وقع بصري فور قراءتي للصفحة الأولى وأعتقد أن كل فقراء البحرين ممن يقرأون وقع بصرهم على النبأ نفسه فالعنوان مغر للغاية يوعد المواطن بجنة مقبلة مع منتصف العام 2004م عندما سيكون إنتاج «أبوسعفة» للبحرين، وكان «الدسك» الذين يسهرون على استكمال أخبار الصفحة الأولى لم يفتهم أن يجعلوا العنوان دقيقا للغاية فقالوا كامل الإنتاج للبحرين ولم يقولوا للبحرينيين فهو أصح لأن الوطن بما فيه (حسب الدستور والعرف والقوانين الدولية) ملك للشعب. لكن بلادنا العربية يكون الضرع والزرع والإنسان والحيوان وحتى الجماد مثل الأراضي ملك للحكام والرؤساء.
فحتى الرؤساء الذين يتم اختيارهم في البلدان العربية التي تسمى بالجمهوريات هم الذين بيدهم ملكوت كل شيء يأتون الشعب ما يشاؤون ويمنعون عنه ما يشاؤون ولا يغادر أي منهم بإذن الله إلا وتقرأ أن فلانا ترك من بعده لأبنائه المساكين بضعة عشرات من المليارات غفر الله لهم جميعا وأسكنهم فسيح جناته وألهم ذويهم الصبر والسلوان على كل قيادي عربي أصبح يتيما من غير أب.
المهم أنني يوم أن قرأت الخبر حلمت بتفاصيل النبأ عدة مرات ومادام الله سبحانه وتعالى قد أعطى القادة العرب دون قادة العالم صكا واضحا من خلال الآية الكريمة (أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) «الأنبياء 105» فهذه الآية حسب تفسيري المبسط الواضح أن الورثة من الحكام هم الورثة المقصودون وهم وحدهم الذين من حقهم التصرف في ما آلَ إليهم.
عموما إن تضاعف الإنتاج في حقل (أبوسعفة) الذي سيبلغ 300 ألف برميل بما يسهم في إيرادات الموازنة 7 في المئة هذا يعني أن الحياة لا بد أن تتغير على وجه هذه الجزر وسنصبح في مصاف البلدان الخليجية الغنية، وينتهي عصر البطالة وتقوم المشروعات العملاقة وتكبر موازنات البلديات بحيث لا يختلف أهالي المحرق مع المحافظة التي ترغب في إقامة باب أو مدخل جميل لمدينتهم العريقة وستتعطف الحكومة ببناء مقار لائقة بأسرة الأدباء والكتاب والمسارح والجمعيات ليتمكنوا من إقامة مزيد من الندوات والفعاليات الثقافية إلى جانب بناء مزيد من المساكن للمواطنين بحيث لا يحتاجون لأن يبقوا على القائمة عشر سنوات أو أكثر وتقوم الحكومة بإلغاء كل رسوم الجامعات كما فعل عبدالناصر رحمه الله.
لقد كان حلما جميلا أفقت منه فجأة أرجو أن أراه على أرض الواقع في منتصف العام 2004 (قولوا آمين)
العدد 475 - الأربعاء 24 ديسمبر 2003م الموافق 29 شوال 1424هـ