جاء في نص كلمة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الاحتفال بذكرى اليوم العالمي للسلام، قوله: « فلنقف على مدى المئة يوم المقبلة إلى جانب الملايين من البشر في شتى أنحاء العالم ممن يعانون من آثار العنف والنزاع المدمرة. ولنتبادل الأفكار والخطط لمساعدتهم ودعمهم في أوقات الشدة التي يمرون منها». إلى أي درجة تساعد تلك الخطط في وقف العنف؟ ومتى تستجيب الحكومات والجماعات صاحبة منهج العنف للتوقف عن هذا النزيف البشري؟ وهل جاءت الاحتفالية كإجراء روتيني كنوع من الرسميات السنوية، أم هي لرفع العتب عن أكبر منظمة عرفتها البشرية؟
في كلا الحالتين أصبحت ذكرى السلام وغيرها من الذكريات ما لا يسمن ولا يغني من جوع، إن دخلت في سجال البيانات والتوصيات والأمنيات فقط.
يحتفل العالم سنويّاً باليوم الدولي للسلام في كل أنحاء العالم في 21 سبتمبر/ أيلول، وذلك بناء على ما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة العام 1981م بالاحتفال باليوم العالمي للسلام ليكون متزامناً مع موعد الجلسة الافتتاحية لدورة الجمعية العامة، التي تُعقد كل سنة في ثالث يوم ثلثاء من شهر سبتمبر. وقد احتُفل بأوّل يوم للسلام في سبتمبر 1982م، وفي العام 2001، صوتت الجمعية العامة بالإجماع على القرار 55/8282 الذي يعيِّن تاريخ 21 سبتمبر يوماً للامتناع عن العنف ووقف إطلاق النار. ما يميز احتفالية ذكرى يوم السلام هذا العام أنها تصادف الذكرى السنوية السبعين لقيام الأمم المتحدة، وهي مقبلة لبناء خطة عالمية جديدة للتنمية المستدامة، لذا جاءت ذكرى السلام لتكون جزءاً من هذه الانطلاقة، علها تؤسس لقاعدة موائمة لتأثير الشعوب على هذه المنظمة في قراراتها وسير عملها.
في احتفالية هذا العام، وتحت شعار «الشراكة من أجل السلام، الكرامة للجميع» حثت الأمم المتحدة الأمم والشعوب كافة إلى وقف العنف في هذا اليوم، وإلى إحيائه بالتثقيف ونشر الوعي للشعوب بقيمة السلام وأثره في الحياة العامة، وأننا قادرون على أن نكون كشركاء في السلام، وتهيئة عالم قوامه السلام والازدهار والكرامة للجميع، ولكن ذلك سيكون بعيد المنال، وفق ما أشار إليه بيان بان كي مون من دون «دعم من الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والجماعات الدينية والمنظمات غير الحكومية»، نعم تحقيق السلام يحتاج تضافر الجهود جميعاً لتحقيقه عبر ميثاق شرف لا يتمكن أحد من الأطراف المشتركة الخروج عليه حتى لو اختلفوا.
السلام يعني أن نستنشق الحرية بارتياح، وفي الوقت ذاته أن نعبّر عمّا نريد من دون خشية، ويحق لنا المطالبة بالتغيير من دون أن نواجه أي عنف أو حتى تصنيف بالتخوين، السلام يعني أن نعيش جميعاً باختلاف مشاربنا وأفكارنا وتوجهاتنا في موطننا من دون خوف في يومنا أوغدنا، وألا نخشى على أنفسنا وأولادنا وأهلنا من جوع وأمن وقلة حيلة، السلام يعني أن نساهم في خلقه، وجعله ثقافة وسلوكاً، ولا نكون جزءاً من العنف أو التدمير حتى ولو كان يراد به تعبيراً عن حالة من الكبت والظلم.
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 4763 - الإثنين 21 سبتمبر 2015م الموافق 07 ذي الحجة 1436هـ
اي سلام
فقط شعارات براقه مفرغه من المضمون مانراه على خلاف الشعارات المرفوعه نرى يوما عالمي للحرب والعنف وعلى الخصوص بلادنا العربيه.