أتذكر حينما تولى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة رئاسة المجلس الأعلى للشباب والرياضية في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، حرص على عقد اجتماع موسع لرؤساء الأندية الوطنية والاتحادات الرياضية بحضور رجال الصحافة والإعلام الرياضي، ألقى خلاله كلمة أوضح فيها بعض الأفكار المهمة التي تخص قطاعي الشباب والرياضة. وطالب المسئولين في الهيئات الرياضية الرسمية بضرورة تشجيع تفعيل دور الجمعيات العمومية وإعطائها الصلاحية الكاملة من أجل تقويم عمل مجالس إدارات الأندية والاتحادات الرياضية ومراقبة عملها، واختيار الأعضاء المؤهلين ذوي الخبرة لعضويتها، والاهتمام بحضور الاجتماعات السنوية من أجل التصديق على التقرير الإداري والمالي... إضافة إلى عقد اجتماع غير عادي حين تكون هناك رغبة في حل مجالس الإدارة بسبب فشلهم في إدارة اللعبة أو إسقاط عضوية الأعضاء غير الفاعلين.

إلا أن ما حدث بعد ذلك جاء مخالفاً تماماً لهذه التوجيهات. فقد بدا التراجع واضحاً فاضحاً في العديد من المواقف الرياضية التي تقتضي أن يكون للجمعية العمومية قرار نهائي فيها وكان آخرها اجتماع الأندية الأعضاء في اتحاد كرة القدم واتفاق 14 نادياً من أصل 19 نادياً هم عدد أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم على زيادة عدد أندية الدرجة الأولى وهو حق أصيل شرعه لها القانون، إلا أن اتحاد الكرة - للأسف - أدار ظهره لقرار هذا الاجتماع لكي يثبت بأنه أقوى سلطة من الجمعية العمومية، وقادر على شطب قرارها بجرة قلم ومن تصريح صحافي ينشر في الصحف المحلية!.

حقيقة أنا لا ألوم مجالس إدارات الاتحادات الرياضية التي أصبحت سلطتها هي الأقوى. ولكني اعتب وألوم الأندية أعضاء الجمعية العمومية الذين رضوا بهذا الوضع على رغم علمها جيداً بما تنص عليه بنود اللائحة النموذجية التي تخولها أن تكون صاحبة القرار النهائي في أي تنظيم للمسابقة المحلية... كما وأن الأندية هي التي ستشارك بفرقها وهي التي تجهزها وتعدها وتصرف على لاعبيها وأجهزتها الفنية والإدارية وتعتني بها.

لذلك أؤكد أنه كان الأجدر من اتحاد الكرة قبل أن يعلن عن رأيه في قرار الأندية الأعضاء ويعلنها إلى الصحافة المحلية أن يتدارس مقترح زيادة عدد الأندية في اجتماع رسمي لمجلس إدارة الاتحاد. وحينما يجد أن القرار يتعارض مع خططه وبرامجه يطلب عقد اجتماع مع الأندية لمناقشة الاقتراح وتقديم مبررات الرفض وحينما يتم الاتفاق على القرار الأنسب يعلن عنه بشكل رسمي.