ضمن سعيها المستمر في إشراك المجتمع المحلي لتحقيق المنجز التراثي والعمراني، استقبلت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة مساء اليوم الخميس (10 سبتمبر/ أيلول 2015) وفداً من أهالي قرية بوري ضم ممثلين عن المجتمع المدني للقرية وغيرهم من المهتمين في شأنها التراثي والعمراني، حيث تعرّف الوفد على آخر مستجدات مشروع ترميم وإحياء جامع بوري التاريخي والدور الذي على أهالي القرية القيام به في سبيل استكمال المشروع وذلك من خلال عرض قدّمه مستشار الحفاظ على التراث بهيئة البحرين للثقافة والآثار في قاعة محاضرات متحف البحرين الوطني.
وأكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على اهتمامها بهذا المشروع كونه يوثق لحقبة هامة من تاريخ المنطقة ويحفظ لقرية بوري واحداً من أهم معالهما الأثرية، مشيرة إلى ضرورة أن يشترك المجتمع البحريني في عملية الحفاظ على التراث الإنساني من أجل تعزيز مكانته والحفاظ عليه للأجيال القادمة.
وقالت: "نفتخر بتاريخنا العريق ونحافظ على ملامحه الإنسانية معاً".
وخلال اللقاء، قال علاء الحبشي إن أعمال ترميم الجامع أوشك على الانتهاء، مؤكداً أن هذا المشروع يهدف إلى الارتقاء بالمشهد العمراني التراثي في قرية بوري بأكملها وإعادة إحيائها بشكل يحافظ على ملامحها القديمة بطريقة معاصرة وجذّابة.
وتطرق الحبشي خلال عرضه إلى أهم أعمال التدعيم والترميم الإنشائي التي تم الانتهاء منها من أعمدة، أسقف، واجهات وغيرها، حيث أوضح أن هذه الأعمال التزمت بالتوجيهات والمواثيق العالمية لترميم مباني التراث والتعامل مع جميع تفاصيل البناء واستخدام مواد بناء تقليدية والحفاظ على أصالة النسيج المعماري الأصلي للجامع والذي سيظهر جزء منه لزوار الجامع من أجل التعريف بقيمته التاريخية العريقة.
كما وحثّ علاء الحبشي أهالي بوري على المشاركة في استكمال أعمال إعادة تأهيل الجامع بما يتطلبه من توفير سجاجيد للصلاة، الإضاءة ومكبرات للصوت، تهيئة المسجد لاستقبال المصلين، إنشاء مرافق خدمية، الارتقاء بالمشهد العمراني المحيط بالمسجد وغيرها من أعمال استكمالية، ليكون التعاون مكتملاً بكافة جوانبه وليفتخر به أهل القرية ويعزز ارتباطهم الوثيق بوطنهم.
من جهته تقدّم الوفد بالشكر إلى هيئة البحرين للثقافة والآثار ممثلة بالشيخة مي بنت محمد آل خليفة لجهودها في الحفاظ على التراث الإنساني والهوية الثقافية لمملكة البحرين وشعبها، مشيرين إلى أن عملية إعادة إحياء جامع بوري ستعزز من الهوية المحلية وتزيد ارتباط المواطن ببلده وبتاريخه العريق.
الجدير بالذّكر أنّ هذا الجامع يُعدّ أحد أقدم المساجد في البحرين، وهو يقع في حيّ الدّيرة القديم مُحاطاً بالنّخيل والمزارع التي تشتهر بها قرية بوري.