بات الأمر في طريقه رسمياً إلى التطور إلى «أزمة ديبلوماسية عابرة» من العيار «اللطيف» بين الخارجيتين الكويتية والفيليبينية، وذلك بسبب نزاع بدأ يلوح في الأفق أخيراً بين سفارة الكويت في مانيلا ونائبة برلمانية فيليبينية مخضرمة كانت قد اشتهرت على نطاق واسع في العام 1993 عندما كُشف النقاب عن أنها كانت على علاقة غرامية سريّة وغير مشروعة مع الرئيس الفيليبيني آنذاك فيدل راموس ، وفق ما نقلت صحيفة الراي الكويتية اليوم الأربعاء (23 سبتمبر/ أيلول 2015)
بوادر النزاع ظهرت قبل بضعة أيام عندما بدأت النائبة البرلمانية المثيرة للجدل روزماري (بيبي) أريناز في مطالبة سفارة الكويت لدى مانيلا بأن تدفع إليها 5 ملايين بيسو فيليبيني (أي ما يوازي أكثر من 32 ألف دينار كويتي) وذلك على سبيل التعويض عن أضرار وتلفيات تزعم أريناز أنها لحقت بمنزلها الفخم الذي كانت السفارة قد استأجرته كمقر إقامة رسمي للسفير.
وتكمن احتمالات «الأزمة» الديبلوماسية في أن أريناز، البالغة من العمر 77 عاماً، لم تحصر الخلاف التعاقدي بينها وبين السفارة الكويتية، بل قررت أن تسلك قنوات سياسية رسمية، حيث لجأت أخيراً إلى مجلس النواب الفيليبيني طالبة مساعدته في إقناع وزارة خارجية بلادها بأن تتدخل في الأمر كي تحصل على التعويض الضخم الذي تطالب به.
وفي بادئ الأمر ظن الجميع أن أريناز تسعى فقط إلى «وساطة ودية» من جانب خارجية بلادها لدى السفارة الكويتية، لكن النائبة السبعينية فاجأت الجميع عندما تحالفت مع عدد من زملائها في مجلس النواب وأصدروا قراراً برلمانياً رسمياً ينص على «تكليف وزارة الشؤون الخارجية الفيليبينة بأن «تشرع في اتخاذ الاجراءات اللازمة من أجل تسوية النزاع مع السفارة الكويتية وإلزامها بدفع التعويض عن الأضرار التي لحقت بمنزل أريناز».
ووفقا لما جاء في نص القرار البرلماني فإن «أريناز تمتلك العقار رقم 25 الكائن في شارع بيلي في ضاحية ماكاتي الراقية التابعة للعاصمة مانيلا، وهو العقار الذي كانت قد أجّرته إلى السفارة الكويتية كمقر إقامة رسمي للسفير الكويتي بموجب عقد إيجار امتد من أغسطس 2002 إلى العام 2011».
ومضى القرار البرلماني الرسمي مدّعياً: «وللأسف، فإنه لدى إعادة العقار إلى مالكته كان في حال يرثى لها جدا كما أن كثيرا من الأثاثات والأجهزة المنزلية اختفت.... وكنتيجة لذلك اضطرت المالكة إلى إنفاق نحو 3.5 مليون بيسو على التصليحات والترميمات كما أنفقت نحو مليوني بيسو على شراء أجهزة وأثاثات منزلية جديدة».
وزعمت أريناز في سياق القرار أن الأضرار التي لحقت بعقارها شملت أيضا حديقة المنزل التي تعرضت إلى تدمير شديد بسبب نصب خيام ضخمة عليها، علاوة على تنفيذ تعديلات دائمة على منظومة التوصيلات الكهربائية في العقار ككل.
وأردف القرار: «على الرغم من مطالبات التعويض المتكررة، رفضت السفارة الكويتية الإقرار بارتكاب أي خطأ من جانبها كما رفضت تسوية التزاماتها التعاقدية زاعمة أنها لا علم لها مطلقا بأي منقولات مفقودة ومصممة على تجاهل مطالب المالكة (في شأن التعويض)».
تجدر الإشارة إلى أن النائبة البرلمانية روزماري أريناز كانت سيدة مجتمع مغمورة في الفيليبين حتى العام 1993، وذلك عندما أصبحت في مركز فضيحة اثيرت حول الرئيس الفيليبيني آنذاك فيدل راموس، إذ كشفت وسائل إعلام آنذاك عن أن أريناز هي عشيقة راموس السرية، وهو الأمر الذي لم ينفه راموس كما لم يقر به. وبعد مرور عاصفي لتلك الفضيحة، بدأت أريناز في خوض غمار المعترك السياسي مستثمرة في ذلك الشهرة الواسعة التي جنتها من ورائها.
كما يشار في هذا السياق إلى أن أريناز هي أيضاً مالكة لعقارات مؤجرة حالياً إلى سفارات الولايات المتحدة والسعودية وقطر وليبيا والبرازيل والأرجنتين وبنغلاديش في العاصمة مانيلا وضواحيها.
من وين لها الفلوس
في كل مكان بوق و برلمانيين يغتنون على ظهر الشعوب الفقيرة