في كتابه الذي صدر في 1989 بعنوان Age of Unreason طرح عالم الإدارة تشارلز هاندي مفهوم «مؤسسة الشمروك» Shamrock Organization، وقال إن المؤسسات الفاعلة ستتحول إلى ما يشبه زهرة الشمروك، وهي زهرة أيرلندية (تمثل الشعار الوطني لأيرلندا، وترتبط بالاحتفالات السنوية في عيد القديس باتريك) تتكون من ثلاث وريقات، واعتبر أن هذه الوريقات الثلاث تمثل ثلاثة أجنحة أساسية تحتاجها المؤسسات الناجحة، وهي كما يلي:

الوريقة الأولى تمثل مجموعة الموظفين الأساسيين المحوريين Core Staff الذين تعتمد عليهم المؤسسة بصورة جوهرية، وهم من المهنيين المؤهلين الذين يعملون في بيئة تشجع على «ثقافة تنفيذ المهمة» Task Culture.

الوريقة الثانية تمثل الأقسام غير الأساسية للشركة، وهذه يمكن أن تتعاقد الشركة Subcontract مع المهنيين العاملين لحسابهم الخاص أو الفنيين أو المؤسسات المتخصصة الصغيرة، وهؤلاء ربما يعملون في بيئة تشجع على «ثقافة تنفيذ الأدوار» Role Culture، أو حتى ربما في بيئة تحث على «ثقافة الاهتمام بالأفراد» Person Culture.

الوريقة الثالثة تمثل مجموعة من الأعمال والنشاطات التي يمكن أن يقوم بها أشخاص على أساس دوام جزئي Part Time أو Freelance، وهؤلاء تحتاجهم المؤسسة لملء الفجوات، وهم يعملون في بيئة تحث على «ثقافة تنفيذ الأدوار».

إن نجاح مؤسسة الشمروك في الاستعانة بمصادر خارجية يعتمد على ثلاثة أمور وهي:

(أ) القدرة على تحديد الأدوار المطلوبة بدقة لمعرفة ما يجب توفيره.

(ب) القدرة على قياس ما تم توفيره فعلاً، وبالتالي تحديد درجة التطابق مع المواصفات.

(ج) القدرة على إجراء تعديلات مباشرة إذا لم يتم تحقيق المواصفات.

على سبيل المثال، قد تكون لشركة برمجيات مجموعة أساسية من المهندسين Core Staff مسئولين عن تصميم البرامج وتسويق المنتجات والخدمات، ويمكن أيضاً لهذه الشركة الاستعانة بمصادر خارجية لإدارة الموارد البشرية ودفع الرواتب وضبط الحسابات، ويمكنها أيضاً أن تتعاقد مع وكالة للإعلانات على شبكة الانترنت أو لتصميم موقعها الإلكتروني.

وقال هاندي إن هذه الطريقة في إدارة المؤسسات ستزداد، وإنه في الوقت الذي لا تعطي مؤسسة الشمروك الاستقرار لموظفي العقود، إلا أن المتخصصين الذي يلعبون أدواراً مهمة يستطيعون دائماً الحصول على أعمال بصورة مرنة ومحفزة مع مجموعة متنوعة من المؤسسات الأخرى وأصحاب العمل.

وأشار هاندي إلى أن على الذين يرغبون في استقرار عملهم في مؤسسة ما أن يمارسوا الأعمال التي تدخل في الأقسام المحورية وأن يكونوا من المحوريين Core Staff. أما الآخرون فإن عليهم أن يوفقوا أنماط حياتهم بحسب المتغيرات التي تفرضها بيئة السوق.