوم، وذلك للمساعدة في تعزيز الربحية من خلال التحسين الأمثل للأصول.
يدرك عملاؤنا في الشّرق الأوسط أنه يجب على من ينشدون النجاح أن يكونوا مقتصدين وفعالين وقادرين على التكيف بسرعةٍ مع ديناميات السوق. وإن الرغبة في البقاء ضمن دائرة المنافسة تدفع المصنّعين إلى الاستمرار في استخدام محموعة أدوات حزمة برمجيات aspenONE التي تقدمها أسبن تك بغية إنجاز عمليات التخطيط والجدولة المتكاملة بصورةٍ أمثل، ما يحسّن عمليات التصنيع وسلسلة التوريد. وإن ميزة تجنّب الممارسات المنغلقة التي توفرها حزمة برمجياتنا المتطورة تساعد في تمكين المهندسين المحليين ليصبحوا صنّاعاً أكثر فعاليةً للقرار فيما يتعلق بتخطيط العمليات وتحسين كفاءتها إضافةً إلى الاستفادة المثلى من الطاقة والقيام بعمليات التحليل المتعلقة بالسلامة. ولذلك، فإننا نرى أن تركيز مصافي النفط وشركات البتروكيماويات في الشرق الأوسط يبقى منصباً على اعتماد برمجيات أسبن تك الخاصة بالتحسين بمثابة معيارٍ ثابتٍ من أجل تحقيق المنافسة التجارية والتفوق التشغيلي، ما يساهم إلى حدٍ كبيرٍ في التغلب على التعقيدات وتعزيز الكفاءة وسط سوقٍ مضطربة.
الشركة اتخذت من البحرين مقراً لها في 2009 وارتفع عدد الموظفين من موظفين فقط إلى أكثر من 25 موظفاً، ماذا تفسر هذه الزيادة في الأرقام وهل هناك نية لتوسيع أعمالكم؟
- في الوقت الذي يواصل فيه عملاؤنا اعتماد برمجيات aspenONE بمثابة معيار للعمل ويوسعون من استخداهم لأدواتنا المتكاملة، فإنّ شركتنا تنمو في المنطقة، فضلاً عن أن خبرتنا الهندسية والتصنيعية تتطور قدماً. ولدينا في الوقت الحالي مكتبان رئيسيان، وهما مكتب أبوظبي إضافةً إلى مقرنا في البحرين، كما أننا نملك مكاتب فرعية في عُمان وقطر والمملكة العربية السعودية. وإضافةً إلى ذلك، لدينا موظفون دائمون مقيمون في الجزائر ويقدمون الدّعم إلى منطقة شمال إفريقيا.
تستخدم أسبن تك المواهب المحلية في إنجاز العمل والتدريب عليه بغية بناء الخبرة. ويتم توجيه الخبرات نحو المجالات الرئيسية للعمل كعمليات البيع والأعمال الاستشارية. ولدينا برنامج متخصص لاستقطاب خريجي الجامعات (CHP) والذي يقوم على التوجيه، حيث نعتمد فيه على تدريس أولئك الخريجين في فصولٍ دراسية، وعلى التدريب القائم على شبكة الإنترنت فضلاً عن تمرينهم على العمل في سبيل تطويرهم.
تعتزم البحرين توسيع الطاقة الاستيعابية لمصفاة النفط بابكو وهو من أحد المشروعات التي يجري العمل عليها حالياً في البحرين، ماذا يمكن أن تقدم الشركة في هذا المجال وهل أنتم متفائلون بالحصول على عقود لتوريد برمجيات خاصة بالمصفاة؟
- تحسن زيادة السرعة التشغيلية من خلال التخطيط والجدولة المتكاملين عمليات الشراء والإنتاج وسلسلة التوريد. حيث تحسّن نمذجةُ العمليات ومحاكاتها دورة حياة المحطة بأكملها بالصورة المثلى، وذلك بدءاً من التصميم ومروراً بالإنتاج بصفةٍ يومية. ولذلك، ينبغي النظر إلى برمجيات التحسين بمثابتها ميزةً تنافسيةً وليس مجرّد تكلفةٍ تتكبّدها الأعمال التجارية. ومن شأن الشركات المصنّعة في الشرق الأوسط من خلال اعتمادها برمجيات التحسين بمثابة معايير ثابتة على مستوى الشركة أن تقلّل من أزمنة التنفيذ إلى الحدّ الأدنى مع زيادة الإفادة من الأصول إلى الحدّ الأقصى، إضافةً إلى تسريع زمن الوصول إلى السوق، وزيادة قدرة الإنتاج على جذب الزبائن، فضلاً عن تعزيز القدرة التنافسية. لقد اعتمدت العديد من المصافي وشركات الكيماويات حزمة برمجيات aspenONE® لتحسين عمليات التصنيع الخاصة بصناعات الطاقة والمواد الكيماوية والصناعات الهندسية والإنشائية وغيرها من الصناعات التي تقوم بتصنيع المنتجات من خلال عمليةٍ كيميائية. وتبتغي الشركات من خلال اعتمادها aspenONE بمثابة معيارٍ ثابت بلوغ أهدافها التجارية والتشغيلية. حيث يمكّن تزويد الأفراد ببرمجياتٍ بديهيةٍ أكثر مرونةً المشغّلين لدينا من اتخاذ قراراتٍ أسرع وأكثر وعياً.
