قبل ظهور ما يسمى بـ «السيلفي»، كان بعضهم يجد حرجاً من تصوير نفسه، أو حتى إبداء رغبته فيه، وإن كان راغباً في ذلك بالفعل، على اعتبار أنه يدخل في إطار «النرجسية» المقيتة ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الأحد (20 سبتمبر / أيلول 2015).
ولطالما ضحك الناس مراراً على فيلم «عطلة مستر بين» الكوميدي، والذي أظهر فيه النجم البريطاني اهتمامه بتصوير نفسه، وتوثيق رحلته، وما كانوا يدركون أن يوماً ماّ سيكون لتصوير الذات نكهة خاصة.
وبالنسبة للمشاهير، غالباً ما يشتكون من فلاشات الصحافيين والمعجبين، والتي تقحتم خصوصياتهم أحياناً، وتحرمهم من التحرك بحرية، بعيداً من الأضواء، ودائماً ما يعبرون عن رفضهم للتصوير، وينسبون غالبية الصور الملتقطة لهم (غير الرسمية) إلى أصدقائهم أو معجبيهم، في إشارة غير مباشرة إلى أن «النجوم لا يلتقطون صوراً لأنفسهم، بل الناس من يلتقط لهم الصور».
لكن «السيلفي» استطاع أن يجتذب المشاهير إلى سحره، ويحولهم من أشخاص يرفضون التصوير ويعانون منه، إلى ممارسين له وبشغف، لتنقلب بذلك المعادلة، ويصبحوا مُصورِين، بعدما كانوا يُصوَرون.
وفي السابق، لم يكن المتابع يألف مشاهدة صورة لرئيس دولة أو وزير أو مسؤول وهو يبتسم للكاميرا، فضلاً عن أن يكون هو المصور والناشر لها، لكن «السيلفي» مكّن الجمهور أخيراً من هذه المشاهد، إذ انتشرت صور عدة لمشاهير السياسة والرياضة والفن قاموا بتصويرها بأنفسهم، وأظهرت كاميرات المصورين بعضهم أثناء التقاط صور بواسطة هواتفهم المحمولة. ومن بين أشهرها، صورة للرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يلتقطان صورة ذاتية بهاتف ذكي مع رئيسة الوزراء الدنماركية هالي شميدت في احتفال تأبين الرئيس السابق لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا، وبدا أوباما وكاميرون في الصورة وهما يضحكان، وتتوسطهما شميدت.
وأثناء انهماك الثلاثة بالتقاط الصورة، بدت السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما تتابع مراسم التأبين بتركيز تام، وظهرت في إحدى الصور وكأنها غاضبة من زوجها بسبب الصورة.
وعبر حسابه في «آنستغرام»، نشر وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد آل خليفة صورة «سيلفي» جمعته بوزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل، حملت جواً من المرح في ما بينهما خارج إطار العمل الرسمي.
وعلق عليها: «مع أخي الكبير الغالي وأستاذي الأمير سعود الفيصل، الله يحفظه ويبقيه لنا ذخراً وسنداً، في اجتماع جدة اليوم أثناء الاستراحة».
وبطريقة غير مسبوقة في تاريخ «الأوسكار»، التقطت مذيعة الحفل إلين ديغينيريس صورة «سيلفي» جماعية على المسرح، وسط ارتفاع ضحكات الحاضرين، ورفعتها على حسابها في «تويتر»، وكتبت إنها «أفضل صورة على الإطلاق».
وحطمت تلك التغريدة الرقم القياسي في إعادة التغريد في تاريخ الموقع، متجاوزة حاجز المليوني «رتويت» في أقل من ست ساعات، ما تسبب في تعطل موقت للموقع.
وبعد مباراة جمعت المنتخب الأرجنتيني مع نظيره الجامايكي، طلب اللاعب الجامايكي ديشورن براون من النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي التقاط صورة «سيلفي» تجمعهما معاً، قبل أن يوافق اللاعب الأرجنتيني على ذلك، ما عده بعضهم جرأة من براون.