تعالت اصوات الصافرات وحلقت المروحيات فوق رؤوس الحجاج فيما كانت عشرات عربات الاسعاف تنقل الضحايا واحدا تلو الاخر بعد حادث التدافع الماساوي الذي اودى بحياة ما يزيد عن 700 شخص اليوم الخميس (24 سبتمبر/ أيلول 2015) في مشعر منى في مكة المكرمة.
واصيب اكثر من 800 شخص في الكارثة التي تعد الاسوأ التي يشهدها موسم الحج خلال 25 عاما.
ووقع الحادث بينما كان الحجاج يرمون الجمرات الثلاث.
وفي مستشفى طوارىء منى، احدى المنشات الطبية الاربع التي تعالج الضحايا، هبطت مروحية فيما كانت تصل عربات الاسعاف الى المستشفى واحدة تلو الاخرى.
وشوهد الحجاج الجرحى ينقلون على نقالات وقد وضعت على صدورهم شارات تحمل معلوماتهم الشخصية، فيما ابعد ضباط الامن المارة الذين كانوا يحاولون استراق النظر.
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس امرأة يحملها اربعة رجال.
كما شوهدت امرأة افريقية غائبة عن الوعي يتم نقلها على كرسي متحرك الى داخل المستشفى فيما سارعت فرق الاسعافات الاولية الى فحص نبضها.
وانتقلت فرق طبية اخرى الى موقع التدافع عند جسر الجمرات الذي يضم الجمرات الثلاث وتجاوزت كلفة بناؤه مليار دولار.
ويمتد الجسر المؤلف من خمسة طوابق لمسافة كيلومتر ويسمح لنحو 300 الف حاج في الساعة برجم الجمرات.
وذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان اكثر من 220 عربة شاركت في عمليات الانقاذ.
ووسط الفوضى وفيما كان يجري علاج الضحايا، استمر وصول المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية معتادة.
وجاء الى المستشفى حاج مسن مع ابنتيه يعاني من الدوار بسبب ارتفاع درجات الحرارة والشمس الحارقة.
وصاح ضابط امن "الجميع يشعرون بالدوار يا حجي. خذوهم الى مركز صحي اخر"، فيما كانت عربتا اسعاف اخريان تصلان في نفس الوقت تحملان مزيدا من ضحايا التدافع.
وفيما وقف عدد من الحجاج يتحدثون عن الماساة، بدا ان اخرين لم يسمعوا مطلقا بما حدث.
وحلق العديد من الرجال شعورهم لانهاء الاحرام.
واظهر شريط فيديو على الانترنت جثث الحجاج وهم يرتدون ملابس الاحرام تتناثر في مكان التدافع تحيط بهم الاحذية وزجاجات المياه والمظلات التي كان يستخدمها الضحايا للوقاية من الشمس.
وادى فريضة الحج هذا العام نحو مليوني شخص من السعودية وجميع انحاء العالم.
وفي وقت سابق من الخميس شاهد مراسلو وكالة فرانس برس اثناء عودتهم من موقع مختلف من جسر الجمرات، حاجة كاد ان يغمى عليها عند السلم المؤدي الى الجزء الاعلى من منى.
وقامت امرأتان ترافقانها برش الماء على وجهها وطلبا المساعدة.
وعلى بعد خطوت قليلة دعا رجال الشرطة الحجاج المتعبون الذين جلسوا على جانبي السلالم للراحة، الى النهوض واكمال الرحلة رغم الحرارة.
وعلى طول الطرقات كان رجال الامن يرشون الحجاج بالماء لتبرديهم.
وقال حاج سوداني قبل حادث التدافع "الناس يعانون من الجفاف ويغيبون عن الوعي".
واضاف "انهم يتعثرون ببعضهم البعض" مضيفا ان رفيقه السعودي حذره من ان "شيئا ما سيحدث".