لقد نجحت العديد من مصافي النفط وشركات البتروكيماويات الرائدة في اعتماد برنامج التحكم في العمليات المتقدمة الذي ينتمي إلى حزمة برمجيات aspenONE وحققت عائداً ممتازاً على الاستثمار. ويساعد برنامج Aspen DMC3 في حلّ مشكلات التحكّم مهما كان حجمها، كما نجح تطبيقه فعلياً في التغلب على جميع مشكلات التحكم أثناء عمليات التكرير ومعالجة المواد الكيماوية والبتروكيماوية. وهذا يساعد إلى حدّ كبيرٍ في تحسين الأداء المالي للمحطات، حيث حققت الشركات منافع تتمثل في زيادةٍ تتراوح بين 3 في المئة و5 في المئة في الطاقة الإنتاجية القصوى وفي الحدّ من استخدام الطاقة بنسبةٍ تتراوح بين 3 في المئة و5 في المئة.
يتمثل المكسب الأكبر من وراء استخدام نهج تحسين العمليات من أسبن تك في النتائج الملموسة التي تعود بها هندسة العمليات المتكاملة لدينا، وتتضمن هذه النتائج تحسين سير الأعمال الهندسية بنسبةٍ تساوي نحو 10 في المئة، إضافةً إلى توفيرٍ نسبته 30 في المئة في رأس المال والتكاليف التشغيلية بفضل التحسينات التصميمية الكامنة في هذا النهج، فضلاً عن تحسن جودة العمليات الهندسية وكفاءتها بنسبة 10 في المئة إلى 20 في المئة. وتتيح الابتكارات المتطورة التي تحملها الإصدارات الأخيرة من حزمة برمجيات aspenONE المتكاملة وصول المستخدمين إلى درجة الإتقان بصورةٍ أسرع، حيث مكّن ذلك المزيد من العاملين في مجالات الهندسة والعمليات والتخطيط والجدولة من الاستفادة من ميزة التحسين ضمن كل مرافق الشركات.
هل لك وصف العلاقة بين شركة أسبن والزبائن في البحرين خصوصاً شركة بابكو وما هي المشروعات التي عملتم فيها في البلاد؟
- لقد قمنا على مر السنين ببناء علاقاتِ عملٍ وثيقةٍ مع شركات النفط والغاز والكيماويات في الشرق الأوسط لمساعدتها في تحسين أصولها وتعزيز كفاءات عمليات التشغيل فيها. واليوم، يتمتع الشرق الأوسط بمكانةٍ متميزةٍ فيما يتعلق بالمواد الخام الطبيعية يتفوق فيها على المنتجين الآخرين في جميع أنحاء العالم، وذلك في ظلّ سوقٍ شديدة التنافس والاضطراب. ويمثل الشرق الأوسط منطقةً استراتيجيةً رئيسيةً ضمن خطة أسبن تك للنمو، والتي تهدف إلى توسيع موقعها الريادي في سوق عمليات التحسين.
وتتعامل أسبن تك مع المجموعة التالية من العملاء: أرامكو السعودية، شركة سابك، شركة بريتيش بتروليوم، شل، إكسون موبيل، شركة نفط البحرين (بابكو)، مجموعة أدنوك، شركة بتروفاك، شركة البترول الوطنية الكويتية، شركة نفط الكويت، قطر للبترول وقطر غاز وقطر للمواد الكيميائية، راس غاز، قطر للأسمدة، شركة النفط العُمانية للمصافي والصناعات البترولية وغيرهم الكثير.
