شددت لجنة الأمم المتحدة المعنية بحماية حقوق جميع المهاجرين وأسرهم على ضرورة أن تفعل أوروبا ودول الخليج المزيد لمعالجة تدفق اللاجئين والمهاجرين بأعداد هائلة بسبب الأزمة السورية.
ووصفت اللجنة هذا التدفق بأنه إحدى أكثر حركات النزوح مأساوية منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت اللجنة الدولية إن الملايين أجبروا على الهجرة من ديارهم بحثا عن الملاجئ الآمنة بالخارج بسبب الحرب الدائرة في سوريا. وأشارت إلى أن الدول المجاورة فتحت أبوابها لملايين المهاجرين السوريين، وقالت إن على الدول الأخرى وخاصة الأوروبية وبلدان الخليج فعل المزيد لمعالجة هذا الوضع.
وفي بيان صحفي قالت لجنة الأمم المتحدة إن المهاجرين السوريين، الذين دفعوا لخوض الصعاب بحثا عن حياة كريمة وآمنة لأسرهم، يخاطرون بحياتهم للوصول إلى أوروبا.
وأشارت إلى مصرع مئات الرجال والنساء والأطفال وهم يحاولون الوصول إلى الشواطئ الآمنة.
ودعت اللجنة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراء فوري للاستجابة لتلك الأزمة الإنسانية، من خلال حماية أرواح وصحة أولئك الناس سواء كانوا مهاجرين أو طالبي لجوء.
كما ناشدت أيضا جميع الدول توفير مزيد من القنوات المنتظمة للهجرة، وقالت إن التدفق الكبير للمهاجرين باتجاه أوروبا يجب أن يـُدار بشكل أكثر تنظيما يقوم على أساس حقوق الإنسان، بما يضيق الخناق على المهربين ووعودهم التي تتحول عادة إلى عنف واستغلال وموت.
كما حثت لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق المهاجرين وأسرهم، الدول على التعامل مع الأسباب الجذرية للهجرة غير المنظمة. وأشارت، في هذا السياق، إلى عوامل الفقر والصراع التي تدفع الناس إلى خوض الصعاب من خلال عبور البحار بحثا عن العمل اللائق والسلام والظروف المعيشية الكريمة.
وقالت إن تلك العوامل لن تختفي بدون عمل متضافر من جميع الدول، بما في ذلك من خلال حل الصراعات وبناء السلام والاستثمار في التعليم وتوفير فرص العمل.
وأخيرا دعت اللجنة الدول إلى الإقرار بالمساهمات الاقتصادية والاجتماعية للمهاجرين وتبديد الصور النمطية ومحاربة كراهية الأجانب والعنصرية ضد هذه المجموعة المستضعفة من البشر.
واختتمت اللجنة الدولية بيانها بالقول إن الأوروبيين فروا في وقت من الأوقات بسبب الحرب والمجاعة بحثا عن فرص في أماكن أخرى. وأضافت أن على الدول الأوروبية وغيرها فتح أذرعها، وألا تدير ظهرها للمهاجرين محذرة من أن التقاعس عن العمل سيؤدي إلى خسارة مزيد من الأرواح.