يساعد استثمارُ بابكو لحزمة برامج أسبن تك في تحقيق الاتساق بين القرارات التشغيلية اليومية في المحطات وبين الأهداف المؤسساتية والمالية فيها، وهو شرطٌ حاسمٌ لزيادة الإنتاجية الشاملة. وتضم حزمة aspenONE تطبيقاتٍ تصنيعيةً وهندسيةً وتطبيقاتٍ خاصةً بسلسلة التوريد، وقد ساهمت هذه التطبيقات في نجاح بابكو، ويشمل هذا النجاح تحسين العمليات وتشديد التحكم وتعزيز الجودة الشاملة.
ومن بين حزمة برمجيات التصنيع، تستخدم بابكو برنامج أسبن تك للتحكم في العمليات المتقدمة (APC) للحفاظ على كفاءاتٍ تشغيليةٍ عالية ضمن محطات المعالجات (حيث أثبت برنامج التحكم في العمليات المتقدمة قدرته على تحقيق متطلبات السلامة والالتزام بالقيود الخاصة بالعمليات مع السير بالمعالجة بطريقةٍ تعطي منتجات ذات قيمةٍ أعلى). وقد تبين في ضوء عمليات مراجعة المراقبين القانونيين، كدراسة Solomon APC، أن بابكو تحقق «الدرجة الأولى» من الأداء من بين مجموعاتٍ متعددةٍ من وحدات المعالجات موضع المقارنة. وإن الفجوة المقدرة بينها وبين وحدات المعاجلة ذات «الأداء الأفضل» تكاد لا تذكر. ويتوقع أن الأدوات والميزات الجديدة المتوافرة في حزمة برامج aspenONE من شأنها الحدّ من الجهود الهندسية وأن تسرع من انتشار وتداول تطبيقات التحكم في العمليات المتقدمة.
وتجسد أداة Aspen PIMS الأداة التي تسهل عمليات التخطيط على مستوى المؤسسة لدى شركة بابكو، وذلك من خلال تحسين تقييم المواد الخام، وإنتاج حجر السجيل، وتصميم المحطات وعملياتها، ما يمكن محطات بابكو من العمل بأعلى درجةٍ من الكفاءة والربحية. ومن بين حزمة البرامج الهندسية، تمثل أداة Aspen HYSYS أداة النمذجة التي تستخدمها بابكو للتصميم المفاهيمي والتحسين وتخطيط الأعمال وإدارة الأصول ورصد الأداء أثناء إنتاج النفط والغاز، فضلاً عن معالجة الغاز وتكرير النفط.
مع وجود مشروعات لبناء مصافٍ جديدة في الكويت ومصانع للبتروكيماويات في الخليج، كم تتوقعون الزيادة في أعمالكم؟
- وضعت الحكومة الكويتية خططاً لزيادة طاقة التكرير في البلاد إلى 1.4 مليون برميل يومياً بحلول عام 2018. وثمة التزامٌ بتوسيع إدخال مشاريع العطريات والأوليفينات في المنطقة والدخول إلى القطاع المتخصص في صناعة البتروكيماويات فيها أيضاً. وإننا نشهد من خلال إضافة القيمة إلى صناعة البتروكيماويات، أن من شأن مصافي النفط في الكويت أن تواصل نموّ سلسلة إنتاجها وأن وتخفف من وطأة المنافسة من قبل الأسواق الأخرى. وخلال دراسة حالةٍ تمت مؤخراً، استخدمت إحدى شركات الكيماويات الحديثة أداة التحكم في العمليات المتقدمة (APC)، حيث حدّت بفضل ذلك من التباين، كما حسنت من أداء المحطات أثناء إنتاج الأمونيا. وقد كانت المنافع من وراء ذلك كبيرة. حيث خفضت الشركة من التباين في تسرب الميتان (CH4) بنسبةٍ تقارب 50 في المئة، كما أنها حدّت من التباين في الأوكسجين O2 الفائض بنسبة 75 في المئة، كما قللت من تباين درجة حرارة مخرج أجهزة إصلاح البنزين بنسبة 60 في المئة وحسنت من إجمالي استقرار المحطة وساعدت في تثبيت شروط المعالجة بطريقةٍ من شأنها تسهيل التشغيل. وستتواصل فرص أسبن تك في توسيع أعمالها في المنطقة مع استمرارنا في بذل الجهود في سبيل تقديم حلول مبتكرةٍ تساعد عملاءنا في تحسين أصولهم ودفع قدرتهم التنافسية قدماً إضافةً إلى تعزيز أرباحهم.
العدد 4770 - الإثنين 28 سبتمبر 2015م الموافق 14 ذي الحجة 1436هـ